الاحتلال الصهيوني يواصل حصار مستشفى "كمال عدوان" بمن فيه
50 شهيدا في استهداف لمنطقة النصيرات وسط القطاع
- 261
لا تزال الحرب الصهيونية في غزة تزداد ضراوة وشدة من أشهرها الأولى، مع مواصة آلة الدمار والتقتيل الصهيونية حصد مزيد من أرواح الأبرياء في جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي يندى لها جبين الإنسانية، تستهدف الفلسطينيين في كل نقاط تواجدهم من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.
من مستشفى إلى آخر ومن مخيم إلى آخر ومن مربع سكني إلى آخر، يواصل الطيران الحربي والمدفعية الصهيونية دك كل ما يجده أمامه بأطنان من الصواريخ الفتّاكة والقنابل المحرمة دوليا، في مشاهد رعب تتكرر يوميا أمام أنظار العالم أجمع الذي لم يحرك ساكنا بعد أكثر من 14 شهرا من حرب قذرة خلّفت حتى الآن استشهاد أكثر من 45 ألف شهيد وما لا يقل عن 108 آلاف جريح.
وضمن هذا السيناريو الدامي اقتحم أمس، جيش الاحتلال المخيم الجديد بالنصيرات وسط القطاع بأكثر من 17 آلية عسكرية وعشرات الجنود والطائرات وارتكب جرائم مروعة فيه راح ضحيتها في حصيلة أولية، أكثر من 50 شهيدا وجريحا كلهم مدنيون وأطفال ونساء، إضافة إلى نسف وهدم وقصف وتدمير أكثر من 20 وحدة سكنية..
وليست هذه المرة الأولى التي يرتكب فيها جيش الاحتلال العدوان الوحشي والهمجي على المخيم الجديد بالنصيرات، بل سبق واقتحمه أكثر من خمس مرات على مدار جريمة الإبادة الجماعية. وراح ضحية تلك الاعتداءات المتكررة السابقة أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات، إضافة إلى نسف وهدم وقصف وتدمير أكثر من 1500 وحدة سكنية.
وأدانت سلطات غزة، بأشد العبارات العدوان الهمجي الذي ارتكبه جيش الاحتلال ضد منطقة المخيم الجديد بالنصيرات، والتي تأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والقتل الممنهج والتدمير الشامل والتهجير القسري ضد المدنيين، داعية كل العالم إلى إدانة هذه الجرائم المركبة التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، وحمّلت الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الجرائم والانتهاكات الصارخة واستمرار جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة. كما طالبت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية إلى تحرك عاجل وفاعل لوقف جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" والانتهاكات المتكررة، وضمان حماية المدنيين والأطفال والنساء والمرافق العامة.
وبالتزامن مع جرائمه المروعة في النصيرات، واصل جيش الاحتلال أمس، حصاره لمستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، لليوم الثالث على التوالي، وبداخله 91 مريضا وسط مناشدات بضرورة التدخل لإنقاذ المرضى والطواقم الطبية وإمدادهم بالمستلزمات الطبية والطعام.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال المسيرة ألقت قنابل في ساحات المستشفى وعلى سطحه بما يهدد مرة أخرى الإمدادات من الوقود والأوكسجين. وأشارت إلى أن دبابات وجرافات الاحتلال قد اقتربت بشكل مفاجئ أول أمس، من البوابة الغربية للمستشفى وسط وابل كثيف من الرصاص، اخترقت وحدة العناية المركزة وقسم الولادة وقسم الجراحة المتخصصة وبعض الرصاصات انفجرت داخل الأقسام بما خلق حالة من الخوف والذعر بين المرضى.
كما أشارت إلى أن الاحتلال استهدف أحد المولدات بما أدى إلى إخراجه تماما عن الخدمة بسبب الحريق.، كما كانت هناك محاولات لاستهداف خزان الوقود وسط قصف متواصل للمنازل والمباني المحيطة.
ويشن جيش الاحتلال منذ مساء السبت الأخير، غارات عنيفة على مستشفى الشهيد كمال عدوان عقب المطالبة بإخلائه دون إعطاء وسائل لإخراج المرضى. كما يمعن في اقتراف جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في بلدة بيت لاهيا، في حين يشكل مستشفى كمال عدوان ملاذا أخيرا لمرضى ومصابي الشمال الذين لم يجدوا بديلا يقدم لهم الحد الأدنى من الخدمات الطبية والإنسانية.
12 شاحنة مساعدات فقط خلال شهرين ونصف
أعلنت منظمة "أوكسفام" الدولية أن 12 شاحنة مساعدات إنسانية فقط وزعت الغذاء والماء في شمال غزة خلال شهرين ونصف الشهر، محذّرة من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة المحاصر.
