مع تزايد عدد النازحين السودانيين
"أطباء بلا حدود" تحذّر من تدهور الأوضاع الإنسانية
- 339
حذّرت منظمة أطباء بلا حدود، من الوضع في جنوب السودان مع تدفق عشرات الآلاف من النازحين بسبب النزاع المسلح في السودان، والذي يدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023.
ذكرت المنظمة، في بيان أمس، أنه "مع تدفق أعداد هائلة من الأشخاص الفارين من النزاع القائم في السودان إلى جنوب السودان، تعمل المنظمة على توسيع نطاق استجابتها للأزمة الإنسانية في الرنك والمستوطنات غير الرسمية المحيطة بها على طول الحدود". وأشارت الى "عبور أكثر من 5000 شخص إلى جنوب السودان كل يوم منذ بداية ديسمبر الجاري، مع تصاعد الأعمال العدائية وكذا الظروف المناخية القاسية".
وقال منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة، إيمانويل مونتوبيو، بأن "تدفق النازحين إلى مدينة الرنك والمناطق المحيطة بها أدى إلى تدهور الوضع الإنساني بسبب شح الموارد بهذه المنطقة"، مضيفا "لقد أضفنا 14 خيمة حول المستشفى لإفساح المجال للمرضى والجرحى الذين يصلون إلى مستشفى المقاطعة ولا يوجد مكان لخيام أخرى في المناطق المحيطة، في حين يستمر المرضى وأسرهم في القدوم إلى المستشفى". كما أشار إلى "علاج بضع عشرات فقط من الأشخاص بالتدخلات الجراحية وتطعيمات الكزاز في الأسابيع الأخيرة، بينما لا يزال أكثر من 100 جريح كثير منهم مصابون بإصابات خطيرة ينتظرون الجراحة"، لافتا إلى أن "مركزي العبور في الرنك المصممان لاستيعاب ما يصل إلى 8000 شخص كحد أقصى يأويان الآن أكثر من 17 ألف شخص".
من جانبها أوضحت نائبة منسق الشؤون الطبية في منظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، روزلين موراليس، بأنه "يجب اتخاذ إجراءات فورية كون أن آلاف الأشخاص الذين عبروا الحدود يواجهون نقصا حادا في الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية".
وتسبب النزاع القائم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أفريل 2023، في أزمة إنسانية حادة شملت نزوح أكثر من 12 مليون شخص، في وقت تواجه فيه وكالات الأمم المتحدة صعوبات في تقديم الإغاثة. ومنذ 10 ماي الماضي، تدور مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الفاشر التي تعد مركز إقليم دارفور المكون من خمس ولايات وأكبر مدنه.
ووفقا لإحصائية صادرة عن منظمة الهجرة الدولية في 29 أكتوبر الماضي، فإن العدد الإجمالي للنازحين بسبب النزاع في السودان بلغ أكثر من 14 مليون شخص. وهناك 11 مليون شخص نازح داخل البلاد و3.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول مجاورة. وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء النزاع المسلّح بما يجنّب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.