الرئيس السوري يخرج عن صمته ويشكّك في جدية الضربات الأمريكية

التحالف الروسي أفضل طريق للقضاء على تنظيم "داعش"

 التحالف الروسي أفضل طريق للقضاء على تنظيم "داعش"
  • القراءات: 890
خرج الرئيس السوري بشار الأسد عن صمته أمس رغم اللغط الكبير حول تطورات الوضع في بلاده، على خلفية التدخل العسكري الروسي لضرب أهداف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. تصريحات الرئيس السوري لم تحمل أي موقف جديد باستثناء دفاعه عن التدخل العسكري الروسي، وتحذيره من أن المنطقة مقبلة على مرحلة تفكّك تام في حال فشل التحالف الذي تقوده موسكو وحلفاؤها ضد "التنظيمات الإرهابية" في سوريا.
وكان الرئيس الأسد يشير إلى التحالف الذي دعت روسيا إلى تشكيله، وقبلت حكومته وإيران والعراق الانضمام إليه لمواجهة الخطر الداهم الذي أصبح يشكله تنظيم الدولة الإسلامية؛ في تحرك موازٍ لذلك الذي تقوده الولايات المتحدة، وأكثر من ستين دولة أخرى. وأضاف الرئيس السوري أن الثمن سيكون باهظا، ولكنه أكد على ثقته في نجاح هذا التحالف، وأن نتائج تدخّله ستكون حقيقية. وانتقد في ذلك التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، وقال: "إنني لم ألحظ أية نتائج عملية، بل إن نتائج عكسية هي التي تحققت بعد توسع نطاق تواجد التنظيمات الإرهابية وعدد الملتحقين بصفوفها".
وهو رد صريح باتجاه الدول الغربية التي انتقدت موسكو على قرار شنها عمليات عسكرية في بلاده، وأكدت أن الطيران الحربي الروسي سيفشل في تحييد عناصر تنظيم "داعش"، وهو ما جعله يدعو الدول الغربية للانضمام إلى التحالف الروسي؛ من منطلق أن نتائج عملياته ستكون مضمونة في حال انضمت بحسن نية لمحاربة الإرهابيين، أو على الأقل الكف عن تقديم الدعم لهم.
وهنا تكمن إشكالية الخلاف بين السلطات السورية، التي ترى في كل التنظيمات المسلحة بما فيها أطياف المعارضة التي ثارت ضد نظام الرئيس بشار الأسد، على أنها تنظيمات إرهابية، بينما تصر الدول الغربية على ضرورة التفريق بين من تسميهم المعارضة المعتدلة والإرهاب المتطرف الذي يحمل رايته تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة.
ولكن الوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون رفض مقترح الرئيس السوري، وذهب إلى حد مطالبة روسيا بتغيير خطتها، وأن تنضم للتحالف الذي تقوده أمريكا. وأضاف كامرون: "إذا كنا فعلا نريد الاستقرار في المنطقة فإننا في حاجة إلى قائد آخر من غير الرئيس الأسد". وضمن منطق الموقف والموقف المضاد رد الرئيس السوري على فكرة رحيله بالرفض تماما، كما فعلت مستشارته الإعلامية بثينة شعبان، التي أكدت أن لا أحد من حقه تحديد مصير الرئيس الأسد سوى الشعب السوري. ولكن الرئيس الأسد أثار هذه المسألة في تصريحاته أمس، وقال إنه إذا كان رحيله هو الحل فإنه لن يتردد لحظة في فعل ذلك.
ويبدو أن الدول الغربية لم تتفق على مقاربة واحدة لمعالجة الأزمة السورية وآليات إعادة هذا البلد إلى طريق الاستقرار بعد أربع سنوات من الاقتتال الدامي، الذي خلّف مقتل 240 ألف قتيل. وهو ما عكسته تصريحات المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، التي أيدت بطريقة ضمنية مقترح الرئيس السوري أمس، عندما أكدت أن إيجاد حل للأزمة السورية يمر حتما عبر عمليات عسكرية   موازاة مع مواصلة مسار سياسي بمشاركة الرئيس السوري بشار الأسد. وشددت ميركل بخصوص هذه النقطة بالذات، على مشاركة الرئيس السوري وبشكل مباشر، في كل مسار تفاوضي تماما، كما هو الشأن بالنسبة لروسيا والولايات المتحدة وحتى إيران والعربية السعودية وألمانيا وبريطانيا وفرنسا".