بان كي مون يرفض اتهامات المغرب ويؤكد:
استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية هو الحل
- 1602
رفض الأمين العام الأممي، بان كي مون اتهامات المغرب له بالانحياز بعد الزيارة التي قادته إلى المنطقة المغاربية ضمن مسعى حلحلة مسار تسوية قضية الصحراء الغربية، وشملت مخيمات اللاجئين والأراضي الصحراوية المحررة. وأكد أن إحياء المفاوضات بين الحكومة المغربية وجبهة البوليزاريو لا يزال هدفا ذا أولوية بالنسبة إليه. وتضمن رد الأمم المتحدة عبارات "الأسف" لكون النزاع بالصحراء الغربية لازال قائما منذ مدة طويلة بالرغم من أن الأمين العام الأممي قام "بكل ما في وسعه من أجل إيجاد حل للوضع في الصحراء الغربية". وقال فرحان حق، المتحدث باسم مون إن هذا الأخير "يعتبر أنه والأمم المتحدة شريكان حياديان" في هذا الملف.وبينما أكد حق التزام مون "بضمان أن هذه الإشكالية موضوعة فعلا على الأجندة الدولية في السنة الأخيرة من ولايته"، أشار إلى أن الأمين العام الأممي كان يؤمن بأهمية زيارته الأخيرة للمنطقة بهدف "جلب الانتباه مرة أخرى إلى ضرورة التوصل إلى حل نزاع في إقليم غير مستقل قائم منذ 40 سنة".
رد الأمم المتحدة لم يقف عند هذا الحد، بل أكدت أن الوضع النهائي للصحراء الغربية يجب أن يحدد عن طريق استفتاء حول تقرير المصير رافضة المطالب الكاذبة للمغرب حول الأراضي الصحراوية المحتلة. وأكدت الأمانة العامة الأممية أن كل الدول الأعضاء في المنظمة الأممية بما فيها المغرب وافقت على تحديد الوضع النهائي لهذا الإقليم بموجب قرارات الجمعية العامة التي تمت المصادقة عليها بدون تصويت.وأشارت إلى أن الأمين العام كان "شاهدا" خلال زيارته لمخيم للاجئين الصحراويين على "خيبة أمل"، ناجمة عن 40 سنة من المعاناة، مؤكدا أن الصحراويين يستحقون مستقبلا أفضل. كما أوضحت الأمانة العامة للأمم المتحدة بأن مون أشار إلى الاحتلال للتأكيد على عدم قدرة اللاجئين الصحراويين على العودة إلى الأراضي المحتلة في ظروف تسمح لهم بالتعبير بحرية عن مطالبهم. وعادت المنظمة الأممية لتؤكد أن الهدف من تفعيل المفاوضات بنية حسنة وبدون شروط مسبقة، كما دعا أمينها العام لدى تواجده بمخيمات اللاجئين يكمن في "زرع الأمل في قلوب هؤلاء الناس والسماح لهم بالعودة إلى أراضيهم".
وكانت الحكومة المغربية تهجمت على الأمين العام الأممي بعد جولته إلى المنطقة واتهمته بعدم الحياد بالزعم أن زيارته تضمنت "انزلاقا لفظيا" بعد أن قال مون إنه "يتفهم غضب الشعب الصحراوي من المجتمع الدولي جراء استمرار الاحتلال لأراضيه" ووصف قضيته بـ«المأساة المنسية". أما الجانب الصحراوي بكل أطيافه السياسية والشعبية، فقد استقبل زيارة الأمين العام بكثير من التفاؤل والأمل ووصفها بـ«الاستثنائية والتاريخية" باعتبارها فرصة لوقوفه على معاناة الشعب الصحراوي والاستماع عن قرب لانشغالاته ومطالبه وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير. وفي هذا السياق، قال محمد خداد، المنسق الصحراوي لدى بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو" أن زيارة بان كي مون إلى المنطقة تجسد "ما يدعو إليه المجتمع الدولي منذ سنوات" وأعرب عن "دهشته" إزاء تصرف المغرب تجاهها.
وقال خداد إن "تصريح المغرب ما هو إلا تهرب يؤكد عزلته على الساحة الدولية.. فهو لم يعد عضوا في الاتحاد الإفريقي وجمد علاقاته بالاتحاد الأوروبي واليوم هو يريد أيضا تجميد علاقاته مع الأمم المتحدة برفضه لقاء بان كي مون وبالعبارات المسيئة التي استعملها". من جانبه، اعتبر محمد سيداتي، الوزير الصحراوي المنتدب لدى أوروبا أن التهجم الذي قامت به السلطات المغربية ضد الأمين العام الأممي يعد "دليل ارتباك" من الرباط التي لم تتوقف منذ سنوات على إفشال جهود الأمم المتحدة من أجل تسوية النزاع في الصحراء الغربية. وهو ما جعله يرى في زيارة مون و "من دون تفاؤل مفرط بأنها كانت خطوة جد إيجابية أظهرت إرادة حقيقية لدى الأمم المتحدة في المساعدة على إيجاد حل للنزاع خاصة مع محاولة تجسيد لوائحها وقراراتها". والموقف نفسه عبر عنه اتحاد الشباب الصحراوي الذي اعتبر اتهامات الرباط جاءت نتيجة فشل سياسة الاحتلال التي ينتهجها المغرب في الصحراء الغربية.