مساع لتغليب الحلّ الدبلوماسي للأزمة الأوكرانية
إصرار روسي على ضمانات أمنية استراتيجية
- 521
بين إصرار موسكو على ضرورة حصولها على ضمانات أمنية من حلف الناتو والغرب وقناعة واشنطن التامة بتخطيط روسي مؤكد لغزو وشيك لأوكرانيا، تستمر حالة الشد والجذب في واحدة من أسوء الأزمات التي تعصف بأوروبا والتي جعلت رئيس الوزراء البريطاني يتوقع بأنها ستكون أكبر حرب منذ عام 1945. وأصر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي أمس مع نظيره الفرنسي، ايمانويل ماكرون، على ضرورة أن تأخذ كل من الولايات المتحدة والحلف الأطلسي بجدية مطالب بلاده الأمنية لحلحلة الأزمة الأوكرانية التي بلغ التصعيد فيها أعلى مستوياته في ظل ما تشهده من تطوّرات وحوادث متسارعة باتجاه اندلاع المواجهة العسكرية.
ورغم أن الرئيس الروسي، حمل السلطات الأوكرانية، مسؤولية انزلاق الوضع الأمني في شرق البلاد إلا أنه توافق مع نظيره الفرنسي حول ضرورة تغليب الخيار الدبلوماسي من خلال بذل مزيد من الجهود، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في هذا البلد الذي يشهد مواجهات بين قوات الجيش الأوكراني والمسلحين الموّالين لروسيا ما زاد في تأجيج الوضع المتأزم. كما اتفق الرئيسان على ضرورة تغليب الحل الدبلوماسي للأزمة الحالية بدل تبني خطاب التصعيد والتهويل للحرب الذي يسود وسائل الاعلام الغربية وفي مقدمتها الأمريكية والبريطانية. وواصلت الولايات المتحدة في هذا السياق، الترويج لخطاب الحرب الذي ترى أن كل المؤشرات توحي بذلك في ظل بقاء وحدات الجيش الروسي في دولة بلاروسيا حيث أجرت مناورات عسكرية مشتركة أكد المسؤولون الروس أنها من أجل الوقوف على جاهزيتها لمواجهة أي طارئ. وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، إن تواجد القوات العسكرية الروسية في بلاروسيا يبين أن روسيا على وشك غزو أوكرانيا من دون أن يقدم موعدا لذلك بعد أن كانت واشنطن حددت منتصف الشهر الجاري ساعة الحسم العسكري.
والمفارقة أن واشنطن التي يؤكد كثيرون أنها تدفع باتجاه اشتعال فتيل الحرب في أوكرانيا، تسعى بالمقابل للظهور بمظهر الباحث عن السلام في هذه الأزمة عبر إبقائها لباب الدبلوماسية مفتوحا إلى درجة أن بلينكن الذي كثف أمس من ظهوره عبر بلاطوهات كبريات القنوات التلفزيونية الأمريكية، أكد أن الرئيس، جو بايدن مستعد للقاء نظيره الروسي في أي وقت ومهما كان شكل اللقاء إذا كان ذلك سيساهم في تفادي اندلاع الحرب. وقال بأن "الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا الى غاية تحرك الدبابات فعليا والطائرات في السماء".
غير أن لرئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، رأي آخر عندم جزم أمس بأن روسيا تحضر "لما يمكن أن يشكل أكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945" تاريخ نهاية الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن "كل المؤشرات تظهر أن المشروع بدء بطريقة ما". وتبنى جونسون توقعات الرئيس الأمريكي، بالحرب الروسية الوشيكة على أوكرانيا، وقال إن "المعلومات التي نراها" تشير إلى أن "غزوا روسيا لا يتم فقط على شرق أوكرانيا بل أيضا من الشمال بمحاذات بلاروسيا من أجل محاصرة كييف مثل اوضح ذلك الرئيس بايدن".