وقالت "أوكسفام" في بيان أمس، إن تأخيرات متعمدة وعمليات عرقلة ممنهجة من جانب جيش الاحتلال الصهيوني، أدت إلى تمكين 12 شاحنة فقط من إيصال مساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا بما يشمل عمليات التسليم حتى السبت الأخير، وذلك من بين الشاحنات القليلة الـ34 المحملة بالغذاء والماء التي سمح لها بالدخول إلى محافظة شمال غزة خلال الشهرين ونصف الشهر الماضية. وأشارت المنظمة غير الحكومية إلى أنه "بمجرد توزيع الطعام والماء على المدرسة التي لجأ إليها فلسطينيون تم إثر ذلك إخلاؤها وقصفها بعد ساعات قليلة".
وقالت إنها "منعت مع غيرها من المنظمات الإنسانية الدولية بشكل مستمر من تقديم مساعدات حيوية" في شمال غزة عندما كثف الاحتلال قصفه، مشيرة إلى أن آلاف الأشخاص لا يزالون معزولين ولكن مع منع وصول المساعدات الإنسانية يستحيل إحصاؤهم على نحو محدد. ويفرض الكيان الصهيوني رقابة صارمة على وصول المساعدات الدولية الضرورية لسكان غزة وذلك منذ بداية العدوان على القطاع في 7 أكتوبر 2023.
المقاومة تكثف ضرباتها الموجعة لجيش الاحتلال
"القسام" تجهز على قوة إسرائيلية وتستولي على أسلحتها بغزة
لا تزال المقاومة الفلسطينية تضرب بقوة في قطاع غزة وتلحق خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في صفوف جيش الاحتلال رغم كل ما تروّج له آلة هذا الأخير المغرضة من أكاذيب وإشاعات حول إضعافه للمقاومة والقضاء على محورها.
في عملية نوعية، تمكّن عدد من عناصر المقاومة الفلسطينية من طعن وقتل 3 جنود صهاينة كانوا في مهمة حماية مبنى تحصّنت به قوة صهيونية ومن ثم اقتحموا المنزل وأجهزوا على كافة أفراد القوة من مسافة الصفر واغتنموا أسلحتهم وأخرجوا عددا من المواطنين الذين احتجزهم الاحتلال داخل المنزل في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع. وهو ما أعلنت عنه "كتائب القسام" الجناح العسكري المسلّح في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان لها أمس جاء فيها إن "مجاهديها تمكنوا في عملية أمنية معقّدة من طعن وقتل 3 جنود صهاينة كانوا في مهمة حماية مبنى تحصّنت به قوة صهيونية بمشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة". وأضافت أن مقاتليها اقتحموا بعد ذلك المنزل وأجهزوا على كل أفراد القوة الإسرائيلية من مسافة الصفر واغتنموا أسلحتهم . وأشار بيان القسام إلى أن مقاتليها أخرجوا عددا من المواطنين الذين احتجزهم الاحتلال داخل المنزل المستهدف.
في سياق متصل، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن مقتل 3 جنود إسرائيليين في تفجير عبوة ناسفة ليلة الأحد إلى الاثنين في جباليا شمال قطاع غزة، في حين لم يصدر إعلان رسمي من الجيش الإسرائيلي. وكانت "كتائب القسام"، بثت أول أمس مشاهد من تصدي مقاتليها لجيش الاحتلال الإسرائيلي وآلياته في محاور التوغل شمال قطاع غزة ووجّهت رسائل عبر قادتها الميدانيين مفعمة بالتحدي.
وحمل فيديو القسام الجديد اسم "كمائن الصمود والتحدي"، وتضمّن عمليات مباشرة ضد القوات والآليات الإسرائيلية في مخيم جباليا. وشملت العمليات استهداف دبابة إسرائيلية من طراز "ميركافا" في حارة الدقعة بمخيم جباليا بقذيفة مضادة للدروع، إلى جانب استهداف ناقلة جند إسرائيلية في ساحة الخلفاء الراشدين.
وأظهرت اللقطات عملية قنص جندي إسرائيلي في شارع أبو العيش وسط جباليا وإصابته بصورة مباشرة سقط على إثرها أرضا، إضافة إلى تفجير عبوة أرضية في عدد من الجنود الإسرائيليين. وختمت القسام اللقطات بعملية استهداف أحد المنازل قرب جباليا البلد كانت تتحصن فيه قوة إسرائيلية خاصة بقذيفة مضادة للتحصينات. وتأتي هذه الانتصارات للمقاومة في شمال القطاع، بعد العملية العسكرية الجديدة التي يشنّها جيش الاحتلال في هذه المنطقة منذ السادس أكتوبر الماضي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".