جولة مفاوضات جديدة بين الفرقاء الليبيين نهاية الأسبوع بجنيف

آخر فرصة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية

آخر فرصة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية
  • القراءات: 1143
كشف برناردينو ليون، المبعوث الاممي إلى ليبيا عن عقد جولة جديدة من الحوار الليبي يومي الاربعاء والخميس القادمين بمدينة جنيف السويسرية، تكون مناسبة لفرقاء الأزمة في هذا البلد لتقديم أسماء الشخصيات التي يختارونها لتكون ضمن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية. وأضاف الدبلوماسي الاممي أن الجلسة الأخيرة من المفاوضات خصصت لبحث الآلية التي سيتم من خلالها تعيين الوزراء في هذه الحكومة، حيث تم الاتفاق على اتباع الآلية المنتهجة على مستوى الاتحاد الأوروبي، والتي تسمح للجميع بالمشاركة في هذا الاختبار.
وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها المبعوث الاممي عن بلوغ الحوار الليبي مثل هذه المرحلة المتقدمة لاختيار الطاقم الوزاري، بما يشكل خطوة أولى باتجاه وضع البلاد على طريق المصالحة الوطنية. وهو ما جعله يصر على ضرورة مشاركة كل الفرقاء وخاصة المؤتمر الوطني العام المنتهية عهدته الذي غاب عن جلسة الحوار الأخيرة بما يؤكد على عدم رضاه على الخطوة وتمسكه بالشروط التي وضعها قبل الانخراط في العملية السياسية. وأرجع ليون، سبب غياب المؤتمر العام عن جلسة الحوار الأخيرة إلى استقالة صالح المخزوم، رئيس الوفد برلمان طرابلس وهو ما أدخل المؤتمر في رحلة بحث جديدة من أجل إعادة تشكيل وفده المفاوض.
ولكن المسؤول الاممي لم يكن في مستوى التأكيد ما إذا كان برلمان طرابلس سيشارك في جلسة جنيف من عدمه بدليل دعوته مختلف القادة الليبيين للمشاركة ووضع خلافاتهم جانبا، وتقديم مصلحة بلادهم قبل أية حسابات حزبية ضيقة. ويدرك المبعوث الاممي إلى ليبيا، الذي يسعى جاهدا إلى التوصل في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق نهائي للأزمة الليبية أهمية مشاركة المؤتمر الوطني في أي ترتيبات لاحتواء الأزمة باعتباره طرفا فاعلا لا يمكن تجاهله. وكان ليون، عبّر عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق بتشكيل حكومة وحدة وطنية بحلول منتصف شهر سبتمبر المقبل، لكنه في نفس الوقت حذّر الفرقاء الليبيين من مغبّة تضييع ما وصفها بـ«الفرصة التاريخية" والأخيرة للتوافق فيما بينهم بعدما اعتبر أن مواقفهم أصبحت أقرب فيما بينها أكثر من أي وقت مضى.
ويصر المبعوث الاممي على ضرورة تسريع وتيرة التفاوض من منطلق أن الوضع في ليبيا يزداد تفاقما، رافعا هذه المرة ورقة المهاجرين غير الشرعيين الذين لقوا حتفهم الأسبوع الماضي، قبالة السواحل الليبية عندما حاولوا ركوب البحر المتوسط من أجل اللحاق بالضفة الأخرى لبلوغ الجنّة الأوروبية. واعتبر أن مصرع مئات المهاجرين بتلك الطريقة المأساوية يعد رسالة قوية باتجاه القادة الليبيين على ضرورة إنهاء المفاوضات الآن من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، تكون قادرة على تسيير مختلف شؤون البلاد ومواجهة مختلف التحديات من فوضى أمنية وهجرة غير شرعية، وتنامي خطر الإرهاب وانهيار الاقتصاد وغيرها من المشاكل والتحديات التي تواجه ليبيا.