مع تصاعد الغضب الشعبي في المغرب
احتجاجات مرتقبة السبت المقبل في مختلف المدن

- 137

أعلنت حركة "جيل زد 212" الشبابية المغربية عن الاستمرار في نهجها الاحتجاجي السلمي وتوسيع أشكاله من خلال تنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية جديدة في أغلب مدن المملكة السبت المقبل رغم ما تواجهه من قمع وعنف على يد قوات الأمن المغربية.
قالت الحركة، في بيان لها مساء أول أمس، أنها قررت "تثبيت خيار التعبئة الميدانية المنظمة ورفع منسوب الضغط المدني لتحقيق المطالب"، مؤكدة أنها "تعتزم تطوير أدواتها الاحتجاجية عبر توسيع حملة مقاطعة منتجات كانت قد أطلقتها في وقت سابق على أن تقدم تفاصيل الأهداف وآليات التنفيذ بشكل تدرجي بالتوازي مع صيغ نضالية أخرى لإيصال الصوت المطلبي".
ودعت الحركة، التي تطالب بإصلاحات اجتماعية خاصة في الصحة والتعليم، إلى مقاطعة مباراة كرة القدم التي تجمع المنتخب المغربي وفريق الكونغو، مشددة على أن "الوقت ليس للاحتفال ولا للتشجيع بل للانشغال بقضايا الشعب و كرامته وحرية معتقليه". وكانت مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره البحريني، قد جرت وسط مدرجات شبه فارغة رغم الحملة الدعائية الواسعة التي قادتها السلطات الرياضية في المغرب.
وتراهن هذه الحركة على الجمع بين الحضور في الشارع وأشكال ضغط مدني غير تقليدية في مسعى لتحويل الزخم الرقمي والتعبئة المحلية إلى مسارات تأثير ملموسة. وشددت على أن مطالبها "ثابتة" وفي مقدمتها الحق في تعليم جيد وصحة لائقة للجميع ومحاربة الفساد وربط المسؤولية بالمحاسبة مع التأكيد على أولوية قصوى تتمثل في الإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي المرتبطين بالمشاركة السلمية. ولم ينتظر الشباب المغربي، السبت المقبل، لاستئناف الاحتجاجات حيث خرجوا مساء الاثنين في مدينة الدار البيضاء مطالبين بالتغيير. كما نظم سكان قرية بامحمد بإقليم "تاونات" مسيرة احتجاجية للمطالبة بتوفير الصحة والتعليم والبنية التحتية ورفع التهميش.
ويأتي التصعيد في سياق أسابيع من الاحتجاجات العارمة التي خلفت وفاة ثلاثة شباب واعتقال العشرات منهم بسبب مطالب بتحسين الظروف في ظل تدهور كارثي طال مختلف القطاعات، خاصة الصحة و التعليم مع التوجه نحو خوصصة المدارس والمستشفيات وتحول المؤسسات الصحية الى مراكز "الموت" ناهيك عن وجود 4000 مدرسة بدون ماء و لا مراحيض باعتراف المسؤول الأول عن القطاع في حكومة المخزن. واستمرارا في الاحتجاجات، وجه المعتقل السياسي محمد جلول, القابع بسجن طنجة 2 رسالته السابعة للشعب المغربي، مشيدا بقرار مواصلة النزول الميداني من أجل الدفاع عن مطالبهم العادلة والمشروعة والتي هي مطالب عموم الشعب.
وقال في هذا الصدد انه "في ظل استفحال الأزمات والفساد والعبث والظلم وفي ظل غياب من يحمي هذا الوطن وشعبه من أيدي الفاسدين والعابثين والظالمين، فمن حق الشباب ومن حق كل الشعب المغربي مواصلة النزول الميداني من أجل مطالبه العادلة والمشروعة ومن أجل القطيعة مع هذا الواقع الظالم والفاسد"، مؤكدا أنه لا يمكن أن يتحقق مستقبل في ظل هذا النظام الفاسد والمستبد والذي يكرس الفساد و الهدر والعبث والتسيب والإفلات من المسائلة.
وفي حوار مطول مع مجموعة من شباب، مساء الاثنين، قدم الخبير الاقتصادي المغربي نجيب أقصبي تشخيصا عميقا وصادما في الوقت نفسه لما أسماه "الحتمية التاريخية لانفجار المجتمع المغربي"، مؤكدا أن "ما تشهده البلاد اليوم من حركات احتجاجية شبابية ليس مفاجئا في جوهره بل نتيجة طبيعية لمسار اقتصادي واجتماعي اختل منذ عقود". وقال أن "هذه الحركة في جوهرها متوقعة لأن التراكمات الاقتصادية والاجتماعية منذ الاستقلال جعلت الانفجار مسألة وقت لا أكثر".
واختتم أقصبي حواره بكلمة موجهة إلى الشباب قائلا "جيلكم لم يعد يطلب المستحيل.. يطلب فقط أن يعيش بكرامة في بلد تتساوى فيه الفرص. وهذا حق لا فضل من أحد"، مضيفا أنه "ما تقومون به اليوم جزء من حركة التاريخ وهي مشروعة في جوهرها.. المشكل ليس فيكم، بل في نظام اقتصادي وسياسي لم يعد قادرا على تجديد نفسه". وتواصل قوات أمن المخزن ملاحقة الشباب الناقم على الظروف الكارثية التي تعيشها المملكة، حيث أوقفت خمسة أشخاص من بينهم قاصران للاشتباه في تورطهم في كتابة عبارات حائطية تنتقد سياسات المخزن موازاة مع محاكمات ماراطونية للعشرات ممن تم توقيفهم منذ بداية الاحتجاجات.