الاحتلال يواصل ارتكاب المزيد من المجازر في حرب الإبادة على غزّة

41 ألف شهيد وأكثر من 95 ألف جريح

41 ألف شهيد وأكثر من 95 ألف جريح
  • القراءات: 331
ص. محمديوة ص. محمديوة

تتوالى أخبار الموت والمشاهد الدامية من قطاع غزّة، في ظل استمرار العدوان الصهيوني لقرابة عام على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلّة، الذي حولته آلة الدمار الصهيونية إلى منطقة غير صالحة للعيش بتأكيد كل المنظمات والهيئات الإنسانية والحقوقية الأممية والدولية.

فمنذ الساعات الأولى من فجر أمس، والطيران الحربي الصهيوني يدك القطاع من الشمال إلى الجنوب مخلّفا ككل يوم ارتقاء العشرات من الشهداء والجرحى والمفقودين تحت الأنقاض في مجازر يواصل العالم، مشاهدتها على المباشر من وراء شاشات التلفزيون دون أي تحرك فعلي وملموس لإيقافها ووضع حد لها.
واستشهد 15 فلسطينيا وأصيب آخرون بقصف صهيوني في وسط وجنوب قطاع غزّة استهدف منزلا في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزّة، بما أدى إلى تدميره بالكامل وإلحاق أضرار بالمنازل المجاورة.
وفي جنوب القطاع، استشهد خمسة أشخاص من بينهم طفلة جراء قصف شنته طائرات صهيونية على مخبز في منطقة المواصي التي تتواجد فيها خيام نازحين تؤوي مئات العائلات غرب خان يونس، وشنت الغارة على المخبز البدائي الذي يتواجد وسط الخيام في وقت كان يشهد عددا من الزبائن.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينيةو في بيان بأن الجيش الصهيوني ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزّة راح ضحيتها 20 شهيدا و76 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، وأشار البيان إلى أن عددا من الضحايا ما زال تحت الركام وفي الطرق ويمنع الجيش الصهيوني وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
من جهتها أعلنت السلطات الصحية في غزّة، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزّة منذ السابع أكتوبر الماضي، إلى 41 ألفا و226 شهيد و95 ألفا و413 مصاب. ونشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع لليوم 346 على التوالي، ارتكب خلالها 3584 مجزرة خلّفت إلى جانب حصيلة الضحايا المذكورة أعلاه 10 آلاف مفقود.
وسجل المكتب 16 ألفا و795 شهيد من الأطفال من ضمنهم 171 رضيع ولدوا واستشهدوا في حرب الإبادة الجماعية و36 استشهدوا نتيجة المجاعة التي لا تزال تعصف بالقطاع المنكوب، في حين تركت هذه الحرب الدامية 19 ألف طفل من دون والديهم أو بدون أحدهم و3500 لا زالوا معرضين لخطر الموت في أي لحظة بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء.
ومن بين الضحايا تسجيل11 ألفا و378 شهيدة و885 شهيد من الطواقم الطبية و83 من عناصر الدفاع المدني و173 صحافي، إضافة إلى 60 ألف سيّدة حامل معرضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية و11 ألفا و500 طالب وطالبة قتلهم هذا الاحتلال الهمجي خلال الحرب، و750 معلم ومعلمة وعامل في سلك التعليم و115 من العلماء وأساتذة جامعات وباحثين أعدمهم هذا المحتل الهمجي. وواصل الاحتلال لليوم 132 على التوالي إغلاق جميع معابر قطاع غزة، حيث حرم إلى جانب منعه دخول المساعدات الإنسانية، 12 ألف جريح من السفر للعلاج في الخارج في حين يواجه 10 آلاف مريض سرطان محرومين من العلاج خطر الموت، وقد أخرج 34 مستشفى و80 مركزا صحيا عن الخدمة واستهدف 162 مؤسسة صحية و131 سيارة اسعاف.
وألقى جيش الاحتلال 83 الف طن من المتفجرات على قطاع غزة تسببت في تدمير 180 مركز إيواء ونزوح مليوني شخص وتدمير 200 مقر حكومي و125 مدرسة وجامعة دمرها بشكل كلي و336 بشكل جزئي. ودمر 611 مسجد و150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي و80 الف وحدة أصبحت غير صالحة للسكن و200 الف وحدة دمرها بشكل جزئي.
ودمر الاحتلال 3130 كلم من شبكات الكهرباء و330 الف متر من شبكات الصرف الصحي ومليوني و835 الف متر من شبكات الطرقات والشوارع و36 منشأة وملعبا وصالة رياضية  و700 بئر مياه. وكل ذلك بقيمة خسائر اولية مباشرة لهذه الحرب الدامية تتجاوز 33 مليار دولار.


 

بعد مرور أكثر من 345 يوم على حرب الإبادة.. تقرير فلسطيني يسلّط الضوء على الواقع الأليم للأسيرات

كشف تقرير مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير الفلسطينيين، الواقع المرير الذي تتخبط فيها عشرات الأسيرات المحتجزات في معتقلات الاحتلال الصهيوني والممارس في حقهن أبشع أنواع وأساليب التعذيب الحاطة للكرامة وتبقى عارا على جبين الإنسانية جمعاء.

