الليبيون يقضون ليلة هادئة بعد قبول المتحاربين وقف إطلاق النار

اقتناع بعدم تضييع فرصة مفاوضات جنيف

 اقتناع بعدم تضييع فرصة مفاوضات جنيف
  • القراءات: 616 مرات
م.مرشدي م.مرشدي
 تسارعت الأحداث في ليبيا بشكل لافت منذ نهاية الأسبوع الماضي وسارت جميعها في الاتجاه الايجابي الذي يدفع على إبقاء الأمل بقرب انتهاء الحرب الأهلية المدمرة بين فرقاء جمعتهم الثورة وفرقتهم المصالح وصراع الإيديولوجيات.
وكان قرار الجيش الليبي الالتزام بوقف لإطلاق النار في مبادرة حسن نية وتأييدا لمفاوضات جنيف بمثابة مؤشر على إمكانية انفراج قادم، خاصة وأنه جاء بعد قرار مليشيات "فجر ليبيا" الإسلامية المتناحرة معها قبل يومين بوقف إطلاق النار ضد قوات الجنرال المتقاعد، خليفة حفتر ووحدات الجيش النظامي.
وقضى الليبيون ليلة هادئة بعد أن وضعت البنادق على الأكتاف وركن المسلحون الفرقاء لاستراحة محارب وترقب الوضع واليد على الزناد وسؤالهم هل يمكن القول إن وقف الاقتتال بداية حقيقية لسكوت لغة السلاح في هذا البلد التي تحولت إلى كابوس كتم أنفاس الليبيين لأكثر من ثلاث سنوات؟
والرد بالإيجاب يبدو من الوهلة الأولى أمرا مفرطا في التفاؤل إذا أخذنا بحقيقة الصراع وتباعد مواقف الفرقاء من أقصى اليمين الى أقصى اليسار وأيضا لكون مفاوضات جنيف في جولتها الأولى لم تعط مؤشرات مؤكدة في انفراج قريب للوضع إذا أخذنا بالأطراف التي حضرت اللقاء الأول من نوعه لنزع فتيل "القنبلة" الليبية.
كما أن شروط حكومة عبد الله الثني برفض حضور أي مفاوضات تشارك فيها مليشيات مسلحة مناوئة لحكومته والإشارة واضحة إلى مليشيات "فجر ليبيا" التي تحظى بدعم ما يعرف بحكومة وبرلمان طرابلس المناوئين لحكومته قد يعصف بهذه المفاوضات.
ولكن القرارين استقبلا بترحيب دولي واسع كونها المرة الأولى التي تقبل فيها الأجنحة المسلحة في المشهد الليبي وقف الاقتتال بينها وأعطى الأمل بإمكانية تحقيق إنجاز سياسي آخر خلال جولة حوار جنيف الثانية المنتظر استئنافها يوم غد الثلاثاء.
وبإمكان برناردينو ليون، المبعوث الأممي إلى ليبيا أن يبتهج بهذين القرارين لأنهما سارا وفق رغبته الملحة في إيجاد الأجواء المناسبة لتغليب الطمأنينة على المشاركين في ندوة جنيف والتي يمكن أن تكون بمثابة محفز للمترددين للالتحاق بهذه المفاوضات بعد أن أيقن الكل أن تسوية الأزمة الليبية لن يتم إلا عبر طاولة مفاوضات مباشرة وصريحة يجلس إليها كل الفرقاء قصد إنهاء المأساة الليبية.
وكان قرار المشاركين في ندوة جنيف يومي الأربعاء والخميس الماضيين بتشكيل حكومة وحدة وطنية في حد ذاته مكسبا على طريق طي صفحة الخلافات وإقفال سجل القتلى من الجانبين المتحاربين الذي أحصى سقوط 600 قتيل في مدينة بنغازي وحدها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وهو ما يؤكد أن استمرار الاقتتال وعدم قدرة كل طرف على حسم المعركة لصالحه رغم دخول الطائرات الحربية في هذه الحرب المفتوحة سيجعل الرابح خاسرا على اعتبار أن الدمار سيمس الشعب الليبي واقتصاد ليبيا وخيراتها ويهدد بتقسيمها الى أقاليم عرقية وقبلية.