وسط مطالب ملحة برفع الحصار والسماح بتدفق المساعدات

الاحتلال يتحدى دعوات التهدئة ويواصل الإبادة في غزة

الاحتلال يتحدى دعوات التهدئة ويواصل الإبادة في غزة
  • 137
ص. محمديوة ص. محمديوة

 أكد المكتب الإعلامي في قطاع غزة أن الاحتلال الصهيوني يواصل ارتكاب الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، متجاهلا دعوات وقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وردّ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الإيجابي على المقترح.

وأوضح المكتب في بيان على موقعه الرسمي أن الاحتلال نفذ منذ فجر السبت الأخير وحتى نهاية يوم الاثنين، أكثر من 143 غارة جوية ومدفعية استهدفت مناطق مكتظة بالسكان المدنيين والنازحين في مختلف محافظات القطاع.

وأشار البيان إلى أن هذه الغارات خلفت 106 شهيد من المدنيين من بينهم نساء وأطفال من ضمنهم 65 شهيدا في مدينة غزة وحدها، مؤكدا أن ما يجري يمثل "مجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال ضد الإنسانية".

وبينما شدّد على أن هذه الجريمة تأتي في إطار الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، لفت المكتب الإعلامي إلى أن الاحتلال "يضرب عرض الحائط كل الدعوات الدولية للتهدئة ويصر على مواصلة القتل الممنهج للمدنيين وتدمير مقومات الحياة في قطاع غزة".

وحمّل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة، داعيا الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى تحرّك جاد وفعلي وعاجل لوقف العدوان وترسيخ المعنى الحقيقي لوقف الحرب في قطاع غزة.

وبينما تواصل القوات الصهيونية هجماتها على قطاع غزة رغم دعوة الرئيس الأمريكي الجمعة الأخير إلى وقف القصف فورا، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بأنه حان الوقت لرفع الحصار عن غزة والسماح بتدفق منتظم للمساعدات الإنسانية.

وفي منشور عبر حسابها الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، قالت "الأونروا" إنّ "الوقت قد حان لرفع الحصار والسماح بتدفق منتظم للمساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية تحت تنسيق الأمم المتحدة بما في ذلك الأونروا".

من جانبه، شدّد برنامج الأغذية العالمي على أن قطاع غزة يحتاج إلى الغذاء على نطاق واسع فورا في ظل الأوضاع المأساوية هناك والحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني عليه.

وأكد أن "الجهود الإنسانية يجب أن تتقدم لإنقاذ حياة الناس في قطاع غزة لا أن تتراجع"، مشيرا إلى أن "غزة بحاجة إلى توسيع نطاق المساعدات الغذائية على الفور بهدف طمأنة الناس بأنهم لن يتضوروا جوعا".

أما مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فقد أفاد بأنه تم تخصيص 9 ملايين دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ لضمان إمدادات كافية من الوقود للحفاظ على استمرار الخدمات الأساسية في قطاع غزة، مشيرا إلى أن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، خصص هذا المبلغ في ظل النقص الحاد الذي يعانيه القطاع بفعل الحصار الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني.


 لتحقيق اتفاق يلبي طموحات الفلسطينيين ويوقف العدوان

وفد "حماس" المفاوض في مصر يسعى لتذليل العقبات

أكدت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، أمس، أن وفدها المشارك في المفاوضات الجارية في مصر، يسعى إلى تذليل كل العقبات أمام تحقيق اتفاق يلبي طموحات الشعب الفلسطيني وسكان غزة الذين يواجهون على مدار عامين كاملين إبادة صهيونية بجرائم ومذابح تفوق كل الوصف.

وجددت الحركة في تصريحات أدلى بها القيادي، فوزي برهوم، بمناسبة الذكرى الثانية لعملية "طوفان الأقصى" موقفها المبدئي من أية عملية تفاوضية بضرورة أن تقود إلى اتفاق يضمن وقفا دائما وشاملا لإطلاق النار وانسحاب كامل لجيش الاحتلال من كافة مناطق القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية دون قيود وضمان عودة النازحين إلى مناطق سكناهم والبدء الفوري بعملية إعادة الإعمار الشاملة تحت إشراف هيئة وطنية فلسطينية من التكنوقراط وأخيرا إبرام صفقة تبادل أسرى عادلة.

