اجتماع الفرصة الأخيرة بلوزان

التشاؤم يرهن حظوظ حل الأزمة السورية

التشاؤم يرهن حظوظ حل الأزمة السورية
  • القراءات: 912

انطلق بمدينة لوزان السويسرية أمس، اجتماع «الفرصة الأخيرة» للأطراف الدولية والإقليمية الساعية إلى إيجاد مخرج لدوامة الحرب الأهلية المدمرة في سوريا منذ سنة 2011.

ويكتسي اللقاء أهمية خاصة كونه جمع وزراء خارجية الدول الكبرى والدول الإقليمية المعنية بطريقة مباشرة، ويعكس رغبتها بضرورة إيجاد مخرج لهذه الحرب التي تزداد تعقيداتها كلما طال أمدها.

ولأن الجميع مقتنع أن عقدة الحل توجد بين أيدي بلديهما، عقد وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، اجتماعا ثنائيا لبحث الموقف قبل انطلاق أشغال الاجتماع.

ولأن هذه هي القناعة السائدة لدى كل الذين حضروا إلى لوزان، فإن التساؤل يبقى مطروحا حول رغبة كل بلد في إنهاء ما يتعرض له هذا البلد وبما يدفع إلى التساؤل حول إمكانية تحقيق هذه الخطوة التي ينتظرها الجميع وفشلوا في تحقيقها؟

وهو ما يجعل حضور وزراء خارجية مصر والعربية السعودية وقطر وتركيا وإيران والعراق والأردن ومعهم ستافان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى سوريا مجرد حضور شكلي لن يغيّر في معطى الحرب شيئا.

رغم أن عقد الاجتماع وعدد المشاركين ودورهم في هذه الحرب أعطى الأمل بإمكانية التوصل إلى إنهاء المواجهات والقنبلة الجوية والحصار المفروض على عدة مدن سورية، إلا أن المشاركين أبدوا تشاؤما بإمكانية التوصل إلى اتفاق يضع حدا لمأساة حصدت أرواح قرابة 350 ألف سوري.

وأبدى وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وإيران تشاؤما في مواقفهم قبل انطلاق أشغال الاجتماع، وأكدوا أنهم لا ينتظرون تحقيق اختراق نوعي في متاهة حرب بلغت تعقيداتها حد المستحيل.

هو الشعور الذي تكرس وخاصة في ظل اتهامات غربية باتجاه روسيا بارتكاب جرائم حرب في مدينة حلب، وهو ما ترفضه موسكو.

إحساس ينتاب السوريين بعد استثناء ممثلي المعارضة والحكومة عن حضور هذا الاجتماع وبما يؤكد خروج الحرب إلى دائرة صراع القوى الكبرى.

لم يكن تصريح الرئيس السوري بشار الأسد، حول حقيقة ما يجري في بلاده بأنه «تخطى حدود الحرب الباردة ولم يصل إلى حد الحرب العالمية» إلا اعتراف بدرجة التعقيد التي وصلها الصراع ويجعل من تسويته أمرا صعب المنال.

وعكس هذا التصريح أيضا حقيقة التجاذبات الدولية وصراع المصالح إلى الحد الذي جعل الرئيس الأمريكي، يعقد اجتماعا طارئا مع قيادات أجهزة الأمن الأمريكية ومسؤولين سامين في دوائر صنّاع القرار في إدارته لبحث البدائل الممكنة بما فيها الخيارات العسكرية للتعامل مع الأزمة السورية.

ولم تنتظر موسكو طويلا لتحذّر من مغبة اللجوء إلى مثل هذا الخيار وأكدت أنها لن تتوانى في الرد على أي عمل يستهدف طائراته أو قواعده العسكرية في سوريا.

وهي معطيات تزيد في درجة التشاؤم لدى السوريين وكل الأطراف بامكانية إنهاء هذه الحرب التي بلغت الحد الذي لم يعد يطاق، بل أصبحت حربا يمكن انفتاحها على كل الإحتمالات إذ هي حرب في مفترق الطرق.