صب الزيت على ناره الخامدة
البنتاغون يقرر إرسال ألف عسكري إلى منطقة الخليج
- 810
سارت تصريحات كاتب الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو بزعم رفض بلاده خوض حرب ضد إيران إلى نقيض قرار البنتاغون أمس، بإرسال ألف عسكري إضافي من القوات الخاصة إلى منطقة الخليج ضمن مؤشر جديد ينذر بقرب موعد اندلاع مواجهات عسكرية أبدت المجموعة الدولية رفضا مطلقا لها.
وبرر وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، إرسال هذه التعزيزات بتوفر مصالحه على معلومات استخباراتية، مؤكدة حول وجود تصرفات إيرانية معادية أكدت تورط بحريتها العسكرية في عمليات التخريب التي طالت ناقلات نفط في عرض مياه الخليج وبحر عمان.
وحاول المسؤول العسكري الأمريكي التخفيف من حدة المخاوف الدولية من حرب جديدة ضد إيران وقال إنه أعطى الضوء الأخضر لنشر هذه القوة الإضافية لأغراض دفاعية والاستعداد للرد على أي تهديدات جوية وبحرية إيرانية محتملة.
يذكر أن الإدارة الأمريكية سبق أن أرسلت ترسانة حربية إلى منطقة الخليج ضمت طائرات إستراتيجية من طراز "بي ـ 52" المقنبلة وحاملة الطائرات، أبراهام لينكولن وعدة سفن حربية وبطارية صواريخ "باتريوت" بدعوى الرد على قرار السلطات الإيرانية باستئناف عمليات تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل، ردا أيضا على قرار الرئيس الأمريكي فرض عقوبات اقتصادية إضافية عليها لخنقها عبر منعها من بيع نفطها إلى الخارج.
وعلى نقيض توقعات الرئيس الأمريكي بإدخال إيران تحت عصا طاعتها بلجوئه إلى خيار فرض عقوبات اقتصادية عليها إلا أن حساباته خابت هذه المرة بعد أن قررت تكثيف عمليات تخصيب اليورانيوم مما مكنها من تجاوز السقف المحدد في الاتفاق النووي بأربعة أضعاف في رسالة تحدي واضحة تجاه الرئيس الأمريكي.
وهي القبضة التي جعلت الرئيس دونالد ترامب، يجد نفسه حائرا بين خيار مواصلة التعامل مع إيران عبر فرض العقوبات الاقتصادية وانتظار نتائجها على القرار السياسي الإيراني أم اللجوء إلى خيار القوة العسكرية لتسريع عملية تركيعها، تنفيذا لرغبة من يعرفون بـ صقور" البيت الأبيض الذين يصرون على تقليم أظافر إيران عسكريا بذريعة منعها من امتلاك القنبلة الذرية تماما كما تريد إسرائيل ذلك حتى تبقى القوة المهينة في كل منطقة الشرق الأوسط.
ووضعت مثل هذه الوضعية كل العالم في حالة ترقب لما تأتي به الأيام القادمة من تطورات أو حتى مفاجآت في نفس الوقت الذي تعالت فيه النداءات ملحة باتجاه واشنطن وطهران من أجل التعقل وعدم التسرع والمغامرة في اتخاذ القرارات التي قد تعمق الشرخ بدلا من إيجاد مخرج له في منطقة منهكة بمشاكلها التي لا تكاد تنتهي.
ولم تنتظر الصين التي تبقى أهم متعامل اقتصادي مع إيران، طويلا للتعبير عن رفضها لقرار البنتاغون بتعزيز قواته في منطقة الخليج لما له من تداعيات خطيرة على الاستقرار والأمن في منطقة بأهمية منطقة الخليج. ودعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، كل الأطراف إلى "ضبط النفس وتهدئة التوتر" لتفادي ذلك.
كما جدد الوزير الصيني دعوته باتجاه إيران بعدم التخلي عن الاتفاق النووي بهذه السهولة في رد على تصريحات، بهروز كمال أفندي الناطق باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية التي أكد من خلالها أن مخزون بلاده من مادة اليورانيوم المشبع سيتجاوز بحلول 27 جوان الجاري عتبة 300 كلغ الحد المعلن في الاتفاق النووي.
كما دعا ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئاسة الروسية، الولايات المتحدة وإيران الاحتكام إلى لغة العقل وتفادي كل ما من شأنه التسبب في زيادة درجة التوتر في منطقة غير مستقرة.
ورفضت دول الاتحاد الأوروبي هي الأخرى الانسياق وراء الاتهامات الأمريكية تجاه إيران وأكدت أنها في حاجة إلى مزيد من المعلومات لاتخاذ موقف يتماشى مع حقيقة الوضعية السائدة في منطقة الخليج.