أمام تصعيد المظاهرات في لبنان

الجيش يتدخل لفتح الطرقات الرئيسية

الجيش يتدخل لفتح الطرقات الرئيسية
  • 567
م. مرشدي م. مرشدي

زادت المخاوف في أوساط اللبنانيين من مخاطر انزلاق المظاهرات السلمية التي يعرفها هذا البلد منذ أكثر من أسبوع إلى مواجهات دامية بعد تدخل الجيش في القبضة الحديدية بين حراك الشارع المطالب بإصلاحات سياسية جذرية والسلطات الحكومية.

وشكل إصابة ثمانية أشخاص بجروح متفاوتة بالرصاص الحي أثناء محاولة قوة من الجيش اللبناني فتح طريق دولي قام محتجون بقطعه بمدينة طرابلس، ثاني أكبر مدن شمال البلاد في مؤشر قوي على احتمال انتقال عدوى المظاهرات العراقية إلى الساحة اللبنانية.

ونشرت قيادة الجيش النظامي تعزيزات عسكرية لفتح هذا الطريق بطرد محتجين افترشوا أرضيته ما لبثت الوضع أن تحول إلى مشادات بين المحتجين الذين قاموا برشق عناصر الجيش بالحجارة مما دفع بهؤلاء إلى إطلاق الناروإصابة العدد السالف الذكر بجروح متفاوتة، وصفت حالة أحدهم بالخطيرة. كما لجأت تعزيزات قوات الشرطة إلى استخدام القوة ضد متظاهرين في جسر العاصمة بيروت ولكنها انسحبت بعد إصرار المحتجين على منع كل حركة سير فوق هذا الجسر الاستراتيجي في عاصمة البلاد.

وبدأت مؤشرات الانزلاق في المشهد اللبناني بعد قرار قيادة الجيش وجهاز الأمن خلال اجتماع مشترك بإعادة فتح الطرقات الرئيسية التي عمد المتظاهرون إلى إغلاقها بغرض إحداث شلل تام وإرغام السلطات العمومية على الرضوخ لمطالبهم الاجتماعية والسياسية التي يرفعونها منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في السابع عشر من الشهر الجاري.

وزادت هذه المخاوف رغم أن ناطقا باسم قيادة الجيش أكد أن مسعى إعادة فتح الطرقات المغلقة سيتم بالتفاوض مع المتظاهرين وعدم اللجوء إلى استخدام القوة.

ونجح المتظاهرون اللبنانيون إلى حد الآن في خطتهم الرامية إلى شل كل مظاهر الحياة بعد أن توقفت الدراسة في المدارس الابتدائية والثانويات ومختلف الجامعات، في وقت بقيت فيه البنوك والهيئات الرسمية مغلقة في وجه العاملين فيها وزبائنها لاستحالة الوصول إليها.

وأقام المحتجون خيما كبيرة في محاور مختلف الشوارع الرئيسية في العاصمة بيروت ومدن البلاد الأخرى لقضاء الليل والاحتماء من برودة الجو وأيضا لمنع قوات الشرطة والجيش من إقامة حواجز أمنية فيها.

وبالإضافة إلى تدخل الجيش ومخاوف وقوع انزلاق أمني، كان خروج مؤيدين للرئيس ميشال عون إلى شوارع العاصمة بيروت مؤشرا آخر لاحتمال وقوع مواجهات بين هؤلاء وآلاف المحتجين بعد أن تصاعدت اللهجة بينهم وكادت أن تتحول إلى مواجهات مباشرة بينهما مع مخاطر ذلك على تجانس المجتمع اللبناني الهش أصلا بحساسياته الدينية والطائفية.

حدث ذلك بعد مواجهات عنيفة وقعت مساء الجمعة بين متظاهرين وأنصار حزب الله، جرت أطوارها في قلب العاصمة بيروت بعد تذمر هؤلاء من شعارات رفعها المحتجون ضد زعيم الحزب حسن نصر الله الذي كان إلى وقت قريب يحظى باحترام اللبنانيين بكافة ولاءاتهم وأطيافهم الدينية.

وتطورت الأوضاع في لبنان باتجاه الاحتقان في وقت فشلت فيه حكومة الوزير الأول سعد الحريري في إيجاد وصفة ناجعة لاحتواء وضع لم يعد يحتمل الانتظار، خاصة بعد أن رفض المتظاهرون كل الوعود التي كشف عنها الاثنين الماضي بتحسين الممارسة السياسية والقضاء على الرشوة وتوفير مناصب الشغل، التي رفضها المحتجون وطالبوه بالرحيل هو وكل وجوه الطبقة السياسية الآخرين ضمن معضلة تصعب تسويتها في القريب العاجل حتى تعود الحياة إلى سابق عهدها في بلد أنهكته المتاعب الاقتصادية والأمنية الداخلية والإقليمية.