بعد ثلاثة أسابيع من الاقتتال

احتدام المعارك والمواجهات المسلّحة في السودان

احتدام المعارك والمواجهات المسلّحة في السودان
  • 595
ق. د ق. د

لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص والمدفعية في السودان، في ظل مواصلة طرفي الحرب مواجهاتهما المسلّحة ومعاركهما الضارية التي جاءت بعد ثلاثة أسابيع، من القتال على الأخضر واليابس في بلد كان يعاني سكانه من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة لتزيد الحرب في مآسيه. ولليوم 21 على التوالي، استيقظ ما لا يقل عن خمسة ملايين نسمة من سكان العاصمة الخرطوم، على وقع ضربات جوية مكثفة ونيران مدافع الرشاشات والعربات المدرعة التي تجوب مختلف الشوارع والأحياء، في واحد من أعنف أيام المواجهات المسلحة بين القوات النظامية والقوات شبه العسكرية.

واهتزت الخرطوم منذ الساعات الأولى من فجر أمس، على وقع انفجارات عنيفة، بينما تصاعدت أعمدة الدخان في سماء عدة أحياء تعرضت للقصف الجوي كما سمع أصوات أسلحة ثقيلة في مواقع مختلفة. واستمر القتال في السودان بعد يوم دام آخر، وصف على أنه الأعنف منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين الفرقاء العسكريين في 15 أفريل الماضي، شكل محيط القيادة العامة للجيش النظامي وسط الخرطوم مسرحا لها.   

ويواصل الفرقاء العسكريون في السودان، حربهم ضاربين عرض الحائط بكل الهدن المعلنة بين الفترة والأخرى، وكل المبادرات الدبلوماسية التي سعت من خلالها عدة أطراف خارجية لإقناع الجنرالين المتصارعين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان داغلو المدعو "حمدتي"، بقبول هدنة إنسانية على أمل فتح الباب أمام مفاوضات تقود إلى وقف دائم لإطلاق النّار.

ويبدو أن الوضع في السودان يتجه نحو مزيد من التعفّن، حيث تشير كل المعطيات إلى أن الحرب فيه قد تطول بما جعل المجموعة الدولية، تحذّر من تداعياتها على كاملة المنطقة، ضمن مخاوف دفعت بالرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي شدد على ضرورة وقف "هذه المأساة" بالتلويح بورقة العقوبات على "الأفراد الذين يهددون السلام" من دون أن يسمي أي شخص. ولكن الاشارة واضحة إلى الجنرالين المتصارعين على السلطة البرهان وحمدتي.

وأشارت آخر الإحصائيات إلى أن المعارك المستمرة في السودان، خلّفت سقوط ما لا يقل عن 700 قتيل ناهيك على آلاف الجرحى وعشرات آلاف النازحين والمشردين الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها من دون مأوى وحياتهم مهددة في أي لحظة.

ودعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، دول الجوار إلى السماح للمدنيين الفارين من السودان بدخول أراضيها. وقالت مديرة الحماية الدولية بالمفوضية إليزابيث تان، في تصريح بمدينة جنيف السويسرية "ننصح الحكومات بعدم إعادة الناس إلى السودان بسبب الصراع الدائر هناك. وأضافت من المرجح أن تكون هناك حاجة إلى مستويات عالية من الحماية الدولية لهؤلاء الفارين".

وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن الهجمات حدت من قدرتها على تقديم المساعدة للأطفال في جميع أنحاء البلاد، مضيفة أنها تلقت تقارير عن مقتل 190 طفل وإصابة 1700 منذ اندلاع القتال.

وكشفت تقارير عن أن الصراع وجه ضربة قاصمة لاقتصاد البلاد، وعطّل طرق التجارة الداخلية وهدد الواردات وأثار أزمة سيولة خانقة.  وتعرضت المصانع والبنوك والمتاجر للنهب والتخريب في مختلف أحياء مدينة الخرطوم، وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه كما أفاد السكان بارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية.وأعلنت الأمم المتحدة أن ما يقارب 17 ألف طن من المواد الغذائية نهبت في السودان منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.