شاهد جديد على دموية المحتل الصهيوني

40 شهيدا في "محرقة الخيام" برفح

40 شهيدا في "محرقة الخيام" برفح
  • القراءات: 413
ص. محمديوة ص. محمديوة

استيقظ العالم أمس، مجددا على وقع مشاهد وصور صادمة لمجزرة جديدة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في حق النازحين العزّل من أبناء الشعب الفلسطيني الذين لجأوا إلى المنطقة الغربية من مدينة رفح جنوب قطاع غزّة، على أمل الاحتماء من نيران آلة الدمار الصهيونية، لكن هذه الأخيرة وكعادتها لا حقتهم وقصفت خيامهم، ضاربة عرض الحائط بكل قرارات محكمة العدل الدولية ومنتهكة لكل القوانين والأعراف والشرائع.

خلّفت المجزرة المروعة التي استهدفت خيام النازحين في المنطقة الغربية من رفح، والتي سبق وأعلنها جيش الاحتلال آمنة، استشهاد أكثر من 40 فلسطينيا غالبتهم من النساء والأطفال وإصابة ما لا يقل عن 294 آخرين، حيث لم تستطع طواقم الدفاع المدني من الوصول إليهم بسبب مواصلة جيش الاحتلال قصفه العشوائي والهمجي على العزّل من أبناء الشعب الفلسطيني.

وقال المتحدث باسم وكالة غوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، عدنان أبو حسنة، في تصريح إعلامي أمس، إن القصف الصهيوني "طال منطقة قريبة من مخازن تابعة للوكالة، كما استهدف منطقة مكتظة بالنازحين"، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال "قصف منطقة مصنّفة على أنها آمنة"، وأضاف أن "المنطقة التي قصفت كانت تضم أعدادا كبيرة من الخيام البلاستيكية بما تسبب في نشوب حرائق كبيرة".

ورغم أنه تمت السيطرة على الحرائق التي اندلعت جراء القصف، فإنه أكد أن المنطقة والتي تنعدم فيها أدنى مقومات العيش، أصبحت مدمرة بشكل كبيرة ليفاقم ذلك من مآسي سكان الغزة المحاصرين من كل الجهات.ولتبرير جرائمه المروعة بحق المدنيين الفلسطينيين، واصل الكيان الصهيوني وكعادته سرد الأكاذيب والادعاءات التي لم يعد أحد يصدقها باستثناء الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي كان بدأ أولى خطاباته حول الحرب على غزّة بالدعاية التي تقول إن "حماس تقطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين" واستخدمها كذريعة لمشاركة الولايات المتحدة في حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والصحفيين والمسعفين والعاملين في المجال الإنساني وتدمير مستشفيات غزّة.

غير أن دعاية بايدن الكاذبة لقطع رؤوس الأطفال التي تراجع عنها فيما بعد، تنفذها الآن قوات الاحتلال الإسرائيلي بأسلحة أمريكية، ويمكن للعالم أجمع أن يشاهدها على الهواء مباشرة على شاشات التلفاز دون تعليق أو إدانة من المسؤولين الأمريكيين.حيث تزعم إسرائيل أنها استهدفت مجمعا تابعا لـ "حماس"، ولكن الحقيقة الساطعة مثل الشمس أن المنطقة المستهدفة لجأ إليها النازحون بعد الزعم الإسرائيلي أنها آمنة، وهي تضم مئات الخيام التي تؤوي آلاف النازحين وتزورها يوميا مؤسسات دولية فكيف تكون مجمعا!!

والادعاء الثاني الذي سوقه الاحتلال، هو أن مسلحي "حماس" يستخدمون هذه المنطقة التي تقع غرب رفح وهي بعيدة عن منطقة عمليات الاحتلال وتوغله برفح ولا يتواجد فيها مسلحون وانتشال الشهداء والإصابات دون وجود أسلحة في المكان يدل على ذلك.

أما الادعاء الثالث فقد فيتمثل في قول الاحتلال إنه استخدم أسلحة دقيقة في وقت أكدت كل التقارير الإعلامية والصور والمشاهد المتداولة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، أنه جرى استهداف المنطقة بثمانية صواريخ ضخمة وأحدثت مجزرة كبيرة كون  المستهدف هي خيام وليست مجمعا أو مباني.