بعدما وصلت تداعياته إلى الضفّة الأوروبية من المتوسط
إقرار غربي بخطأ القيام بتدخل عسكري في ليبيا
- 1304
ضم وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير، صوته إلى أصوات مسؤولين أوروبيين أقروا مؤخرا بأن التدخل العسكري الغربي في ليبيا عام 2011، كان خطأ ما كان يجب أن يقع. وقال رئيس الدبلوماسية الألماني، الذي شاركت بلاده في قوات التحالف لإسقاط نظام العقيد الليبي معمر القذافي، إنه كان من أشد المعارضين سواء للتدخل العسكري في العراق عام 2003، ثم التدخل العسكري الغربي في ليبيا عام 2011.
وتأسف شتاينماير، لعدم استنتاج الدروس من تداعيات التدخل العسكري في العراق لدى قيام التحالف الدولي بقيادة حلف (الناتو) بالتدخل في ليبيا. وقال إن "تبعات هذا التدخل لم تكن مدروسة مما أدى إلى انهيار الدولة الليبية دون سابق تفكير في كيفية تجاوز الفوضى في هذا البلد. وأكد أنه "كلما تبقى ليبيا في حالة تفكك سيستمر تدفق اللاجئين من هذا البلد إلى أوروبا" في إقرار واضح بأن التدخل العسكري في ليبيا كان السبب المباشر في تفاقم ظاهرة الهجرة السرية التي أصبحت تهدد القارة العجوز التي عجزت عن إيجاد حل لها.
والمؤكد أن استفاقة الغرب وإدراكه لخطئه الفادح بتبنّي خيار التدخل العسكري جاء متأخرا بعد أن انهارت الدولة الليبية، وغابت السلطة فيها مما جعل هذا البلد يتخبط في فوضى أمنية عارمة وجد فيها المتاجرون بالبشر بيئة مناسبة لإيهام عشرات الآلاف الفارين من الحروب والفقر والمجاعة واللاأمن والحالمين بعيش كريم في الضفة الأخرى من المتوسط، بإمكانية ركوب البحر انطلاقا من السواحل الليبية لبلوغ الجنّة الأوروبية. والنتيجة أن الآلاف منهم يموتون غرقا في عرض البحر وحتى اختناقا في حاويات لنقل البضائع في مشاهد مأساوية تكررت في الفترة الأخيرة وصدمت الرأي العام العالمي.
فهل كان يجب أن يموت هؤلاء البشر الذين لا حول لهم ولا قوة بمثل هذه الطريقة المأساوية حتى يتفطن قادة الغرب للخطأ الفادح الذي ارتكبوه بالإطاحة بنظام دولة بأكملها، كان بمثابة الحاجز المنيع الذي وقاهم طيلة السنوات الماضية من مشكلة كانوا في غنى عنها. ثم أن استفاقة مسؤولي هذه الدول لم يملها إحساسهم بالذنب ولا حتى وخز الضمير الإنساني، بل أملتها بالدرجة الأولى مصالح بلدانهم التي عجزت عن التصدي لتدفق عشرات آلاف المهاجرين من إفريقيا وآسيا ووجدت نفسها تتخبط في أزمة حقيقية هي من اصطنعتها وعجزت عن فك خيوطها.
وبالتزامن مع ذلك يواصل الجيش الليبي عملياته العسكرية لفرض السيطرة على مدينة بنغازي، بعدما نجح في استعادة عدة مواقع بهذه المدينة من قبضة المليشيات المسلحة. وكان الجيش الليبي قد أرسل تعزيزات إلى بنغازي من محور الليثي في محاولة لطرد المسلحين وخاصة المنتمين لـ«مجلس شورى ثوار بنغازي" الذي يضم في صفوفه عدة مليشيات ذات النزعة الإسلامية. وفي ظل استمرار الفوضى الأمنية في ليبيا، شدد مجلس أعيان ليبيا للمصالحة على أهمية الحوار القائم بين الفرقاء السياسيين وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة توافقية، وتنفيذ الترتيبات الأمنية المصاحبة لها.
وقال في بيان أصدره أمس، على "ضرورة أن يكون من أولى اهتمامات المرحلة القادمة دعم التهدئة العامة والمصالحة الوطنية بين القرى والمدن والقبائل والمجاميع العسكرية".
