ردا على مغالطات المغرب حول الصحراء الغربية

أكاديمي أمريكي يدعو إلى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره

أكاديمي أمريكي يدعو إلى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره
  • 1384

فند البروفيسور الأمريكي جوزيف هودلستون الادعاءات المغربية التي تزعم أن الدولة الصحراوية "غير قابلة للوجود"، داعيا في الوقت ذاته إلى تمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه في تقرير المصير، في حين أكد ممثل جبهة البوليزاريو في أستراليا ونيوزيلندا، كمال فاضل أن الحفاظ على الوضع القائم في الصحراء الغربية، كما يريده الاحتلال المغربي يشكل "خطرا على المنطقة ومكلف للأمم المتحدة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي ككل".

ونشر البروفيسور الأمريكي ردا إعلاميا، أول أمس، بصحيفة "وول ستريت جورنال"، يفند فيه الدعاية المغربية التي تزعم أن الدولة الصحراوية غير قابلة للوجود، داعيا إلى تمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه في تقرير المصير.وفق ما أوردته أمس وكالة الأنباء الصحراوية (واص).

الأكاديمي الأمريكي نشر رأيه تحت عنوان: "اسمحوا لشعب الصحراء الغربية أن يدلي برأيه!" و ذل ردا على مقال وفيديو الصحفي، ديون نيسونبوم حول الصحراء الغربية (حرب خامدة تثير انتباه الولايات المتحدة الأمريكية) المنشور يوم 12 أوت الماضي في صحيفة وول ستريت جورنال والذي بث فيه العديد من الدعايات الكاذبة التي عادة ما يتحجج بها المغرب لتبرير احتلاله العسكري غير المشروع والعنيف للصحراء الغربية.

وأكد البروفيسور هادلستون، أن "الادعاء بأن الصحراء الغربية المستقلة قد تصبح غير مستقرة وقد تمنح موطئ قدم للدولة الإسلامية هو مجرد تخمين مضلل"، مؤكدا أن الجمهورية الصحراوية موجودة بالفعل على أرض الواقع وتتعاون مع الجهود الدولية لمحاربة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، علما أن "المغرب هو المصدر الرئيسي لهاتين الظاهرتين".

وأشار الأكاديمي الأمريكي إلى أن مقال ديون نيسونبوم، رغم أنه "يثير الانتباه إلى الصراع الذي يتم تجاهله في كثير من الأحيان بين المغرب وجبهة البوليزاريو في شمال إفريقيا"، إلا أنه "يؤكد بشكل خاطئ أن دولة صحراوية مستقلة ستشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي.

ففي الواقع- يضيف جوزيف هودلستون- "لقد قام الصحراويون ببناء جهاز كامل للدولة، فالجمهورية الصحراوية هي عضو منذ فترة طويلة في الاتحاد الأفريقي ومعترف بها من قبل عشرات البلدان وهي تحقق الانتصارات في دعاوى قضائية في المحاكم الدولية وتقوم جبهة البوليزاريو الحاكمة بتسيير المنطقة المحيطة بالمخيمات وتتعاون مع الجهود الأمنية الدولية لمكافحة التهريب والإرهاب".

من جانبها، كانت جبهة البوليزاريو قد ردت على مزاعم الصحفي ديون نيسونبوم المضللة" التي استنسخت الدعاية المغربية وغيبت آراء الصحراويين، مشيرة الى أن "تبني سياسة تشويه الحقائق وشراء الذمم ونشر الدراسات والمقالات المدفوعة الأجر، لن يغير من حقيقة أن المملكة المغربية ليست سوى سلطة احتلال وأن طبيعة وجودها في أجزاء من أراضي الجمهورية الصحراوية هي احتلال غير شرعي ومحكوم عليه بالزوال عاجلا أم آجلا".

وفي هذا السياق، كان الكاتب والصحفي الأمريكي والمحرر لدى (واشنطن تايمز) ديفيد كيني، قد تطرق إلى قضية الصحراء الغربية في مقال مطول بعنوان "آخر مستعمرة في إفريقيا"، حيث قال إن "الاحتلال المغربي يعمد وبشكل ممنهج إلى تطبيق سياسة التعتيم الإعلامي في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية و منع الصحفيين والمراقبين الدوليين من دخولها".

ولم تمر المغالطات التي نشرها ديون نيسونبوم مرور الكرام على ممثل جبهة البوليزاريو في أستراليا ونيوزيلندا كمال فاضل، حيث أشار في مقال نشره في صحيفة وول ستريت جورنال نقلته وكالة الأنباء الصحراوية أمس أن "صبر الشعب الصحراوي قد بدأ ينفد"، مذكرا أن المغرب فشل في كسب قلوب وعقول الصحراويين خلال 44 عاما من الاحتلال".

وأوضح كمال فاضل أن الادعاءات الكاذبة التي نشرتها مقالة ديون نيسونبوم مضللة، معتبرا أنه لا بد من السماح للشعب الصحراوي بتقرير مستقبله في استفتاء، لأن" أي حل غير مدروس أو غير ناضج يمكن أن يثير الاستياء ويؤدي إلى عودة المواجهة العسكرية".

كما اتهم الدبلوماسي الصحراوي المغرب "باستخدام ورقة الخوف للحفاظ على احتلال غير قانوني لآخر مستعمرة في إفريقيا"، مشيرا إلى أن "الادعاء بأن الدولة الإسلامية أو القاعدة تتربصان للحصول على فرصة لولوج الصحراء الغربية لا أساس له من الصحة وإهانة للعاقلين".

وبالمقابل يعتقد كمال فاضل أن "إيجاد حل سريع وعادل ودائم لقضية الصحراء الغربية من شأنه أن يسهم في استقرار المنطقة ويدرأ أي تهديدات للسلام العالمي".

وكانت وزارة الإعلام الصحراوية قد نددت من قبل بمحاولات الحكومة المغربية للتضليل بالرأي العام حول الموقف الأمريكي من قضية الصحراء الغربية، في إشارة إلى مقال "مدفوع الأجر" منشور في الجريدة الأمريكية "وول ستريت جورنال"، يروج لبعض المغالطات الكاذبة" التي تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب في قيام دولة جديدة في إفريقيا" وأنها تدعم حلا لقضية الصحراء الغربية مؤيدا لأطروحات المغرب وادعاءاته.