باكستان تدين بشدة "مجزرة الطحين" بمدينة غزة
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق دولي
- 1098
لا تزال "مجزرة الطحين" التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني، أول أمس، في حقّ مدنيين عزل من أبناء الشعب الفلسطيني كانوا يحاولون الوصول إلى المساعدات الإنسانية في غزة، تثير المزيد من ردود الفعل الدولية المستنكرة والمطالبة بفتح تحقيق دولي في واحدة من أبشع الجرائم التي كشفت مجدّدا عن الوجه الدموي والهمجي للمحتل الصهيوني.
طالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق دولي في استهداف مدنيين بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية عند منطقة دوار النابلسي بشارع الرشيد في مدينة غزة، بما أدى إلى ارتقاء 118 مواطن فلسطيني وإصابة ما لا يقال عن 760 آخرين.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى المواد الغذائية أمر غير مسوغ، وطالب بتحقيق دولي محايد في الحادث المأساوي ومقتل أكثر من 100 مدني كانوا يحاولون الحصول على الطعام بغزة.
وبينما حمّل بوريل إسرائيل مسؤولية الامتثال لقواعد القانون الدولي وحماية توزيع المساعدات على سكان غزة، شدّد على الحاجة الماسة لهدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار لإيصال المساعدات وحماية المدنيين في غزة. وحثّ مجلس الأمن الدولي على الدعوة إلى وقف عاجل للقتال والتأكيد على ضرورة السماح بوصل المساعدات إلى قطاع غزة الذي لا يزال ستعرض منذ خمسة أشهر لعدوان صهيوني غير مسبوق جاء على الأخضر واليابس في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما أدانت باكستان بشدة المذابح التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين العزل على غرار مجزرة "شارع الرشيد" بمدينة غزة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية، ممتاز زهرة بلوش، إن "المذبحة الأخيرة تظهر التجاهل الصارخ للقانون الإنساني الدولي" وسياسة الكيان الصهيوني المتعمدة و"غير الإنسانية المتمثلة في التجويع الجماعي"، وذكرت أن باكستان تكرّر دعوتها إلى "وقف إطلاق نار فوري وعاجل ورفع الحصار اللاإنساني ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى سكان قطاع غزة".
ووسط تصاعد المطالب الدولية بضرورة التحقيق في هذه الواقعة المأساوية، أكد فريق الأمم المتحدة الذي زار أمس مستشفى الشفاء الطبي أنه وقف على عدد كبير من الجرحى الفلسطينيين المصابين بطلقات نارية بما يدحض الرواية الصهيونية التي تسعى دائما الى تزييف الحقائق من خلال البحث عن حجج وهمية لم تعد تحظى بالإجماع.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن أعضاء الفريق الأممي الذين تمكنوا ولأول مرة من إيصال مساعدات إنسانية إلى شمال قطاع غزة الذي يعاني سكانه المجاعة، شاهدوا أعدادا كبيرة من الفلسطينيين المصابين بطلقات نارية.
وزار الفريق الأممي ممثلين عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة مستشفى "الشفاء" وزوّدوه بكمية من الأدوية واللقاحات والوقود لضمان استمرار عمله، والتقى الفريق أيضا بعدد من الجرحى أصيبوا يوم الخميس الماضي، بينما كانوا يسعون للحصول على مساعدات منقذة للحياة غرب مدينة غزة.
واستقبل المستشفى، وهو الأكبر في قطاع غزة، أكثر من 700 شخص أصيبوا في ذلك الحادث المأساوي، زهاء 200 منهم كانوا لا يزالون في المستشفى.
من جانبه، أكد مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن مستوى الدمار المحيط بمستشفى الشفاء في غزة "يفوق الكلمات"، وقال في منشور عبر منصة "إكس" أن "منظمة الصحة العالمية وشركاءها تمكنوا من الوصول إلى مستشفى الشفاء شمال غزة لإيصال 19 ألف لتر من الوقود بعد أكثر من شهر".
وذكر غيبريسوس "أنهم قدّموا العلاج لـ50 طفلا يعانون سوء التغذية الحاد والإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى 150 مريض"، مضيفا أن "أكثر من 240 مريض يتلقون الخدمة من قبل عدد كبير من العاملين الصحيين المتطوعين والخدمات محدودة للغاية بسبب نقص الإمدادات الطبية والوقود والمياه والغذاء".