كما أكد على ضرورة "عودة النازحين والمهجرين بالداخل والخارج، وتوفير الضمانات الأمنية والقانونية التي تكفل حق الجميع وكذا الإفراج عن كل المحتجزين بدون قضايا جنائية وعلى أساس جهوي أو قبلي، والتسريع في محاكمة المذنبين منهم". لكنه حذّر من "مغبّة التفريط في مخرجات الحوار الوطني بما قد يقود إلى حرب أهلية ونزاعات جهوية ناجمة عن الفراغ التشريعي".
وتأسف شتاينماير، لعدم استنتاج الدروس من تداعيات التدخل العسكري في العراق لدى قيام التحالف الدولي بقيادة حلف (الناتو) بالتدخل في ليبيا. وقال إن "تبعات هذا التدخل لم تكن مدروسة مما أدى إلى انهيار الدولة الليبية دون سابق تفكير في كيفية تجاوز الفوضى في هذا البلد. وأكد أنه "كلما تبقى ليبيا في حالة تفكك سيستمر تدفق اللاجئين من هذا البلد إلى أوروبا" في إقرار واضح بأن التدخل العسكري في ليبيا كان السبب المباشر في تفاقم ظاهرة الهجرة السرية التي أصبحت تهدد القارة العجوز التي عجزت عن إيجاد حل لها.
والمؤكد أن استفاقة الغرب وإدراكه لخطئه الفادح بتبنّي خيار التدخل العسكري جاء متأخرا بعد أن انهارت الدولة الليبية، وغابت السلطة فيها مما جعل هذا البلد يتخبط في فوضى أمنية عارمة وجد فيها المتاجرون بالبشر بيئة مناسبة لإيهام عشرات الآلاف الفارين من الحروب والفقر والمجاعة واللاأمن والحالمين بعيش كريم في الضفة الأخرى من المتوسط، بإمكانية ركوب البحر انطلاقا من السواحل الليبية لبلوغ الجنّة الأوروبية. والنتيجة أن الآلاف منهم يموتون غرقا في عرض البحر وحتى اختناقا في حاويات لنقل البضائع في مشاهد مأساوية تكررت في الفترة الأخيرة وصدمت الرأي العام العالمي.
فهل كان يجب أن يموت هؤلاء البشر الذين لا حول لهم ولا قوة بمثل هذه الطريقة المأساوية حتى يتفطن قادة الغرب للخطأ الفادح الذي ارتكبوه بالإطاحة بنظام دولة بأكملها، كان بمثابة الحاجز المنيع الذي وقاهم طيلة السنوات الماضية من مشكلة كانوا في غنى عنها. ثم أن استفاقة مسؤولي هذه الدول لم يملها إحساسهم بالذنب ولا حتى وخز الضمير الإنساني، بل أملتها بالدرجة الأولى مصالح بلدانهم التي عجزت عن التصدي لتدفق عشرات آلاف المهاجرين من إفريقيا وآسيا ووجدت نفسها تتخبط في أزمة حقيقية هي من اصطنعتها وعجزت عن فك خيوطها.
وبالتزامن مع ذلك يواصل الجيش الليبي عملياته العسكرية لفرض السيطرة على مدينة بنغازي، بعدما نجح في استعادة عدة مواقع بهذه المدينة من قبضة المليشيات المسلحة. وكان الجيش الليبي قد أرسل تعزيزات إلى بنغازي من محور الليثي في محاولة لطرد المسلحين وخاصة المنتمين لـ«مجلس شورى ثوار بنغازي" الذي يضم في صفوفه عدة مليشيات ذات النزعة الإسلامية. وفي ظل استمرار الفوضى الأمنية في ليبيا، شدد مجلس أعيان ليبيا للمصالحة على أهمية الحوار القائم بين الفرقاء السياسيين وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة توافقية، وتنفيذ الترتيبات الأمنية المصاحبة لها.
وقال في بيان أصدره أمس، على "ضرورة أن يكون من أولى اهتمامات المرحلة القادمة دعم التهدئة العامة والمصالحة الوطنية بين القرى والمدن والقبائل والمجاميع العسكرية".
كما أكد على ضرورة "عودة النازحين والمهجرين بالداخل والخارج، وتوفير الضمانات الأمنية والقانونية التي تكفل حق الجميع وكذا الإفراج عن كل المحتجزين بدون قضايا جنائية وعلى أساس جهوي أو قبلي، والتسريع في محاكمة المذنبين منهم". لكنه حذّر من "مغبّة التفريط في مخرجات الحوار الوطني بما قد يقود إلى حرب أهلية ونزاعات جهوية ناجمة عن الفراغ التشريعي".