فشل مفاوضات العاصمة السويدية

الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين

الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين
  • 690

اتهمت الحكومة اليمنية أمس، وفد المتمردين الحوثيين المشاركين في جولة مفاوضات العاصمة السويدية استوكهولم، افتقادهم للجدية التي يستدعيها الموقف للبحث عن تسوية توافقية للحرب المدمرة التي تعصف بهذا البلد الممزق.

وأكدت رانا غانم، عضوة الوفد الحكومي إلى هذه المفاوضات الأولى من نوعها منذ قرابة ثلاث سنوات بين فرقاء الحرب اليمنية، أنه انطلاقا من تجربتي، بإمكاني القول إنهم غير جادين في التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع، في إشارة إلى وفد المتمردين الحوثيين. ولكنها شددت القول أن الأمل في التخفيف من معاناة الشعب اليمني يبقى يحدونا للعمل من أجل التوصل إلى اتفاق يسمح بإنهاء الاقتتال المتأجج في هذا البلد منذ 2011 وزاد تصعيدا آخر منذ تدخل دول التحالف الإسلامي بقيادة العربية السعودية، إلى جانب القوات الحكومية للقضاء على الحركة الحوثية المتمردة.

وجلس فرقاء الحرب اليمنية منذ نهار الخميس إلى طاولة مفاوضات مباشرة بعد جهود مضنية بذلتها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص، الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيتس من أجل إخماد لغة السلاح بين المتحاربين وإيجاد بادرة أمل من خلال هذه المفاوضات التي رعتها السلطات السويدية. وعلق اليمنيون الذين يدفعون منذ سنة 2011 تبعات الربيع العربي التي عصفت ببلدهم ضمن أزمة داخلية ما لبثت أن تحولت إلى أزمة إقليمية منذ سنة 2015، آمالا كبيرة على هذه المفاوضات علها تكون بداية انفراج ليل حرب طال وحصد أرواح آلاف اليمنيين وجوع الملايين.  وجاءت تصريحات عضوة وفد الحكومة اليمنية لتؤكد على هوة الشرخ القائمة بين طرفي معادلة الحرب وبما يعطي الاعتقاد أن هذه المفاوضات ستنتهي هي الأخرى إلى نتيجة صفرية تماما كما انتهت إليه مبادرة مفاوضات سبتمبر الماضي التي تغيب عنها الحوثيون بذريعة عدم منح وفدهم ضمانات أمنية للوصول إلى جنيف، حيث كان من المقرر أن تجرى تلك المفاوضات وكذا السماح بنقل جراحهم للعلاج في سلطنة عمان المجاورة.

وقالت غانم إن وفدي الحكومة والمتمردين لم يعقدوا أي لقاء مباشر بينهما إلى غاية مساء أمس، السبت، وكل الاتصالات تمت بطريقة غير رسمية وغير مباشرة حيث قام المبعوث الأممي الخاص بنقل مواقف هؤلاء والعكس في محاولة للبحث عن أرضية توافقية بينهما.

ومن بين القضايا التي طرحت على طاولة المفاوضات كل المشاكل ذات الصلة بالأوضاع الاقتصادية في أحد أفقر بلدان العالم ومحاولة حسم مسألة توفير أروقة إنسانية لإيصال مساعدات الإغاثة لملايين اليمنيين المحاصرين في مختلف مدن البلاد وخاصة في مدينة الحديدة الإستراتيجية في أقصى جنوب غرب البلاد والعاصمة صنعاء. بالإضافة إلى وضع آلية عملية لتبادل أسرى الحرب بين الجانبين تنفيذا للاتفاق المتوصل إليه السبت الماضي وفك الحصار عن مطار العاصمة صنعاء وميناء الحديدة الواقعين تحت سيطرة الحوثيين. ورفض الحوثيون إلى غاية أمس، كل فكرة للانسحاب من دون ضمانات ومن دون تلبية الحكومة للعديد من مطالبهم في إدارة الشأن العام اليمني، حيث أكد عضو في وفد المتمردين رفض الحركة كل فكرة لطرح مصير ميناء ومدينة الحديدة على طاولة المفاوضات وأكد أنها ليست مسألة للنقاش في الوقت الراهن.