اتهم رؤساء دول إفريقية المغرب بتعمد وضع عراقيل على طريق مساعي الأمم المتحدة لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية، ضمن خطة لمنع قيام أمينها العام بزيارة إلى المنطقة، بهدف تحريك مسار السلام وتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في القارة. وأدان بيان تمت المصادقة عليه في ختام قمة الاتحاد الإفريقي بهذه العراقيل، معربين عن قلقهم المتزايد من عدم التزام المغرب بقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالصحراء الغربية. يذكر أن الأمين العام الأممي سبق أن تعهد بالقيام بزيارة إلى الصحراء الغربية ودول المنطقة ضمن محاولة لكسر حالة الانسداد التي أدت إليها سياسة التعنت المغربية ومحاولة المحتل التملص من الالتزامات التي وافق عليها مع الطرف الصحراوي. وبدلا من إيجاد الأجواء المناسبة لإتمام هذه الزيارة، تعمد المخزن المغربي تشديد قبضته الأمنية ضد المواطنين الصحراويين لخنق كل صوت يرفض منطق الاحتلال الذي تفرضه الرباط عليهم منذ أربعين عاما.

وأعربت أسر صحراوية في هذا السياق عن مخاوفها المتزايدة على حياة أبنائها الذين يزاولون دراستهم بالجامعات المغربية في ظل تصاعد سياسة التحريض والتمييز العنصري المغربي ضدهم وزرع الفتنة بين صفوف الطلبة التي أدت إلى اشتباكات دامية بين الطرفين. ودقت عائلات هؤلاء الطلبة المنحدرين من المدن المحتلة، ناقوس الخطر وأعربت عن خشيتها على حياة أبنائها الذين أجبروا على الالتحاق بهذه الجامعات في ظل غياب الإرادة السياسية للدولة المغربية في إنشاء جامعة بمدن الصحراء الغربية المحتلة. وذكرت مصادر إعلامية صحراوية أن "عائلات الطلبة الصحراويين تعيش حالة ذعر وخوف دائمين بسبب حملات التحريض المستمرة التي يروج لها الإعلام المخزني ضد الطلبة الصحراويين خاصة في مدينتي مراكش وأغادير. وأدان المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، هذه السياسة التي أدت إلى اندلاع "مواجهات دامية بين طلبة مغربيين وصحراويين بجامعتي هاتين المدينتين والتي أدت إلى وفاة الطالب الصحراوي صال خليهن وشاب مغربي وإصابة مجموعة من الطلبة بجروح متفاوتة الخطورة.

وأكد التجمع أن الأحداث تعد امتدادا لأحداث مشابهة عرفتها عديد الجامعات المغربية في سنوات سابقة، أدت إلى مقتل طلبة صحراويين ذنبهم أنهم جاهروا بتأييدهم لاستقلال شعبهم.  وأضاف أنه في الوقت الذي كان من المنتظر من العدالة المغربية إجراء تحقيقات مستقلة، تكشف عن ظروف وملابسات الوقائع ومحاكمة كافة المتورطين الحقيقيين دون تمييز وفق شروط ومعايير المحاكمة العادلة، "تفاجأ الطلبة الصحراويون بخطاب إعلامي استفزازي شنته قناة "2 أم" المغربية ضد الطلبة الصحراويين بشكل يشجع على إذكاء النعرة العنصرية بين الطلبة المنتمين للحركة الثقافية الأمازيغية المغربية والطلبة الصحراويين ضمن إدانة استباقية حتى قبل أن تصدر العدالة أحكامها. ورأى المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، أن ما قامت به القناة التلفزية المغربية والعديد من الصحف المكتوبة والمواقع الإلكترونية المغربية من ربط بين قضية الصحراء الغربية والأحداث الدامية بين الطلبة بالموقع الجامعي مراكش يشكل سابقة خطيرة تمس بالحق في الحياة وبالسلامة الجسدية والأمان الشخصي للطلبة الصحراويين في ظل غياب الإرادة السياسية للدولة المغربية في إنشاء جامعة بمدن الصحراء الغربية المحتلة.