وقالت إنه "إيمانا بمسؤوليتنا الوطنية تجاه شعبنا وحقوقه المشروعة، تعاملت الحركةُ بمسؤولية عالية مع كل مقترحات وقف إطلاق النار خلال العامين الماضيين، والتي كان آخرها مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وبينما حذرت من محاولات رئيس حكومة الاحتلال اليميني المتطرف، بنيامين نتنياهو عرقلة وإفشال الجولة الحالية من المفاوضات، كما أفشل متعمدا كل الجولات السابقة، شددت على أن أولويتها الوقف الفوري للعدوان وحرب الإبادة على قطاع غزة، مجددة عهدها بالتمسك بكامل حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية الثابتة والدفاع عن تطلعاته في التحرير والإصلاح والاستقلال.

وهي تذكر بمعاناة الفلسطينيين في غزة على مدار عامين كاملين من حرب إبادة وتجويع ممنهج وتدمير شامل وتطهير عرقي في عدوان لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلا، أكدت "حماس" أن الاحتلال الصهيوني، ورغم كل ما اقترفه من مجازر يندى لها الجبين، إلا أنه مني بفشل ذريع في تحقيق أهدافه العدوانية وفي مقدمتها كل محاولات التهجير القسري واستعادة الأسرى بالقوة أو زرع كيانات عميلة بديلة.

كما لفتت إلى أن مخططاته أثبتت أن حربه خلال عامين لم تكن موجهة ضد "حماس" وفصائل المقاومة فحسب، بل كانت حربا شاملة على الوجود الفلسطيني برمته وسعيا محموما لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وطمس قضيته وشطب حقه الأصيل في التحرير والعودة.

وهو ما جعلها تؤكد أنه على الرغم من القوة العسكرية الغاشمة والدعم اللامحدود والشراكة الأمريكية الكاملة في حرب الإبادة في غزة، فإنهم لم ولن يفلحوا في إحراز صورة نصر زائفة. وجاء في كلمة برهوم "نحن مؤمنون بوعي شعبنا ووحدتنا وعدالة قضيتنا ومشروعِنا النضالي، وواثقون من قدرتنا على إفشال كل مخططات تصفية قضيتنا وتمرير أجندات العدو الصهيوني".

وأضاف أن "جرائم الاحتلال المروعة والإبادة الجماعية في غزة جرائم حرب موصوفةٌ وموثقةٌ بالدليل القاطع، ولن تسقط بالتقادم وإن مجرم الحرب نتنياهو، المطلوب لمحكمةِ الجنايات الدولية، وعصابة جيشه الإجرامية، يجب أن تطالهم يد العدالة عاجلا غير آجل".

وبينما حملت مجددا حكومة نتنياهو والادارة الامريكية المتواطئة معه في حرب الابادة، المسؤولية السياسية والقانونية والاخلاقية والتاريخية الكاملة عن جرائم الحرب والابادة المرتكبة في غزة، أكدت "حماس" بان معركة "طوفان الأقصى البطولية" أعادت القضية الفلسطينية إلى موقعها العالمي وكشفت وجه الاحتلال الفاشي وكونه خطرا على أمن واستقرار المنطقة والعالم ووضعته في عزلة غير مسبوقة وحركت ضمائر الشعوب والهيئات للوقوف مع الشعب الفلسطيني والاعتراف بدولته المستقلة.

كما أشارت الحركة إلى فشل الاحتلال الذريع في بث الإشاعات والحرب النفسية لزعزعة الحاضنة الشعبية للمقاومة، وقالت ان "كل الأكاذيب والدعاية السوداء التي سوّقها الاحتلال وحكومته، تهاوت أمام الرأي العام العالمي رغم استهدافهم الممنهج للصحفيين" الذين تجاوز عدد شهدائهم 250 شهيدًا.

واشادت بكل الجهود والمواقف المشرفة والمستمرة في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته من كل قوى الامة العربية والإسلامية، مثمنة مواقف وأدوار وجهود الوسطاء في قطر ومصر وتركيا والإسناد السياسي والدبلوماسي لعمق العربي والإسلامي ودول العالم الصديقة للشعب الفلسطيني.