فشل المساعي للتوصل إلى اتفاق نهائي في ليبيا

الأمم المتحدة تتهم حكومة طبرق

الأمم المتحدة تتهم حكومة طبرق
  • 1218
اتهمت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أمس القوات النظامية الموالية لحكومة طبرق بالعمل على إجهاض مساعيها وإفشال المفاوضات من أجل إنهاء الحرب الأهلية في هذا البلد. وأكدت البعثة الأممية أن الضربات الجوية التي شنتها قوات اللواء خليفة حفتر في مدينة بنغازي ضمن ما اصطلح عليه بـ«عملية الحتف" هدفها إجهاض المساعي الدبلوماسية التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل إنهاء الأزمة، في وقت دخلت فيه المفاوضات مرحلتها النهائية". وجاء مثل هذا الاتهام في نفس اليوم الذي كان ينتظر أن يجتمع فيه المبعوث الأممي برناردينو ليون أمس بطرفي الأزمة في ليبيا للتوقيع على اتفاق السلم والمصالحة الوطنية ومعه على حكومة الوحدة الوطنية.
وعكس هذا الاتهام وتوقيته الصعوبة التي وجدها ليون في إقناع الفرقاء في التوصل إلى هذا الاتفاق الذي وضعه بمثابة الرهان والتحدي الذي يجب تجاوزه بقناعة أن كل المساعي التي بذلها منذ عام كانت متوقفة على مثل هذا الاتفاق. ولا يمكن إخراج هذا الاتهام عن سياق موقف الرفض الذي أبداه جناح في برلمان طبرق والذي عارض كل فكرة لتعديل وثيقة السلم والمصالحة المتوصل إليها يوم 11 جويلية الماضي التي أدخلها عليها المبعوث الأممي إرضاء لمطالب المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس) وأصر على إدراجها في نص الوثيقة كشرط لقبول التوقيع على الاتفاق. وأعطى اللواء حفتر أوامر عسكرية للطيارين وقادة الوحدات البرية بقصف المناطق التي يتموقع فيها مقاتلو أنصار الشريعة والدولة الإسلامية وحتى عناصر مليشيات موالية لسلطات العاصمة طرابلس وهو ما أثار حفيظة المؤتمر الوطني العام الذي رأى في العملية استهداف له خاصة أنه طالب بعزل اللواء حفتر من منصبه كقائد عام للقوات المسلحة الليبية.    وجاء تواتر هذه التطورات لتخلط على المبعوث الأممي كل حساباته، وهو الذي أكد بداية الأسبوع أنه بصدد إعادة وثيقة اتفاق جديدة لعرضها على الفرقاء قصد توقيعها مساء أمس الأحد ضمن مهلة قال إنها ستكون الأخيرة.
وحاولت مصادر موالية للحكومة الليبية في طبرق التأكيد على أن "عملية الحتف" تندرج ضمن خطة عسكرية لتهيئة الأرضية لتقدم وحدات الجيش تحسبا لما أسمتها بمعركة مدينة بنغازي.
ولكن التبرير لم تهضمه الأمم المتحدة التي نددت بالعملية وطالبت بوقف فوري للمعارك الدائرة رحاها هناك وفي كل المناطق الليبية ودعت كل الأطراف الى وقف العمليات العسكرية على أمل إعطاء فرصة للمحادثات التي تقودها للتوصل الى نتيجة ملموسة خلال الساعات القادمة. وأكدت الأمم المتحدة في بيانها الاحتجاجي أن بنغازي عانت الكثير منذ سقوط النظام الليبي السابق، مؤكدة أن الضربات الجوية الجديدة لن تزيد سكانها إلا معاناة وخوفا.