فيما دعت الخارجية الفلسطينية إلى تحرّك دولي عاجل.. برنامج الأغذية العالمي:

الأولوية لحماية العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة

الأولوية لحماية العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة
  • 194
ق .د ق .د

أكد برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، على ضرورة إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين وحماية العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات فورا، وسط تواصل الحصار والإبادة الصهيونية.

وذكر البرنامج الأممي، في منشور عبر حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي، أن "العائلات في قطاع غزة لا تعرف من حيث ستأتي وجبتها التالية"، في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني على القطاع منذ نحو 7 أسابيع".    ومن جهتها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أول أمس الأحد، أنها تدير حاليا 115 مركز إيواء موزعة في مختلف أنحاء قطاع غزة، تأوي فيها أكثر من 90 ألف نازح.

وأضافت الوكالة، في منشور لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن الوضع الإنساني المتدهور يزداد سوءا نتيجة القصف واستمرار الحصار، الذي يحظر دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية. وقدّرت الأمم المتحدة أن نحو 420 ألف شخص قد نزحوا مجدّدا منذ انهيار وقف إطلاق النار.

دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التعامل "بأقصى درجات الجدية" مع التحذير الذي أصدره برنامج الأغذية العالمي، بشأن خطر المجاعة في قطاع غزة، جراء مواصلة الكيان الصهيوني منع دخول المساعدات منذ استئنافه للعدوان على القطاع في 18 مارس الماضي.   

وطالبت الوزارة، في بيان أصدرته مساء أول أمس الأحد، بـ«التحرّك العاجل لتوظيف كافة أدوات النفوذ والثقل السياسي والإنساني للضغط على سلطات الاحتلال من أجل فتح المعابر بشكل فوري، وضمان التدفق المستمر والعاجل للمساعدات الإنسانية، بما يسهم في وقف تدهور الأوضاع وإنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع".

وقالت الوزارة إنها تنظر "ببالغ القلق والخطورة" إلى تفاقم المجاعة وانتشارها في قطاع غزة، حيث باتت تهدّد حياة أكثر من مليوني فلسطيني، غالبيتهم من النازحين، في ظل انعدام مصادر الدخل واعتمادهم الكامل على المساعدات الإنسانية، مشددة على "أهمية استجابة المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول والمؤسّسات الأممية والإنسانية، للتحذير الجدي الذي أطلقه برنامج الأغذية العالمي بشأن الخطر الداهم الذي يهدّد حياة سكان القطاع مع قرب نفاد الكميات الضئيلة المتبقية من المواد الغذائية".  

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد حذّر أمس من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدا أن نحو مليوني شخص يعيشون حاليا من دون أي مصدر دخل ويعتمدون كليا على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.


بسبب الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني على القطاع.. اليونيسف:

مليون طفل في غزة محرومون من المساعدات المنقذة للحياة

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن أكثر من مليون طفل في غزة محرومون من المساعدات المنقذة للحياة منذ أكثر من شهر ونصف شهر، بسبب الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني على القطاع.

وأصدرت (اليونيسف) تقارير حديثة توثق تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة الحصار الصهيوني المفروض منذ الثاني من مارس الماضي، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والطبية وتأثير كارثي على الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات. 

وأوضحت المنظمة الأممية في تقاريرها، حسبما نقلته مصادر إعلامية أمس، أن أكثر من مليون طفل في غزة محرومون من المساعدات المنقذة للحياة منذ أكثر من شهر ونصف شهر، بسبب الحصار المستمر الذي يمنع دخول الغذاء والماء النظيف والإمدادات الطبية، مشيرة إلى أن الحصار أدى إلى توقف تام في سلسلة الإمدادات الغذائية، حيث أغلقت المخابز بسبب نفاد الطحين والوقود، مما يهدد بحدوث مجاعة واسعة النطاق، كما أن أكثر من 60% من الأدوية الأساسية نفذت، و15 فقط من أصل 36 مستشفى تعمل جزئيا، مما يترك المرضى دون رعاية طبية كافية.  

وأشارت تقارير سابقة صادرة عن منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي وكذلك اليونيسف، إلى أن المجاعة والأزمة الإنسانية في قطاع غزة لها تأثير مدمّر على صحة وحياة الرضع والأطفال والحوامل، بالإضافة إلى صحة السكان بشكل عام.  

وأكدت أن نسبة 90% من الأطفال دون الخامسة تعاني من سوء التغذية الحاد، وأن واحدا من كل ثلاثة أطفال يعانون من نقص التغذية، مشيرة إلى أنه في شمال غزة، يعاني طفل من بين كل ستة أطفال دون سن الثانية من سوء تغذية حاد، وهو ارتفاع غير مسبوق مقارنة بنسبة 0.8% قبل بدأ العدوان الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.  

كما تزداد معدلات وفيات المواليد - بحسب ذات التقارير - بسبب نقص الرعاية الطبية وليس فقط سوء التغذية، موضحة أن أكثر من 557,000 امرأة في قطاع غزة يعانين من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يتخلى عديد الأمهات عن وجباتهن لإطعام أطفالهن.

وأدى نقص المياه النظيفة، وأحيانا انعدامها، والازدحام الحاد في مراكز النزوح إلى انتشار أمراض خطيرة كالإسهال الحاد خاصة بين الأطفال والتهابات الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية وتفشي التهاب الكبد الوبائي (أ) الناجم عن تلوّث المياه، ذلك كله في ظل انهيار النظام الصحي.

وأوضحت التقارير أن أكثر من 80% من سكان غزة يعتمدون على مطابخ خيرية تقدّم وجبات بسيطة تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية، مشيرة إلى أنه تمّ إغلاق بعض هذه المطابخ جراء الإغلاق التام للمعابر مع تجدد العدوان الصهيوني الهمجي على القطاع، في ظل سياسة معلنة ومعتمدة تستخدم التجويع كسلاح إجرامي في حرب الإبادة المتواصلة.