سفير الولايات المتحدة يشيد بتطور العلاقات الثنائية
الجزائر وواشنطن متفقتان على دعم مسار السلم في ليبيا
- 843
ثمّن سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، جون ديروشر، أول أمس، استمرار وتيرة تطوير وتمتين العلاقات الثنائية بين البلدين” خلال الثلاث سنوات التي قضاها في الجزائر، منوّها بالجهود التي بذلت خلال هذه الفترة بهدف تعميق وتنويع التعاون الثنائي في مجالات ”الأمن والتجارة والثقافة والتعليم”. وبخصوص الأزمة الليبية أكد ديروشر، أن ”واشنطن والجزائر تتقاسمان نفس وجهة النظر حول ضرورة دعم مسار الأمم المتحدة لإحلال السلم والاستقرار في هذا البلد”.
سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، جون ديروشر، الذي أعلن عن انتهاء مهامه الدبلوماسية رسميا يوم 24 أوت الجاري، أشاد في لقاء مع بعض وسائل الاعلام بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين خلال السنوات الماضية.
واستعرض في هذا الصدد ”النتائج الإيجابية” لمختلف الزيارات التي قام بها عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى الجزائر وللحوار الاستراتيجي الذي عقده البلدان خلال السنة الماضية، فضلا عن ”إعادة بعث نشاط الغرفة الأمريكية للتجارة”، واستقرار عدة شركات أمريكية بالجزائر ناشطة في مجالات ”المحروقات والصحة والإعلام الآلي والفلاحة” وغيرها.
وأعرب عن ”افتخاره” بالنتائج المحققة خلال هذا الظرف الوجيز وفي ظل الأزمة الصحية التي يعيشها العالم، منوها في هذا الإطار بالتعاون الثنائي في مجال محاربة وباء كوفيد-19، في حين أشار إلى أنه ”يبقى الكثير لتعلمه” في هذا الشأن، وثمّن قيام السلطات الجزائرية بترحيل مواطنين أمريكيين إلى بلدهم، كما أعلن عن دعم واشنطن لمختلف جهود الجزائر للتصدي للوباء من خلال منحها ”4 مليون دولار” عبر منظمات أممية.
وفي سياق متصل كشف الدبلوماسي الأمريكي أن جامعات بلاده تستقبل سنويا ”200 طالب جزائري” في إطار تطوير العلاقات في مجال التعليم والبحث العلمي، معلنا أن واشنطن تتفاوض مع السلطات الجزائرية ”لاستقبال عدد أكبر من الطلبة الجزائريين”.
وأكد في هذا الصدد أن عدد الطلبة الجزائريين في الولايات المتحدة ”ارتفع خلال العام الماضي بحوالي 12 بالمائة”.
وخلال رده على أسئلة الصحفيين تطرق السفير الأمريكي، إلى الوضع في ليبيا مؤكدا أن ”واشنطن والجزائر تتشاطران نفس وجهة النظر بالنسبة لضرورة دعم مسار الأمم المتحدة لإحلال السلم والاستقرار في هذا البلد”، مؤكدا أن بلاده تدعم جهود وقف إطلاق النار ”رغم الصعوبات التي تحول دون ذلك”.
وأضاف أن الولايات المتحدة تتفهم الأهمية التي توليها الجزائر للوضع في ليبيا، منوّها بمعرفة الجزائر الدقيقة لتفاصيل الملف الليبي وبقيمة ”الاستشارات” التي تتم بين البلدين بخصوص الأزمة الليبية.
كما رد السيد ديروشر، عن سؤال حول وضعية حقوق الإنسان في الجزائر، داعيا إلى الاطلاع على التقرير السنوي الذي تعده كتابة الدولة الأمريكية حول حقوق الإنسان في دول العالم من بينها الجزائر، مشيرا إلى أن بلاده تعطي أهمية كبيرة لهذا الموضوع وتدعم حرية التعبير وحرية الصحافة وتعتبرهما من أسس الديمقراطية.
وإلى ذلك تطرق الدبلوماسي الأمريكي، إلى أهم المحطات التي ستبقى راسخة في ذهنه بعد مغادرته الجزائر وفي مقدمتها الحراك الشعبي الذي قال إنه تشرف بمعايشته لأنه ”قاده ونظمه الجزائريون بأنفسهم للمطالبة بالتغيير والحق في تقرير المصير والتعبير عن أملهم في مستقبل أفضل”، مؤكدا أن هذا الحراك ”كان مثيرا للإعجاب وأبهر العالم بسلميته”. كما أعرب عن تشرفه بحضور حفل تنصيب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بقصر الأمم.
وبعد أن وصف تجربته الدبلوماسية في الجزائر بـ«المثمرة والمفيدة”، أعرب الدبلوماسي الأمريكي، عن امتنانه وشكره للشعب الجزائري الذي أظهر له خلال سنوات عمله وعبر 22 ولاية التي زارها ”حسن الاستقبال وكرم الضيافة”، كما أشاد بالتجاوب الذي لمسه خلال استقباله من طرف مختلف المسؤولين وممثلي المجتمع المدني.