وسط تشاؤم من إمكانية نجاحها
استئناف المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وروسيا
- 738
استأنفت كل من الولايات المتحدة وروسيا، أمس، بالعاصمة النمساوية فيينا مفاوضاتهما حول مراقبة الأسلحة النووية لكن دون أمل كبير في توصلهما إلى نتائج مرضية في ظل إصرار الولايات المتحدة على ضرورة مشاركة الصين التي ترفض ذلك.
ويقود الوفد الأمريكي لهذه المفاوضات السفير مارشال بلينغسليا ممثل الرئيس الأمريكي لقضايا نزع السلاح ومن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية ريسكي ريابكوف، واللذان سيبحثان على مدار عدة أيام الاتفاقية الثنائية "نيو ستار" المتوصل إليها عام 2010 والتي تنتهي صلاحيتها في الخامس فيفري 2021.
وتندرج هذه الاتفاقية في إطار مساعي نزع السلاح التدريجي المنصوص عليها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 1968، والتي تحدد عدد قاذفات الأسلحة النووية الاستراتيجية بـ700 وعدد الرؤوس النووية إلى 1550.
وتطالب موسكو بإجراء محادثات بشأن تجديدها منذ نهاية عام 2019، لكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضعت إلى غاية الآن إدراج بكين في المحادثات شرطا مسبقا.
وهو ما عبر عنه الممثل الأمريكي لدى ندوة نزع السلاح بجنيف روبيرت وود الذي قال في تصريحات قبل يومين أن "المشكل الكبير هو انعدام الشفافية لدى الصين"، قبل أن يضيف "سوف تتضاعف ترسانة الصين على مدى السنوات العشر المقبلة... هذا بالطبع يقلقنا كثيرا". ورد المسؤول الروسي ريابكوف بالقول "نحن نأمل أن يكون تمديد معاهدة نيو ستار صحيح ومنطقي، ولكن العالم لا يدور فقط حول هذه المعاهدة".
وحسبما أكده آخر تقرير للمعهد الدولي للبحث حول السلام المتواجد بستوكهولم، فان روسيا والولايات المتحدة لا تزالان تستحوذان على أكثر من 90 بالمئة من الأسلحة النووية في العالم.
وبحسب المعهد السويدي دائما، فان واشنطن تمتلك إلى حد الآن حوالي 5800 رأس حربي نووي وموسكو 6375 رأس، مقابل 320 رأس لبكين و290 لباريس و215 للندن. وترفض الصين التي ترى أن ترسانتها من الأسلحة النووية لا تزال منخفضة المشاركة في مفاوضات ثلاثية مع الولايات المتحدة وروسيا، لكنها أبدت استعدادها للمشاركة في مفاوضات متعددة الأطراف. وردت على لسان وزيرها للخارجية بالقول بأن "الولايات المتحدة مطالبة بخفض مخزونها بشكل كبير، وتهيئة الظروف للقوى النووية الأخرى للانضمام إلى المحادثات متعددة الأطراف".
ويرى متتبعون بأنه لا يوجد نية لدى إدارة ترامب بتمديد اتفاقية "نيو ستار" وتتخذ من مطلب اقحام الصين في هذه المفاوضات حجة لها من أجل انسحابها منها، خاصة وأن الرئيس الأمريكي سبق وسحب بلاده من ثلاث اتفاقيات دولية لنزع السلاح الأولى تتعلق بالاتفاق النووي مع ايران ومعاهدة الرؤوس الارضية متوسطة المدى ومعاهدة الأجواء المفتوحة للتحقق من التحركات العسكرية والحد من التسلح.