تمهيد الطريق لعملية سياسية حقيقية وهادفة في البلاد
الجزائر تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان

- 417

دعا ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة، توفيق كودري، أول أمس، إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار لتمهيد الطريق لعملية سياسية حقيقية وهادفة في السودان، مؤكدا أن الحلّ الدائم للصراع في هذا البلد لن يكون دون وضع حدّ للتدخلات الأجنبية.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن برئاسة الجزائر، صرح السيد كودري "نجدّد دعوتنا إلى وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار لتمهيد الطريق لعملية سياسية سودانية حقيقية وهادفة".
وقال الديبلوماسي الجزائري خلال هذا الاجتماع المخصّص للوضع في السودان وجنوب السودان، الذي قدّم فيه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان إحاطته نصف السنوية حول أشغال هذه الهيئة القضائية الدولية المرتبطة بدارفور، أن "إقليم دارفور والسودان يواجهان حاليا على نطاق أوسع مستوى غير مسبوق من التصعيد في عدة مناطق مع تزايد خطر اتساع رقعة الصراع لتشمل الدول المجاورة".
وإذ أشاد بالتدابير التي اتخذتها مؤخرا الحكومة السودانية، أكد المتدخل على ضرورة "تيسير وصول المساعدات الإنسانية (و) ضمان حماية المدنيين الابرياء في السودان".
من جهة أخرى، اعتبر الدبلوماسي أن "تحقيق العدالة والمساءلة يظل متغير اساسي لضمان نهج شامل لحل النزاع في السودان"، مضيفا أنه "من الضروري ضمان التكامل بين العدالة الانتقالية المساءلة وجهود السلام في السودان و خاصة في دارفور".
كما أكد على أنه "يجب بذل كل الجهود لتنشيط و تعزيز الهياكل القضائية الوطنية بهدف دعم الملكية الوطنية لهذه العملية"، وبالنسبة لهذه النقطة، صرح الدبلوماسي الجزائري "إذ نرحّب في هذا الإطار باعتماد الحكومة السودانية للخطة الوطنية لحماية المدنيين في السودان".
وقال كودري إن هذه الخطة "تتضمن كإحدى ركائزها الرئيسية مبدأ سيادة القانون وحقوق الإنسان".
واستطرد ممثل الجزائر يقول إنه "من المهم أيضا دراسة جميع الأطر المتاحة وأخذها بعين الاعتبار من أجل تحديد السبل المناسبة لإقامة عدالة انتقالية وشاملة بقيادة سودانية".
وفي هذا الخصوص، أشار السيد كودري إلى أن "الاتحاد الإفريقي ومن خلال مختلف أجهزته وهياكله يمثل إطارا هاما يمكن من خلاله العمل على إيجاد الآليات المناسبة".
وأشار السيد كودري أيضا إلى أنه "يجب أن تؤخذ التطوّرات الأخيرة في دارفور وديناميات الصراع السوداني بعين الاعتبار".
وتابع يقول إن "عدم امتثال قوات الدعم السريع لقرار مجلس الأمن رقم 2736 من خلال مواصلة حصارها لمدينة الفاشر في تجاهل صارخ لقرارات مجلسنا، يمثل مصدر قلق عميق للغاية".
وقد حذّر الدبلوماسي الجزائري من استمرار "الاشتباكات المسلحة في هذه المدينة التي تستضيف مئات الآلاف من السكان، مع عواقب لا تطاق على المدنيين والمنشآت المدنية"، مشيرا إلى أن "أحد آخر المستشفيات حيز الخدمة في الفاشر كان هدفا لهجوم لطائرات مسيرة يوم الجمعة الفارط" أودى بحياة 70 مدنيا.
وأكد قائلا إن "إيجاد حل دائم للصراع لن يكون في متناول المجتمع الدولي دون وضع حدّ للتدخلات الأجنبية في السودان"، مجدّدا دعوة الجزائر إلى "إدانة هذه التدخلات علنا وبشكل حازم ".
قبل ذلك، كان مجلس الأمن قد اعتمد بيانا رئاسيا بشأن تعزيز السلام واستدامته تم نشره كوثيقة رسمية على أعضاء المجلس.