سقوط 108 شهيد فلسطيني في ظرف شهرين
استمرار انتفاضة فتيان السكاكين بنفس الوهج
- 695
تستمر انتفاضة فتيان السكاكين بنفس الوهج الذي اندلعت به قبل شهرين بالأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تشهد يوميا سقوط مزيد من الشهداء في عمر الزهور، بعد تنفيذهم أو محاولة تنفيذهم عمليات طعن ضد المستوطنين اليهود وجنود جيش الاحتلال. واستشهد، أمس، فلسطينيان من بينهما فتاة لا يتجاوز سنهما 20 عاما برصاص قوات الاحتلال بعدما حاول الشاب الأول، مأمون رائد الخطيب، طعن مستوطن يهودي أمام محطة حافلات بالقرب من مستوطنة "غوش اتزيون" جنوب القدس المحتلة. وقال مصدر أمني فلسطيني إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص على مأمون رائد الخطيب المنحدر من إحدى قرى غرب بيت لحم قبل أن تلجأ إلى إغلاق المنطقة بشكل كامل.
كما حاولت فتاة فلسطينية طعن جندي إسرائيلي قرب مستوطنة يهودية واقعة بين مدينتي طولكرم ونابلس شمال الضفة الغربية. وهرعت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إلى مكان الحادث إلا أن قوات الاحتلال منعتها من التقدم وأغلقت الحاجز بشكل كامل ومنعت كل حركة سير فيها. وقالت مصادر فلسطينية إن الفتاة الشهيدة مرام رامز حسونة طالبة من مدينة نابلس لا يتعدى سنها 19 عاما تحررت من الأسر قبل عام ونصف العام حيث قضت سنتين رهن الاعتقال بسبب اتهامها من قبل قوات الاحتلال بتنفيذ عملية مماثلة. وارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا منذ اندلاع انتفاضة فتيان السكاكين في الفاتح أكتوبر الماضي إلى 108 شهيد معظمهم لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما.
ويبدو أن الوضع في الأراضي المحتلة سيزداد تصعيدا في ظل استئناف المستوطنين اليهود اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة التي كانت السبب الرئيسي في اندلاع هذه الانتفاضة الجديدة. وأقدمت مجموعة من المستوطنين اليهود في وقت مبكر أمس على تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تحت حماية مشددة من قبل شرطة الاحتلال التي سارعت الى إغلاق مداخل المسجد في وجه المصلين الفلسطينيين من أجل تأمين اقتحام المستوطنين.
ويشكل المسجد الشريف نقطة التوتر الرئيسية بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي حيث تسعى إسرائيل إلى تهويده وطمس هويته العربية الإسلامية ضمن مخطط صهيوني مفضوح لإقامة دولتها العبرية والقدس عاصمتها الأبدية. وهو المخطط الذي يواصل الفلسطينيون طيلة العقود الماضية التصدي له بأقل الوسائل المتاحة أمامهم من حجارة الى طعنة سكين علها ترعب يهود استوطنوا أرضهم ويقترفون أفظع الجرائم أمام مرأى عالم يقف متفرجا دون أن يحرك ساكنا حتى لإدانة تلك الجرائم.