اختتام الندوة الأوروبية لدعم القضية الصحراوية بالمصادقة على "بيان روما"‏

إلحاح على تحرك دولي لإنصاف الشعب الصحراوي

إلحاح على تحرك دولي لإنصاف الشعب الصحراوي
  • 1428
 
 

أعطى المشاركون في الندوة الأوروبية الثامنة والثلاثين لتنسيق دعم الشعب الصحراوي  بالعاصمة الإيطالية روما، موعدا بالعاصمة الإسبانية مدريد، لعقد أشغال الندوة التاسعة والثلاثين ضمن مسار البحث عن تسوية نهائية لقضية النزاع في الصحراء الغربية.

اختُتمت في ساعة متأخرة من نهار السبت، أشغال الندوة الأوروبية الثامنة والثلاثين لدعم ومساندة الشعب الصحراوي، بإصدار "بيان روما"، الذي حدد الأطر التي تمكّن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره.

وطغت مسائل حماية حقوق الإنسان ومراجعة الوضع الخاص الذي يمنحه الاتحاد الأوروبي للمغرب ووقف الاستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية للصحراء الغربية، على نقاشات المشاركين الثلاثمائة، الذين قدموا من 20 دولة بالإضافة إلى شخصيات عالمية فاعلة ممن يدعمون قضية الشعب الصحراوي.وشدّد المشاركون في ختام ندوتهم على تأكيد الاستمرار في دعم القضية الصحراوية والدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

كما طلب المشاركون من هيئة الأمم المتحدة، احترام التزاماتها بتنظيم استفتاء تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره؛ من خلال توسيع عهدة بعثة الأمم المتحدة؛ من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" وزيادة حجم المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف.

وطالب الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز الذي شارك في فعاليات هذه الندوة السنوية، بتضامن دولي واسع لحمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان التابع للهيئة الأممية والاتحاد الأوروبي، على الالتزام بتوصيات الاتحاد الإفريقي والاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية. وحسب المنظمين فإن أشغال الندوة الأوروبية الـ 38 لتنسيق دعم الشعب الصحراوي، شكلت فرصة لوضع خارطة تحرك والقيام بنشاطات ملموسة؛ قصد تحسين الظروف المعيشية للشعب الصحراوي ومساندته في نضاله من أجل تقرير المصير.

يُذكر أن الندوة الأوروبية لتنسيق دعم الشعب الصحراوي، جرت في ظرف دولي ميّزه التنديد عبر العالم بالانتهاكات المتكررة لنظام المحتل المغربي لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة.

وتعالت أصوات في الآونة الأخيرة في مختلف مناطق العالم، للتنديد بعمليات التوقيف التعسفية والقمع والتعذيب الذي يتعرض له السكان الصحراويون يوميا في المدن المحتلة، ذنبهم الوحيد مطالبتهم بحقهم في الكرامة والحرية.

وأكد البيان الختامي لندوة روما، أن "العديد من الرسائل التي حملتها شخصيات بارزة من عالم السياسة والوسط الجمعوي والنقابي والثقافي، أكدت الدعم الكبير الذي يحظى به الشعب الصحراوي في نضاله".

وأكد هؤلاء على أن من أولويات كفاح جبهة البوليزاريو "التحرير الفوري لكل المعتقلين السياسيين الصحراويين، وفتح تحقيق دولي حول مصير الأشخاص المختطَفين، والتنديد بالمحاكم العسكرية المغربية"، بالإضافة إلى "ضرورة حماية الهيئات الدولية للموارد الطبيعية الصحراوية، لا سيما الاتحاد الأوروبي، وعدم التوقيع على اتفاق للصيد البحري مع المغرب مادام هذا الأخير لا يستثني المياه الإقليمية للصحراء الغربية.

كما دعوا إلى تفكيك الجدار العسكري الممتد على 2720 كلم الذي يفصل الصحراء الغربية، وإرغام المغرب على نزع الألغام من نطاق الجدار وإنهاء الاحتلال.

ولم يفوّت المشاركون هذه الندوة دون توجيه تحية خاصة للمناضلة الإيطالية ماريسا رودانا البالغة من العمر 92 عاما، نظير نضالها المستميت من أجل إسماع صوت الحق الصحراوي في كل المحافل الإقليمية والدولية؛ حيث خصها رئيس الندوة بيار غالان بتكريم خاص؛ عرفانا لما قدمته وتقدمه للشعب الصحراوي رغم سنها المتقدم.

وأكدت ماريسا رودانا البرلمانية الأوروبية السابقة، مشاركتها في "مختلف لقاءات الدعم طالما سمحت لي صحتي بذلك"، معتبرة أن نضال الشعب الصحراوي من أجل استقلاله "لا بد أن يستمر إلى حين تحقيق الاستقلال".

يُذكر أن أشغال الندوة جرت في شكل ورشات خمس، تم التطرق خلالها لكل القضايا التي تهم الشعب الصحراوي، وقضيته المحورية الاستقلال وتقرير المصير.

وأدان المشاركون في الورشة الأولى بعنوان "السياسة والإعلام والموارد الطبيعية"، نهب الثروات الصحراوية من قبل المغرب وشركائه الأوروبيين، ودعوا إلى ضرورة وضع "استراتيجية اتصال" لجعل القضية الصحراوية محل اهتمام أكبر من قبل وسائل الإعلام، إضافة إلى تحسيس المجتمع الدولي بعدالتها.

في نفس الوقت الذي أكدوا أنه لا ينبغي على الشعب الصحراوي أن يستبعد احتمال حمل السلاح مجددا لاسترجاع حريتهم لوضع حد للاحتلال، وكذا احترام حقوق الإنسان في المدن المحتلة من خلال وضع آلية دولية لإرغام المغرب على احترامه، بالإضافة إلى مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الصحراوي، التي تقلصت جراء الأزمة الاقتصادية؛ من خلال مساهمة أكبر للدول المانحة والمنظمات الدولية.

وكذا تمكين الشباب والمرأة الصحراوية من التكوين لتحسين ظروفهم المعيشية، والمساهمة في تطوير بلادهم في مرحلة ما بعد الاستقلال، إلى جانب إيلاء الثقافة الصحراوية أهمية خاصة للتأكيد على أن الصحراء الغربية بتقاليدها وعاداتها، تُعد إقليما متميزا عن المغرب.