وكشف التقرير الصادر، أمس، وتسلمت "المساء" نسخة منه، أن عدد الأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي وصل إلى 94 أسيرة  من المعلوم هوياتهن وغالبيتهن في سجن "الدامون"، وكان هذا العدد قد سُجّل في بداية الحرب مع اعتقال عشرات الأسيرات من غزة في حينه ونقلهن إلى سجن "الدامون"، فيما تبقى حاليا من أسيرات غزة في سجن "الدامون" ثلاث أسيرات من بينهن أم وابنتها.
وأوضح أن هذا المعطى لعدد الأسيرات في سجون الاحتلال، لا يشمل الأسيرات من غزة كافة وتحديدا من هن معتقلات داخل المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، حيث تواصل سلطات الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقهن.

وجدّد بالمناسبة، مطالبة المنظمات الحقوقية بتجاوز حالة العجز التي يتضاعف معناها مع استمرار حرب الإبادة ويتضاعف مخاطرها على الإنسانية جمعاء وعلى الدور الإنساني المنوط بها، مؤكدا في هذا الجانب أن الشهادات والإفادات التي وثقتها المؤسسات الحقوقية من الأسرى والمعتقلين وبما عكسته من جرائم ومنها جرائم حرب، تشكل وجها من أوجه حرب الإبادة المستمرة حتى اليوم.
وتطرّق التقرير إلى واقع ظروف اعتقال الأسيرات بعد مرور أكثر من 345 يوم على حرب الإبادة المتواصل فصولها في قطاع غزة في ظل انتهاج سلسلة إجراءات وسياسات وجرائم ممنهجة فرضتها منظومة السجون على الأسرى والأسيرات كافة منذ بدء حرب الإبادة، أبرزها التعذيب والتجويع والجرائم الطبية، إلى جانب سلسلة عمليات التنكيل الممنهجة وتحديدا عملية عزلهن الفردي والجماعي والتفتيش العاري في  شكل من أشكال الاعتداءات الجنسية، تحديدا أثناء احتجازهن في سجن "هشارون" الذي يشكل المحطة الأقسى في بداية الاعتقال وتحويل احتياجاتهن الخاصة إلى أداة للتنكيل بحرمانهن منها. وأكد التقرير أنه استنادا لزيارات تمت مؤخرا، لسجن "الدامون"، برزت مجموعة من الحالات والقضايا التي تعكس مستوى الانتهاكات والجرائم التي تمارس بحقهن الأسيرات الفلسطينيات ضمن جزء من سلسلة قضايا وانتهاكات جسيمة مورست بحقهن بشكل غير مسبوق منذ بدء الحرب على غزة.

ومن بين حالات الاعتقال الانفرادي التي تتعرض لها الأسيرات، تطرّق التقرير إلى استمرار عزل الأسيرة الحقوقية خالدة جرار منذ أكثر من شهر في عزل سجن "نفي تيرتسيا" في ظروف قاهرة وصعبة جدا، تمس أبسط حقوقها الإنسانية وتتجدد معاناتها المضاعفة مع تمديد أمر عزلها.
ويواصل الاحتلال للشهر الخامس على التوالي اعتقال الأسيرة، جهاد دار نخلة، وهي أم لأربعة أطفال وحامل في شهرها الثامن وتُعاني من ضعف في الدم وفقاً للتقارير الطبية التي أُجريت لها قبل اعتقالها وهي بحاجة إلى تغذية خاصة ورعاية صحية مضاعفة.

كما تضمن التقرير حالة لإحدى الأسيرات التي اكتفى بتعريفها بالحرفيين الأوليين من اسمها "أ.ي" والتي تواجه وضعا نفسيًا صعبا ويصر الاحتلال على اعتقالها وعزلها. وتعرضت للاعتقال بداية العام الجاري مع استمرار ارتفاع وتيرة حملات الاعتقال، وهي تعاني من اكتئاب مزمن وبحاجة إلى رعاية خاصة ومتابعة على مدار الوقت. وعلى الرغم من وجود تقارير طبية تثبت وضعها النفسي الصعب، إلا أن الاحتلال يواصل اعتقالها وأقدم على مضاعفة جريمته بعزلها في وضع فاقم من وضعها النفسي بشكل كبير مثلها مثل حالات كثيرة من اسيرات حرمن حريتهن وينكر عليهن ابسط حقوقهن.
وفي سياق معاناة الأسيرات، أشار التقرير إلى الاكتظاظ  الذي يعد واحدا من أبرز القضايا التي فاقمت معاناتهن، إضافة إلى إجراء الاعتقال الإداري، حيث يعتقل الاحتلال يعتقل 23 أسيرة من بينهن طالبات إداريا، فيما أن غالبية الأسيرات الأخريات معتقلات على خلفية ما يدعيه الاحتلال بالتحريض الذي يشكل وجها آخر للاعتقال الإداري.
وصعد الاحتلال من الاعتقال على خلفية التحريض عبر وسائل الإعلام ومنصات التّواصل الاجتماعيّ التي تحولت من أداة لحرية الرأي والتعبير إلى أداة للقمع، حيث تعمّد في صياغته لبنود ما يدعيه بـ "التحريض" بجعلها فضفاضة دون محدّدات واضحة.