اعتقل مديره أبو صفية والصحفي إسلام أحمد
الجيش الصهيوني يواصل جريمته بمستشفى "كمال عدوان"
- 337
لم يكتف الاحتلال الصهيوني بتدمير وحرق مستشفى "كمال عدوان" الواقع شمال قطاع غزة، بل اقتاد واعتقل العشرات من المرضى وطواقمه الطبية بمن فيهم مديره، حسام أبو صفية، وأيضا الصحفي إسلام أحمد للتحقيق، مصرا بذلك على مواصلة جريمته النكراء المتكاملة الأركان في حق كل ما هو فلسطيني في غزة.
ورغم التضييق الإعلامي والحصار الإعلامي الذي مارسته قوات الاحتلال للتعتيم على جريمتها المروعة في حقّ مستشفى "كمال عدوان" ومن فيه من مرضى وجرحى وأطباء وإعلاميين وطواقم الدفاع المدني وحتى نازحين، فإن ما تم تداوله في 24 ساعة الأخيرة من صور ومشاهد صادمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، يؤكد مجددا درجة الإجرام التي بلغها هذا المحتل المتعطّش لدماء الفلسطينيين.
ومن مشاهد الدمار الهائل الذي لحق بالمشفى، من حرق مختلف أقسامه بما فيها القليل من المستلزمات الطبية إلى مشاهد الاعتقال واحتجاز ما لا يقل عن 350 شخص داخله إلى إجبار 30 نازحا للمستشفى الإندونيسي بمضاعفات صحية خطيرة.
ولأنه معروف عن قوات الاحتلال التنكيل بضحاياها من أبناء الشعب الفلسطيني العزل، فقد أجبرت الإطارات الطبية على إطفاء الحرائق التي تسببت في إشعالها بأقسام المستشفى وهي تعلم أنه لا يوجد أي مصدر للمياه بما جعل الإطار الطبي يلجأ لاستخدام مياه مخصّصة بغسيل الكلى المخلوطة بالكلور. وأكدت مصادر إعلامية أن أثناء عملية إطفاء الحريق اشتعلت النيران بعدد من الإطار الطبي الشباب ولم تستطع الطواقم انتشالهم وهم في عداد الشهداء.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، قد كشف من قبل بأن قوات الاحتلال احتجزت 350 شخص داخل المستشفى بينهم 180 من الإطارات و75 مريضا ومرافقيهم، مؤكدا انقطاع كامل للاتصال مع إدارة المستشفى وطواقمه منذ ساعات طويلة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن عدوان الاحتلال الصهيوني على مستشفى "كمال عدوان" أدى إلى خروج هذه المنشأة الصحية الرئيسية الأخيرة في شمال غزة عن الخدمة، وأضافت في منشور لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن "التفكيك المنهجي للنظام الصحي في غزة يشكل حكما بالإعدام على عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية".
وشدّدت على أن العدوان على هذا المستشفى، يأتي بعد تصاعد القيود المفروضة على وصول منظمة الصحة العالمية وشركائها والهجمات المتكرّرة على المنشأة أو بالقرب منها منذ أكثر من شهرين ونصف شهر وهي "تقضي على كل جهود المنظمة للحفاظ على الحد الأدنى من تشغيل هذه المنشأة الصحية".
وأوضحت "الصحة العالمية" أن 60 عاملا صحيا و25 مريضا في حالة حرجة، بمن فيهم أولئك الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي، لا زالوا في المستشفى بينما اضطر الجرحى والمرضى الذين يعانون من حالة متوسطة إلى خطيرة إلى الإخلاء إلى المستشفى الإندونيسي المدمّر وغير العامل، وقالت إنها تشعر بقلق بالغ على سلامتهم وإنه يجب أن ينتهي هذا الرعب ويجب حماية الرعاية الصحية ووقف إطلاق النار.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل واصل المحتل جرائمه التي فاقت الخيال خاصة في شمال القطاع، حيث أقدمت، أمس، على اعتقال مدير الدفاع المدني في محافظة الشمال، احمد حسن الكحلوت، وذلك استمرارا في نهجه التدميري لمنظومة العمل الإنساني والإغاثي في المحافظة.
