انطلاقة متشنجة لمؤتمر جنيف الثاني
الإبراهيمي يعترف بصعوبة المفاوضات
- 1096
اعترف الأخضر الإبراهيمي، الوسيط الاممي في الأزمة السورية، أن بداية الجولة الثانية من مفاوضات جنيف، أمس، كانت "شاقة" في نفس الوقت الذي أقر فيه بأنه لم يتم تحقيق أي تقدم بعد يومين من ندوة جنيف.
إلا أن الأخضر الإبراهيمي الذي تحدث إلى الصحفيين على هامش هذه المفاوضات لم يشأ الظهور بمظهر المتشائم ولم يقفل الباب أمام إمكانية تحقيق تقدم وقال "إننا نعمل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق إقلاع مسار المفاوضات".
وسارت تصريحات الإبراهيمي في نفس سياق تأكيدات وفد المعارضة السورية بأنه سيقاطع هذه المفاوضات في جولتها الثالثة في حال لم تحقق الجولة الحالية أي تقدم على طريق إنهاء مأساة الشعب السوري.
وحاول الأخضر الإبراهيمي في أول يوم من هذه المفاوضات إخراجها من دائرة "حوار الطرشان" إلى حوار يستمع فيه هذا الطرف للآخر من خلال وضعهما أمام مسؤوليتهما التاريخية في حق شعبهما.
ويفهم من تأكيدات نائب وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد، أن حكومة بلاده ووفدها لن تتراجع قيد أنملة وستبقى في حال غادر الآخرون في إشارة الى وفد المعارضة أن كل طرف ينتظر الآخر في المنعرج حتى يحمله مسؤولية كل فشل قد يعترض هذه المفاوضات.
وتبقى مواقف الشد والجذب في مواقف الجانبين المتفاوضين سيدة الموقف وقد زادت القناعة لدى الأخضر الإبراهيمي انطلاقا من نتيجة الجولة الأولى أنه لم يعد في صالح الجانبين الاكتفاء بالجلوس إلى طاولة مفاوضات واحدة ولم من حقهم مواصلة تمسكهما بمواقف التصلب ورفض الآخر في وقت يموت فيه السوريون دون ذنب ولا مبرر.
ويكون الأخضر الإبراهيمي قد أبلغ المفاوضين في لقائه المنفصل مع كل واحد منهما نهار الاثنين بهذه الحقيقة وأنهما مطالبان بضرورة التفاهم حول القضايا الخلافية بما فيها تلك المتعلقة بالحكومة الانتقالية التي تشكل عقبة حقيقية في وجه هذه المفاوضات.
كما أن الإبراهيمي يكون قد أبلغ الجانبين بضرورة تفادي التصريحات النارية التي يمكن أن تعصف بالمفاوضات لقناعته أن المفاوضات ستكون عسيرة وأن المواقف ستكون أكثر تشنجا حد التنافر على أساس أن هذه الجولة التي تنتهي نهار الجمعة ستتناول أعقد القضايا التي تضمنتها نتائج ندوة جنيف الأولي نهاية جوان 2012.
ولم يخطئ الدبلوماسي الجزائري عندما وقف على هذه الحقائق بنفسه وأكدها أحد أعضاء الوفد الحكومي الذي قال إن الأجواء التي سبقت المفاوضات كانت سلبية.
وهي تصريحات تنم عن تشدد في مواقف الجانبين مما جعل الجانب الروسي يحاول إنقاذ هذه الجولة من انهيار حتمي واقترح عقد اجتماع موسع يضم روسيا والولايات المتحدة لإزالة هذه العقبات وهو ما استحسنته الادارة الأمريكية لإدراكها أيضا أن فشل هذه الندوة يعني أن الجهود الدولية لاحتواء هذه الأزمة ستنهار مما سيزيدها تعقيدا ويجعل التسوية السلمية بعيدة المنال.