في ظل تجدد الاتهامات بين حركتي فتح وحماس

اتفاق المصالحة الفلسطينية مهدد بالانهيار

اتفاق المصالحة الفلسطينية مهدد بالانهيار
  • القراءات: 644
م. مرشدي م. مرشدي
عادت الاتهامات والشحناء السياسية لتتحول الى قاعدة في علاقة حركتي "حماس" و"فتح"، بعد أن اعتقد الفلسطينيون أنها مواقف ولّت بمجرد توصلهما الى اتفاق مصالحة وطنية شهر أفريل الماضي. ويبدو أن هذا الاتفاق لم يكن سوى مجرد استثناء في علاقة لم تعرف إلا التوتر الدائم، وصل في كثير من الحالات إلى تناحر سياسي بلغ حد الاقتتال بين الإخوة ـ الأعداء الفلسطينيين.
وكانت تصريحات الرئيس محمود عباس، النارية تجاه قيادة حركة المقاومة الإسلامية بمثابة تأكيد على استحالة بقاء شعرة معاوية واصلة بين الحركتين بعد أن حمّلها مسؤولية العمليات التفجيرية التي استهدفت مقار ومساكن مسؤولي حركة "فتح" في قطاع غزة.
وذهب الرئيس الفلسطيني الى أبعد من ذلك عندما اتهم حركة حماس بمسؤوليتها المباشرة في انهيار وشيك أصبح يتهدد اتفاق المصالحة الوطنية.
وكانت هذه التصريحات كافية لإشعال فتيل الفتنة بين أكبر حركتين فلسطينيتين، بهما يبنى البيت الفلسطيني وبدونهما ينهار. ويبدو أن الملاسنات المتجددة بينهما تسير بأسس هذا البيت إلى انهيار محتوم إن لم نقل أنه انهار فعلا.
ولم يكن الرد العنيف الذي أصدرته حركة المقاومة الإسلامية، التي تسيطر على قطاع غزة منذ الأحداث الدامية صيف 2006، إلا أول مؤشر على مثل هذه النهاية المأساوية لعلاقة ود ظهرت قبل سنة وتوجت باتفاق العاصمة المصرية شهر أفريل الماضي.
وأكد بيان الحركة أن ما قاله الرئيس عباس مجرد "أكاذيب وشتائم وتلفيقات لا أساس لها من الصحة، في وقت يبقى فيه الشعب الفلسطيني في حاجة الى رئيس شجاع"، في اتهام مبطن تجاه رئيس السلطة الفلسطينية، بأنه لا يستأهل قيادة السلطة الفلسطينية.
وقد اختارت حركة حماس توجيه مثل هذه الاتهامات القاسية في الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
والمفارقة أن هذه المناسبة كان يمكن أن تكون فرصة مواتية لتعزيز اتفاق المصالحة بدلا من تهديد كل فرصة لإعادة اللحمة الى صف فلسطيني مشتت، ولكنها ذكرى تحولت إلى أحد أسباب تعميق شرخ الحركتين الغريمتين.
ويدفع تواتر الأحداث في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، إلى الاعتقاد أن الأمر كان مخططا له بعد سلسلة التفجيرات التي مست ممتلكات قادة حركة فتح في قطاع غزة، وتأكيد حركة حماس عدم قدرتها على ضمان الأمن بمناسبة الاحتفالية التي كان من المقرر أن يشهدها قطاع غزة في ذكرى رحيل الرئيس أبو عمار.
كما أن توقيتها الذي جاء عشية زيارة كانت منتظرة لرئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد لله، الى غزة يؤكد مثل هذه الفرضية ولا يهم بعدها ما إذا كانت حركة حماس هي السبب أم غريمتها فتح في كل ما يحدث.
والمؤكد أن وحدة الشعب الفلسطيني هي التي ذهبت ضحية صراع ثيران الى الدرجة التي جعلت تشاؤم الفلسطينيين يسبق تفاؤلهم في اللحظات التي تم فيها الإعلان عن اتفاق القاهرة، بعد أن أبدوا فرحة ممزوجة بمشاعر خوف من غد أكثر ضبابية انطلاقا من تجارب اتفاقات سابقة هللوا لها ولكنها لم تلبث أن انهارت بالسرعة التي جاءت بها.
ويتأكد في كل مرة أن علاقة حماس وفتح تبقى دائما ضحية الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلاقة الاحتلال معها، وكانت بداية ذلك مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهر جويلية الماضي، عندما تعالت أصوات "فتحاوية" حملت حركة حماس مسؤولية الدمار وعدد شهداء تلك المجازر وكان ذلك أول نذير شؤوم على مستقبل اتفاق المصالحة الفلسطينية، الذي ينتظر فقط إعلان طلاق الغريمتين اللهم إلا إذا تغلبت الحكمة ومصلحة القضية على الحسابات السياسية بين غزة ورام الله.