بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في حملة لتحضير الرأي العام العربي، أن حالة اللاستقرار التي تعرفها المنطقة سوف تتواصل على مدى جيل أو أكثر بما يعني وفق هذا المنطق أننا مطالبون بالتكيّف مع حياة الحرب والاقتتال وحالة اللاأمن الدائم في البلدان إلى غاية سنة 2050. وقال الجنرال الامريكي  السابق جون ألن، خلال منتدى بالعاصمة القطرية، إن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية يتطلب حملة طويلة وفي حال لم يتم القضاء عليه فإنه سيضع الإنسانية أمام خطر داهم بالنظر إلى وسائط الاتصال الحديثة التي وفرتها الشبكة العنكبوتية.
وجاءت تصريحات الجنرال آلن، الذي يعمل خبيرا لدى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، لتكريس ما يتردد عن مقاربة "الفوضى الخلاقة" التي تريد الولايات المتحدة إطالة مدتها في مختلف البلدان العربية تحت غطاء محاربة تنظيم "داعش" ولكن بهدف استراتيجي أبعد  يمكنها من تفكيك الوطن العربي إلى دويلات عرقية وطائفية يسهل عليها إحكام قبضتها والمحافظة على مصالحها بذريعة محاربة التطرف.
وجاءت الموقف المتشائم بالنسبة للجنرال جون ألن، إلى نقيض تصريحات مساعد وزير الخارجية الامريكي انطوني بلايكن، الذي أكد على مقتل 10 آلاف من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية منذ بدء عمليات القصف الجوي التي ينفذها الطيران الحربي لدول التحالف ضد هذا التنظيم في العراق والشام. وقال الرقم الثاني في الخارجية الأمريكية، إننا وقفنا على خسائر بشرية هائلة في صفوف التنظيم وإن هذا الرقم الذي سيكون له وقعه القوي على معنويات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
ومن جهته طمأن جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة تواصل تقديم الدعم العسكري والتدريب الذي يحتاجه العراق لمحاربة تنظيم" داعش". وقال إن الولايات المتحدة منحت  1480 مدفعا خاصا بإفشال الهجمات الانتحارية بالعربات المدرعة التي لجأ إليها هذا التنظيم ضد القوات العراقية وسمحت له بالاستيلاء على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار منتصف الشهر الماضي.