الرئيس الأمريكي يحدد الأطر العامة لتعاون أمريكي ـ إفريقي أكثر نجاعة

الحكامة وتكريس الديمقراطية يحققان رفاه إفريقيا

الحكامة وتكريس الديمقراطية يحققان رفاه إفريقيا
  • 991
م. مرشدي م. مرشدي
كشف الرئيس الامريكي، باراك أوباما، في ختام جولته الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا عن قمة عالمية تعقد الخريف القادم بمقر الأمم المتحدة  تتناول آليات دعم عمليات حفظ السلام في العالم وخاصة في القارة الإفريقية. وأضاف الرئيس الامريكي في خطاب ألقاه بمقر الاتحاد الإفريقي أن القمة تدخل ضمن شراكة جديدة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة سيتم مناقشة خطوطها العريضة خلال نفس القمة وخاصة ما تعلق بتعزيز الدعم الدولي لهذه العمليات.
واستعرض الرئيس الامريكي، أمس، في مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية الخطوط العريضة للمقاربة الأمريكية في التعامل مع قضايا القارة الإفريقية بدءا بالحكامة إلى الديمقراطية مرورا بمحاربة الإرهاب والحروب المندلعة في كثير من بلدانها. وألقى الرئيس الامريكي في ختام جولة إفريقية قادته إلى كينيا وإثيوبيا خطابا أمام ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي أكد من خلاله وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الدول الإفريقية وخاصة في مكافحة الإرهاب ومنع اندلاع الحروب" عبر دورات تكوينية ودعم للقوات الإفريقية للتمكن من الاضطلاع بهذه المهمة.
وإذا كان الرئيس الامريكي أثنى على الجهد العسكري الذي تبذله القوات الإفريقية ضمن عملية "اميصوم" في الصومال ضد حركة الشباب المجاهدين وحركة حزب الرب الأوغندية المتمردة ضد النظام الأوغندي فانه لم ينس أيضا الجهد العسكري الذي تقوم به قوات دول بحيرة التشاد التي شكلت جبهة عسكرية لصد عمليات حركة بوكو ـ حرام النيجيرية المتمردة. ولكن الرئيس الامريكي شدد التأكيد على أن "جهودنا لتحقيق الأمن يجب أن ترفق بتعهدات لتحسين الحكامة لان معركتنا ضد الجماعات الإرهابية لن يتم ربحها في حال فشلنا في تلبية مطالب مجتمعاتنا من خلال كسب احترام الدولة والقانون".
وهو ما جعله يرفض تشبث الكثير من الرؤساء الأفارقة بكراسي السلطة  في بلدانهم  لأن ذلك كما قال يرهن المكاسب الديمقراطية المحققة في القارة والتي أصبحت في خطر بسبب نزعة حب البقاء  في السلطة. وأضاف الرئيس اوباما الذي يعد أول رئيس أمريكي يخطب داخل مقر هيئة إفريقية انه لا يمكن لأي شخص أن يكون رئيسا مدى الحياة لان القانون هو القانون ولا أحد يكون فوق القانون. وأعطى مثالا بذلك بما حدث في دولة بوروندي الأسبوع الماضي عندما أصر الرئيس بيار نكورونزيزا على خوض عهدة ثالثة رغم أن دستور بلاده لا يخول له ذلك وفي وقت يسعى رئيس رواندا بول كاغامي لإدخال تعديلات دستورية من أجل فعل ذلك.
وبقدر ما حرص الرئيس الامريكي على مسألة الحكامة واحترام الدساتير الإفريقية فانه شدد أيضا على محاربة ما أسماه بـ«سرطان" الرشوة وطالب الرؤساء الأفارقة إلى الانخراط في مبادئ الديمقراطية إن كانوا يريدون تحقيق النمو لبلدانهم والرفاه لشعوبهم وانه لا شيئ يحرر المقدرات الاقتصادية الإفريقية ما لم يتم القضاء على سرطان الرشوة. وقال إنها ظاهرة يعرفها كل العالم ولكن الرشوة في إفريقيا تلتهم ملايير الدولارات يمكن استخدامها في استحداث مناصب شغل وبناء مستشفيات ومدارس".
وفي رد على حضور الرئيس الامريكي إلى مقر الاتحاد الإفريقي قالت رئيسة اللجنة الإفريقية نكوسازانا دلاميني زوما أنها زيارة تاريخية وخطوة إضافية لتعميق العلاقات بين الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة الأمريكية. وإذا كان الرئيس الامريكي أعطى صورة عامة عن أسباب تخلف القارة الإفريقية إلا انه طالب العالم بتغيير الصورة النمطية التي ألصقت بالقارة على أنها قارة للحروب والفقر والانقلابات والتركيز أكثر على الانجازات التاريخية التي تم تحقيقها في كثير من بلدانها التي شهدت تحولات ديمقراطية دون قلاقل ولا انقلابات.