مفاوضات جنيف حول الأزمة السورية
اعتراض دمشق على وفد المعارضة يرهن الاجتماع
- 597
اضطر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري لمهاتفة نظيره الروسي، سيرغي لافروف لبحث الموقف من الأزمة السورية بعد أن تأكد استحالة عقد أول جولة مفاوضات بين دمشق والمعارضين لها كانت مقررة ليوم غد بمدينة جنيف السويسرية. واضطر جون كيري للاتصال بنظيره الروسي على أمل إزالة عقبة تمثيل فريق المعارضة المفاوض بعد أن رفضت موسكو ودمشق قبول المشاركة في مفاوضات يشارك فيها ممثلي أحد قادة تنظيم جيش الإسلام المدعوم من طرف العربية السعودية وتعارضه دمشق بقناعة أنه تنظيم إرهابي.
ويحاول رئيس الدبلوماسية إخراج هذه المفاوضات من حالة الاحتقان التي تعرفها ثلاثة أيام فقط بعد لقاء جمعه بنظيره الروسي بمدينة زيوريخ السويسرية خصص لبحث الأزمة السورية وخاصة جولة المفاوضات غير المباشرة بين السلطات السورية وممثلي ائتلاف المعارضة. وجاءت استحالة عقد مفاوضات يوم غد على نقيض تأكيدات سابقة لوزارة الخارجية الروسية التي أشارت إلى أن المفاوضات ستتم في موعدها يوم 25 جانفي ولكنها أكدت على أهمية إيلاء أهمية خاصة لتشكيل وفد معارضة تمثيلية.
وهي النقطة التي طرحها أمس وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته أمس إلى الرياض السعودية، حيث أثار مع نظيره السعودي، عادل الجبير سبل إنهاء الأزمة السورية في نفس الوقت الذي التقى فيه برئيس ائتلاف المعارضة السورية، رياض حجاب المقيم بالعربية السعودية، حيث تناول معه قضية التمثيل الشائكة داخل وفد المعارضة. وكان حجاب كشف نهاية الأسبوع الماضي عن أسماء الوفد الذي سيرافقه إلى جنيف مما أثار سخط موسكو والحكومة السورية وحتى بعض المعارضة السورية في الداخل التي انتقدت الأسماء التي لم تلق الإجماع وخاصة رئيس الوفد المفاوض، مصطفى علوش، قائد جيش الإسلام المحسوب على العربية السعودية التي تعتبره روسيا أكبر الإرهابيين وحتى المعارضة السورية في الداخل رفضت التوجه إلى جنيف تحت إمرته.
وتؤكد كل المؤشرات التي تسبق هذا اللقاء أنه حتى في حالة جلوس الفرقاء السوريين إلى طاولة المفاوضات حتى إن كانت غير مباشرة، فإن حظوظ نجاحها تبقى ضئيلة جدا بالنظر إلى تمسك كل طرف بمواقفه. فدمشق تنظر إلى هؤلاء على أنهم إرهابيون بينما يصر هؤلاء على رحيل الرئيس الأسد كشرط مسبق لإقامة مرحلة انتقالية بعد أن أكدوا أن وجوده يجهض كل فرصة لإخراج سوريا من أزمة تكاد تفتتها. يذكر أن جولة مفاوضات جنيف إن كتب لها الانعقاد فإنها ستبحث خارطة الطريق التي وضعها مجلس الأمن الدولي يوم 18 ديسمبر الماضي بالاتفاق على مرحلة انتقالية تدوم ستة أشهر قبل انتخابات عامة ورئاسية شهر جوان 2017.