بعد اجتياح مقر سفارة الولايات المتحدة في العاصمة بغداد
اشتداد القبضة الأمريكية ـ الإيرانية في الساحة العراقية
- 909
قرر مئات المحتجين العراقيين المعتصمين أمام مقر السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد منذ صباح الثلاثاء الانسحاب، امتثالا لطلب قيادة الحشد الشعبي التي حثتهم بفض اعتصامهم والخروج من نطاق المنطقة الخضراء حيث توجد مقار مختلف السفارات الأجنبية بما فيها الأمريكية ومواصلة اعتصامهم بعيدا عنها لتفادي كل تطورات قد تدفع بالمتشددين منهم إلى إعادة محاولة اقتحام السفارة الأمريكية.
حل العام الجديد بأزمة حادة بين إيران والولايات المتحدة من شأنها أن تعمق الشرخ القائم بين البلدين وتجعل من الأرض العراقية ساحة حرب بينهما منذ قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي ورد الفعل الإيراني باستئناف تخصيب اليورانيوم.
وانزلق الموقف بشكل مفاجئ في العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية في آخر يوم من عام 2019 بعد أن حملت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إيران مسؤولية الوقوف وراء عملية اقتحام مقر سفارة بلاده في بغداد رغم الأجراءات الأمنية المشددة المفروضة والتحصينات المقامة على مداخل المنطقة الخضراء.
وعكرت هذه الحادثة على الرئيس الأمريكي أجواء الاحتفالات بحلول العام الميلادي الجديد مما جعله يتوعد إيران بـ«رد فعل قوي" في تلميح إلى احتمال ضرب أهداف إيرانية وردع طهران عن تكرار عملية الاقتحام مستقبلا.
وأصر الرئيس دونالد ترامب على موقفه رغم نفي إيران على لسان مرشد الجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامينائي وقوفها وراء ما حدث في بغداد .
وحاول مئات العراقيين أول أمس، اقتحام مقر السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية ضمن مشهد أعاد إلى أذهان الأمريكيين عملية احتجاز موظفي سفارة بلادهم في العاصمة الإيرانية لأكثر من 400 يوم بعد نجاح الثورة الإسلامية بزعامة آية الله الخميني سنة 1979.
وتمكن عناصر الحشد الشعبي المحسوبين على إيران من اقتحام الحواجز الأمنية المقامة من حول المنطقة الخضراء التي تضم سفارات مختلف دول العالم احتجاجا على إقدام طائرات أمريكية بقصف موقع لعناصر الحشد الشعبي الأحد الماضي في محافظة القائم على الحدود السورية، وخلف مقتل 25 من بينهم وإصابة عشرات الآخرين.
وواصل مئات المحتجين صباح أمس، رشق مقر السفارة الأمريكية وسط شعارات "الموت لأمريكا" و«أمريكا ارحلي" في إشارة إلى نزعة مطلبية، رافضة للتواجد العسكري الأمريكي في العراق وكل منطقة الشرق الأوسط وأكدوا أن اعتصامهم أمام مقر الممثلية الدبلوماسية سيتواصل لأطول مدة ممكنة، تحت أعين تعزيزات قوات الشرطة العراقية التي بقيت تراقب الوضع من دون أن تتدخل مخافة انزلاق الوضع إلى مواجهات جديدة في سياق الحراك الشعبي المتواصل في العراق منذ أول اكتوبر من العام المنقضي.
وتجاهل الرئيس الأمريكي تلك الشعارات وقرر عكس ذلك إرسال 750 عسكريا إضافيا إلى القاعدة الأمريكية في الكويت تحسبا لآية تطورات وضمن رسالة واضحة باتجاه إيران بعدم تكرار ما تعرضت له ممثلية بلاده في بغداد.
وقرر الرئيس الأمريكي نشر هذا العدد الكبير من عناصر الجيش الأمريكي رغم تغيير لهجته تجاه إيران وقال إنه يستبعد شن حرب ضدها بدون أن يمنع ذلك مسؤولا أمريكيا من تأكيد احتمال نقل هؤلاء الجنود إلى العراق لاحقا في ظل توقعات برفع هذا العدد إلى 4 آلاف عسكري خلال الأسابيع القادمة ضمن توجه متعارض مع مقاربة الرئيس الأمريكي الداعية إلى سحب كل القوات الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط وتركيز كل الاهتمام على منطقة الشرق الأقصى.