تشكل فرصة لاحتواء الأزمة السورية
الإبراهيمي يسابق الزمن لعقد ندوة "جنيف 2" في موعدها
- 1399
وسرع الأخضر الإبراهيمي من وتيرة مساعيه بعد أن عقد أمس اجتماعا تنسيقيا بمدينة جنيف ضم ممثلي الولايات المتحدة وروسيا الداعيتين إلى عقد هذه الندوة بهدف وضع آخر اللمسات لإنجاح هذا الموعد الذي قد يكون حاسما في جعل فرقاء الأزمة السورية يقتنعون بعد قرابة 30 شهرا من الاقتتال بأنه لا مناص من الجلوس إلى الطاولة والاستماع إلى بعضهم البعض لإنهاء معاناة دولة انهارت اقتصاديا ومؤسساتيا وحتى اجتماعيا.
ويواجه الإبراهيمي وممثلو الولايات المتحدة وروسيا إشكالية أصبح حتميا عليهم جميعا إنهاؤها، تخص مسألة المشاركة وطبيعة المشاركين في هذا المؤتمر ونقاط جدول أعماله وما يجب التوصل إليه من نتائج.
ولأجل ذلك، دخلت روسيا والولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة في سباق ضد الساعة من أجل إقناع أكبر عدد من فصائل وأجنحة المعارضة السورية بالمشاركة في أشغال الندوة دون شروط مسبقة على اعتبار أن ذلك يؤدي في كثير من الأحيان إلى إفشال مثل هذه المواعيد حتى قبل انطلاقها.
وإذا كانت كل الأطراف اقتنعت بضرورة مشاركة النظام السوري في هذه الندوة فإن خلافا حادا برز إلى السطح حول أطياف المعارضة التي يتعين مشاركتها فيها بعد أن أبدت العديد من الأطراف اعتراضا علنيا على حضور فصائل معينة في أشغال هذا الملتقى.
وإذا كانت المواقف تباينت بخصوص بعض هذه الفصائل إلا أن إجماعا يكاد يكون كليا على رفض مشاركة جبهة النصرة الإسلامية في موعد مونترو بسبب مواقفها المتطرفة وإعلانها الانضواء تحت جناح تنظيم القاعدة العالمي.
وشكلت هذه الجبهة المتطرفة عقبة كبيرة في وجه إنجاح ندوة مونترو بسبب قوتها على أرض المواجهة بفضل الأسلحة التي تحوزها والعناصر الجهادية التي انضمت إلى صفوفها من مختلف البلدان العربية مما جعلها رقما يصعب تجاوزه في تسوية الأزمة السورية.
وفرضت هذه القضية نفسها تحسبا لأية مفاوضات مقبلة بعد أن أكد قائد الجيش السوري الحر أهم أقطاب المعارضة المسلحة السورية أنه بصدد توحيد صفوف المعارضة المسلحة في وقت وجد فيه الجيش الحر نفسه في ظل تراجع دوره الميداني أمام تقدم التنظيمات الجهادية.
وقال الجنرال سليم إدريس أن هيئة قيادة تنظيمه تعمل جاهدة من أجل منع حدوث أية انشقاقات في صفوف المعارضة السورية وتعزيز مواقف المعارضين للنظام السوري.
ولم يكن إصرار الولايات المتحدة على فتح مفاوضات مع الجبهة الإسلامية المشكلة حديثا من عدة فصائل مقاتلة إلا رغبة من واشنطن لكسر شوكة جبهة النصرة التي رأت فيها امتدادا لتنظيم القاعدة الذي يمكن أن يخلط عليها حساباتها في كل منطقة الشرق الأوسط. وهي التي أدرجتها في قائمة التنظيمات الإرهابية في العالم وجعلها توقف كل دعم عسكري للمعارضة السورية على هذه الخلفية.
ولكن الإشكالية الأخرى التي وقع بشأنها الخلاف تبقى مسالة مشاركة إيران والعربية السعودية في هذه المفاوضات كأطراف إقليمية، الأولى من مؤيدي النظام السوري والثانية من مؤيدي المعارضة المسلحة.
ويعكف الإبراهيمي وممثلو هاتين الدولتين على بحث دور كل دولة منهما في هذه المفاوضات وما يتعين عليهما لعبه من أجل مساعدة الفرقاء على تجاوز خلافاتهم باتجاه وضع حد لاقتتال مدمر أتى على البنى التحتية للدولة السورية.