ويأتي اعتقال الاحتلال الإسرائيلي الكحلوت بعد أن أوقف كليا عمل الدفاع المدني في محافظة الشمال في الثاني والعشرين من أكتوبر الماضي. وكان قد اعتقل 22 من العاملين في الدفاع المدني بمحافظتي غزة والشمال يجهل مصيرهم حتى الآن.
"أوتشا" يؤكد مواجهته رفضا صهيونيا ممنهجا لإيصال المساعدات الإنسانية
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن الفرق الأممية لا تزال تواجه رفضا صهيونيا ممنهجا لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة الذي يقبع تحت الحصار منذ عدة أسابيع، محذرا من استمرار الهجمات على مختلف أنحاء القطاع.
وقال المكتب، في بيان، إن الموظفين والمرضى ومرافقيهم أجبروا على مغادرة مستشفى "كمال عدوان"، فيما استشهد العشرات واعتقل آخرون إلى جانب تسجيل أضرار كبيرة بالمنشأة الطبية، منوّها إلى مواجهة النازحين من الشمال نقصا حادا في المياه، حيث لا تعمل سوى آبار مياه قليلة في المناطق التي تجمّعوا فيها علاوة عن تضرر شبكة الصرف الصحي.
"الأونروا".. أطفال غزة يتجمّدون حتى الموت بسبب البرد
أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" على صعوبة الأوضاع الإنسانية التي يواجهها أطفال قطاع غزة في فصل الشتاء، لافتة إلى أنهم يتجمّدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى.
ودعا المفوض العام لـ«الأونروا"، فيليب لازاريني، في تصريحات صحافية إلى وقف إطلاق النار في القطاع وتأمين تدفق فوري للإمدادات الضرورية للسكان وخاصة للأطفال بما فيها إمدادات الشتاء.
وقال "إن أطفال غزة يتجمّدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى"، لافتا إلى أن الأغطية والإمدادات الشتوية ظلت عالقة منذ أشهر بالمعابر في انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة.
وكان فيليب لازاريني قد أكد أن جميع قواعد الحرب تنتهك في قطاع غزة، حيث يتعرض السكان منذ أكتوبر 2023 لإبادة صهيونية مستمرة.
"آكشن إيد".. أكثر من مليون فلسطيني يفتقدون مستلزمات الشتاء
طالبت مديرة الإسناد والمناصرة في مؤسسة "آكشن إيد"، ريهام الجعفري، أمس، بفتح المعابر ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لقطاع غزة في ظل واقع مأساوي تعدى كل مستويات الكارثة جراء تواصل العدوان الصهيوني.
وأشارت الجعفري إلى أن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن ما يجري من عدوان على القطاع في وقت يشهد فيه دخول المساعدات الغذائية انخفاضا حادا مترافقا مع دخول الشتاء وحاجة المواطنين لمستلزماته.
وأضافت أن 23% فقط من المواطنين في القطاع حصلوا على مستلزمات الشتاء وبقي أكثر من مليون مواطن دون ذلك، لافتة إلى ضعف جودة تلك المستلزمات التي تم إدخالها وتوزيعها.
وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني، شنّ مئات الغارات والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغّل وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90% من السكان.
ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية في ظل حصار خانق للقطاع وقيود مشدّدة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة لتخفيف الأوضاع الإنسانية الكارثية.
اهتراء 110 آلاف خيمة تزامنا مع موجة الصقيع الشديد
آلاف النازحين في قطاع غزّة مهددون بالموت بردا
حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، أمس، من أن الاحتلال الصهيوني يتسبّب بأزمة إنسانية مأساوية، تهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 110 آلاف خيمة تزامنا مع موجات الصقيع الشديدة التي تضرب قطاع غزّة في فصل الشتاء.
وجاء في بيان صحفي للمكتب الحكومي بأنه "من جديد يتسبب الاحتلال الإسرائيلي بأزمة إنسانية مأساوية جديدة، تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 81 بالمئة من خيامهم بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة، حيث يعيش النازحون ظروفاً قاسيةً تسببت خلال الأيام الماضية، بوفاة خمسة أشخاص بسبب شدة البرد ونتيجة تدمير الاحتلال للقطاع الإسكاني".
وأضاف أن "مليون نازح يعيشون منذ أكثر من سنة كاملة في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزمن والظّروف الجوية، حيث إن 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألف أصبحت خارج الخدمة، أي ما نسبته 81 بالمئة من الخيام قد تدهورت بشكل كامل".
