لإنهاء حرب مدمرة في أفغانستان

اتفاق تاريخي بين كابول وطالبان

اتفاق تاريخي بين كابول وطالبان
  • 782
م. م م. م

إلتقى زلماي خليل زاده، رئيس الوفد الأمريكي المفاوض مع حركة طالبان أمس، بالعاصمة القطرية، الدوحة بممثلين عن الحركة الأفغانية المتمردة تحضيرا لجولة المفاوضات القادمة بينهما تمهيدا للتوصل إلى اتفاق نهائي بينهما. 

وتم عقد اللقاء يومين بعد لقاء تم بين ممثلين عن حركة طالبان وآخرين عن الحكومة الأفغانية بالعاصمة القطرية، تم خلاله الاتفاق على وضع "خارطة طريق لتحقيق السلام" في بلادهم وطي صفحة عشرين عاما من الاقتتال والحرب اللامتناهية. وسمح اللقاء الذي رعته السلطات القطرية والألمانية بإذابة الجليد وحالة انعدام الثقة التي طبعت العلاقة بين طرفي الحرب الأفغانية وشكل أكبر اختراق على طريق إخراج هذا البلد من فوضى الحرب التي تسبب فيها التدخل العسكري الأمريكي سنة 2001 مباشرة بعد تفجيرات الحادي عشر سبتمبر.

واتخذت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن تلك التفجيرات ذريعة للإطاحة بنظام حركة طالبان التي فازت بالانتخابات الأفغانية بمبرر أنها هي التي وقفت وراء تفجير مركز التجارة العالمي في قلب مدينة نيويورك وأدت حينها إلى مقتل أكثر من 3 آلاف شخص.

وتضمن الاتفاق المبدئي لخارطة الطريق تخفيف درجة العنف العسكري من الجانبين لبدء مسار سلام حقيقي والسماح لملايين الأفغان بالعودة إلى ديارهم التي أرغموا على مغادرتها بسبب الحرب ورفضهم لكل تدخل لقوى إقليمية في شؤون بلادهم الداخلية والعمل على إنهاء خلافاتهم فيما بينهم.

يذكر أن المفاوض الأمريكي زلماي خليل زاده، ذي الأصول الأفغانية والذي سبق أن شغل منصب سفير بلاده في كابول، لعب دورا محوريا في تسهيل التئام لقاء العاصمة القطرية بعد مفاوضات عسيرة أجراها مع ممثلي حركة طالبان وخاصة منذ أن أدرك الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما باستحالة القضاء على حركة طالبان عسكريا في وقت فشلت فيه الحكومات الأفغانية المتعاقبة في الاضطلاع بمهمة استعادة الأمن المفقود رغم الإمكانيات والأموال الطائلة التي سخرتها الإدارات الأمريكية منذ الرئيس الأمريكي جورج بوش من أجل تحقيق هذا الهدف.

وحرص الرئيس الأمريكي الحالي منذ وصوله إلى البيت الأبيض، بداية سنة 2017 على مواصلة هذه المفاوضات في سياق قراره بفك الارتباط مع حكومة كابول وسحب آخر وحدات قوات بلاده المتبقية من أفغانستان بسبب التكاليف الباهظة التي أصبحت تشكلها على ميزانية البنتاغون ضمن أطول تدخل عسكري أمريكي في بلد أجنبي.

ودخلت الإدارة الأمريكية سباقا ضد الساعة منذ بداية العام الجاري في محاولة للتوصل إلى اتفاق نهائي مع حركة طالبان قبل موعد تنظيم الانتخابات الرئاسية المنتظر تنظيمها في هذا البلد الممزق، يوم 28 سبتمبر القادم.

وأبدى رئيس الوفد الأمريكي المفاوض تفاؤله بعد سابع جولة مفاوضات بينه وبين الوفد الطالباني الذي انتهى الأسبوع الماضي ووصفه بـ ”الإيجابي جدا" منذ بدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين في نفس الوقت الذي ثمنت فيه حركة طالبان بـ”التقدم" المسجل في المفاوضات.

وتأمل إدارة الرئيس ترامب في التوصل إلى هذا الاتفاق من أجل التمهيد لسحب آخر جندي أمريكي ممن تم الزج بهم في هذا البلد قبل 18 عاما.