جنوده نكلوا بشاب فلسطيني جريح وربطوه في مقدمة سيارة عسكرية
الاحتلال الصهيوني يكشف عن وجهه الدموي أمام العالم
- 1315
في مشهد من أبشع ما يكون من أشكال التنكيل بالإنسان، أقدمت قوات الاحتلال الصهيونية على ربط فلسطيني مصاب في مقدمة سيارة عسكرية وجراحه تنزف دما، ضاربة بذلك عرض الحائط بكل القيم والمبادئ الإنسانية من جهة وبكل المواثيق والشرائع الدولية من جهة أخرى.
المشهد، أقل ما يقال عنه، إنه كان جد قاس وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام فيديو الشاب الفلسطيني الجريح الذي اعتقلته قوات الاحتلال خلال اقتحامها أول أمس مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة ونكل به جنودها لدرجة ربطه في مقدمة سيارتهم العسكرية التي جابت به شوارع جنين منذ الصباح تحت أشعة الشمس الحارقة وجراحه تنزف دما.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الأمر يتعلق بالشاب، مجاهد رعد عبادي، البالغ 24 عاما الذي وجد نفسه مثله مثل آلاف الشباب الفلسطيني ضحية احتلال همجي بعيد كل البعد عن معنى الإنسانية.
ولكن هذا المشهد التنكيلي الذي شاهده العالم أجمع، أسقط مجددا كل الحجج والذرائع التي لا طالما سوّقها جيش الاحتلال ليبرر جرائمه المروعة التي يقترفها بلا هوادة ومنذ 75 عاما في حق أبناء الشعب الفلسطيني العزل لدرجة جلعت قيادته تخرج أمس، عن صمتها وتقول إن ما أقدم عليه جنودها "ينتهك قواعد الجيش".
وبقدر ما فضحت هذه الصورة الوجه الحقيقي البشع لجيش يعد نفسه "أخلاقيا"، بقدر ما ستزيد في تضييق الخناق من حول احتلال متهم في أعلى هيئات قضائية من محكمة العدل الدولية إلى الجنائية الدولية بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
والمؤكد أن سياسة الانفلات من العقاب التي اعتاد عليها جنود الاحتلال هي التي تمنح لهم في كل مرة تلك الجرأة لارتكاب ما لذّ لهم وطاب من الانتهاكات والفضائع وفي وضح النهار على مرأى العالم أجمع الذي يكتفي دائما بالمشاهدة دون أن يحرّك ساكنا لوضع حدّ لواحدة من أبشع الممارسات والانتهاكات التي ما كان يجب أن تقع في زمن من المفروض أنه يؤمن بحقوق الانسان.
والسؤال الذي يطرح نفسه، إذا كانت قوات الاحتلال تتجرأ على التنكيل بالفلسطينيين في وضح النهار بتلك الطريقة المروعة، فكيف بحال آلاف الأسرى الفلسطينيين الذي يزج بهم في غياهب السجون بعيدا عن الأنظار يعذبون وتمارسهم في حقهم أبشع الممارسات ويقتلون في صمت ويدفنون في مقابر مجهولة أو تبقى جثامينهم محتجزة لسنوات في مصالح حفظ الجثث يساوم عليها الاحتلال مع ذويهم وأهاليهم.
وهو حال الأسير المحرّر مؤخرا، بدر دحلان، الذي هزت صورته بعد الإفراج عنه العالم بعدما عكست نظراته بتلك الأعين الجاحظة ممارسات التعذيب التي تعرض لها على يد جلاديه الصهاينة لدرجة جعلت الجميع يتساءل ما الذي تعرض له دحلان حتى يخرج بتلك الصورة الصادمة التي انفرط لها قلب كل شخص شاهدها.
وأثارت تلك الصورة، التي بدت وكأنها من العصور الحجرية، تعاطفا واسعا مع بدر دحلان وتنديدا بالانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال والذي يكون هذا العالم بمنظماته الدولية الحقوقية والإنسانية ودوله التي تتغنى بالديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، قد قارنت بين صورة الأسير الفلسطيني الذي يخرج من سجون الاحتلال في أسوأ حالته وبين الأسير الاسرائيلي الذي تسلمه المقاومة الفلسطينية لأهله باسما ضاحكا.
وفي الأخير أليس مشهد الشاب الفلسطيني الجريح المربوط على مقدمة السيارة العسكرية الصهيونية ومشهد الأسير دحلان الخارج لتوه من سجون الاحتلال يكفيان لأن تحرّك إنسانية هذا العالم وهذه المجموعة الدولية لتقول كلمتها وتمارس ضغطها على احتلال، عاث فسادا ليس فقط في الأرض الفلسطينية المحتلة بل بالإنسان الفلسطيني المحروم من أدنى حقوقه الشرعية.