وأكد أن هذا الوضع الإنساني الكارثي هو نتيجة مباشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الذي دمر مئات آلاف المنازل لهؤلاء المواطنين بشكل كامل، بما دفعهم للجوء إلى العيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة.
وقال إن "هذه الأزمة الإنسانية العميقة مستمرة في ظل وجود المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية دون أن يحركوا ساكنا، ودون أن نرى خطوات عملية لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تودي بحياة النازحين والمواطنين".
وهو ما جعل المكتب الحكومي في غزّة، يدين بأشد العبارات هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة وذلك بفعل الاحتلال المجرم.
وحمل هذا الأخير المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزّة، وكذلك الإدارة الأمريكية والدول التي دعمت وشاركت في الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وطالبها بوقف الإبادة الجماعية.
كما طالب المجتمع الدولي بالتّحرك الفوري وممارسة دوره الفعلي للضغط على الاحتلال من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف ممارساته العدوانية وضمان توفير الدعم اللازم لإغاثة المتضررين وفي مقدمة ذلك توفير مأوى لكل أسرة فلسطينية.
وناشد الدول العربية والإسلامية وجميع الجهات الإنسانية والدولية، بضرورة التحرّك العاجل لإنقاذ المدنيين في قطاع غزّة وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى وغذاء ودواء بما يضمن كرامتهم الإنسانية ويحفظ أرواحهم من برد الشتاء وموجات الصقيع الشديدة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي، في الأخير بأن "هذه المأساة تتطلب وقفة جادة من جميع الأطراف في العالم لتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني"، مشددا على أن صمت العالم على هذه المعاناة يمثل تواطؤًا مع الظلم واستمرارًا لمأساة إنسانية لا يمكن قبولها.
طالبت بتحقيق دولي في جرائم الاحتلال المتواصلة
"حماس" تنفي وجود مظاهر عسكرية بمستشفى "كمال عدوان"
نفت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" نفيا قطعيا تواجد اي مظهر عسكري أو مقاومين، سواء كانوا من "كتائب القسام" أو من أي فصيل آخر، في مستشفى "كمال عدوان" الواقع شمال قطاع غزة الذي دمره وأحرقه جيش الاحتلال، أول أمس، أمام أنظار العالم أجمع في جريمة نكراء تؤكد مجددا مستوى الإجرام غير المسبوق الذي يقترفه هذا المحتل في غزة بكل برودة دم.
في تصريح للصحافة الوطنية، أكد ممثل "حماس" في الجزائر، يوسف حمدان، أن الاحتلال الصهيوني يواصل إطلاق الاكاذيب للتعتيم والتغطية وتبرير جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني ومؤخرا في مستشفى "كمال عدوان".
وقال بأن المستشفى كان مفتوحا أمام الجميع من المؤسّسات الدولية والأممية التي تعرفه جيدا وتعرف أن الاحتلال يكذب لتبرير الجريمة النكراء التي أقدم عليها، أول أمس، بإخلاء وحرق كافة أقسام مستشفى "كمال عدوان" تطبيقا لمخطط الإبادة والتهجير القسري وكسر أي مظهر من مظاهر الصمود المدني في شمال قطاع غزة وأضاف أن "هذا الكذب والتضليل الصهيوني ليس جديد وسبق ترويج نفس الادعاء ضد مستشفيات دمرها جيش الاحتلال في قطاع غزة سواء مجمع الشفاء أو غيرها من المستشفيات التي أثبتت التقارير والتحقيقات الدولية زيف ادعاءه".
وعلى إثر ذلك طالبت حركة "حماس" الأمم المتحدة بإدانة تدمير جيش الاحتلال لمستشفى "كمال عدوان" وتشكيل لجنة تحقيق أممية للنظر في حجم الجريمة التي يرتكبها في شمال قطاع غزة الذي يشهد مخطط إبادة وتهجير مكتمل الأركان. كما طالبت جميع المؤسّسات الصحية إعلان رفض هذا المستوى من الإجرام وهذه الجرائم المركبة التي تقترف بحق الإنسان في قطاع غزة وبحق القطاع الصحي والمستشفيات والعاملين فيه والعمل على توفير الخدمات الطبية لسكان غزة بعد تدمير الاحتلال لكافة المرافق الصحية في شمال قطاع غزة.