إسرائيل تتجاهل الاتفاق مع الأردن لتسيير المقدسات الإسلامية
استشهاد فلسطينية وإصابة شاب برصاص الاحتلال
- 806
لا شيء تغير على أرض الواقع في فلسطين، حيث بقي الوضع المتوتر على حاله سواء بالمدينة المقدسة التي شهدت اقتحامات جديدة للمستوطنين اليهود لباحات المسجد الأقصى المبارك أو بالضفة الغربية، حيث استشهدت فلسطينية وأصيب شاب مزارع برصاص قوات الاحتلال. وبقي التوتر سيد الموقف بالأراضي المحتلة في وقت كان ينتظر فيه أن تشرع إسرائيل في تطبيق بنود الاتفاق المتوصل إليه أول أمس مع الأردن والذي تضمن تدابير جديدة لتسيير شؤون المقدسات الإسلامية بما يساعد على تهدئة الأوضاع وإخماد صوت انتفاضة السكاكين.
ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو الذي التزم أمام وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري بعدم المساس بالوضع التاريخي للأقصى الذي يمنح للأردن مسؤولية تسييره، لم يتخذ أي إجراءات عملية توحي بأنه ماض للإيفاء بهذا الالتزام وتطبيقه على أرض الواقع. بل إن الاتفاق زاد من جنون المستوطنين اليهود الذين أقدمت مجموعات منهم أمس على اقتحام أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين أمام أعين قوات الاحتلال التي وفرت الحماية لهم. وأكثر من ذلك أقدموا على إحراق سيارة مواطن فلسطيني بالقدس الشرقية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث استشهدت فتاة فلسطينية في الضفة الغربية برصاص قوات الاحتلال التي أطلقت النار عليها بذريعة أنها كانت تحمل سكينا في نفس الوقت الذي أصيب فيه فتى فلسطيني لا يتعدى العشرين من العمر بجروح خطيرة إذ أطلق مستوطن النار عليه عندما كان يقوم بجني الزيتون في مزرعته بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وهو ما جعل المسؤولين الفلسطينيين يشككون في صدق نوايا المحتل الإسرائيلي الذي اعتاد على قول شيئ والاتيان بنقيضه على أرض الواقع ضاربا عرض الحائط بكل الاتفاقات التي يلتزم بها أمام المجتمع الدولي.
وبينما قال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، إن الجانب الفلسطيني ينتظر أفعالا من نتانياهو وليس مجرد أقوال، أكد نبيل شعت القيادي في حركة التحرير الفلسطينية "فتح" أنه "لن تكون هناك تهدئة من دون أفق سياسي واضح يضع حدا نهائيا لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية التي احتلها منذ عام 1967". وقال شعت إن "نتانياهو يتلاعب بمفهوم كلمة الوضع القائم لأنه بالنسبة لنا الوضع القائم هو ذاك المتواجد منذ عام 1967 وإلى غاية عام 2000". وأكد شعت أن الفلسطينيين لا يريدون الوضع القائم بمفهوم نتانياهو الذي فرضه المحتل الصهيوني على المدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية منذ زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أريل شارون إلى المسجد الأقصى عام 2000 وتسببت في اندلاع الانتفاضة الثانية.
وإذا كان الفلسطينيون قد اعتادوا على مسلسل الخداع الإسرائيلي، فإن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لم يحفظ الدرس وهو الذي طعنه نتانياهو أكثر من مرة في الظهر حيث يعده بشيء ويقوم بعكسه تماما. فهل سيتدخل كيري ومن ورائه الإدارة الأمريكية لحمل إسرائيل على احترام الدور الأردني في تسيير شؤون الحرم القدسي أم أن الأمر مجرد مسرحية متى هدأت الأوضاع عادت الأمور إلى سابق عهدها وتواصل إسرائيل مخططها المضبوط لتهويد القدس وإقامة أكبر المستوطنات اليهودية في أراضي الضفة الغربية.