بعد أن طالب الرئيس الروسي بدولة في شرق أوكرانيا

الرئيس الأوكراني يؤكد أن المواجهة مع روسيا أصبحت وشيكة

الرئيس الأوكراني يؤكد أن المواجهة مع روسيا أصبحت وشيكة
  • 693
م.مرشدي م.مرشدي
عمق الطلب المفاجئ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بضرورة إقامة دولة في شرق أوكرانيا تضم السكان الناطقين بالروسية من حدة أزمة هذا البلد الذي يواجه أعنف عملية تمرد في مناطقه الشرقية على الحدود الروسية.
وقال الرئيس بوتين انه "يتعين البدء في مفاوضات جادة ومعمقة تخص تنظيم المسائل ذات الصلة بإقامة دولة في جنوب ـ شرق أوكرانيا بهدف حماية المصالح المشروعة للسكان المقيمين هناك".
وتعد هذه أول مرة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في بداية العام التي يتقدم فيها الرئيس الروسي، بمثل هذا الطلب وهو الذي حرص منذ البداية على نفي كل صلة لبلاده بالأحداث التي تعرفها أوكرانيا وخاصة مناطقها الشرقية. 
والمؤكد أن الرئيس الروسي يعي ما يقوله وخاصة إذا علمنا أن طلبه جاء في زخم ضغوطات غربية ودولية لدفعه الى رفع يده عن مجريات الأحداث في أوكرانيا من خلال الدعم الذي يقدمه للمتمردين الراغبين في الالتحاق بفيدرالية روسيا، وأيضا غداة اجتماع للاتحاد الأوروبي الذي طالب موسكو بسحب قواته من هذا البلد في اجل لا يتعدى أسبوعا واحدا.
ويبدو أن الرئيس فلاديمير بوتين، بدأ يتعامل مع تطورات الوضع في شرق أوكرانيا بمنطق سياسة الخطوة ـ خطوة حتى لا يفقد تأثير بلاده على هذه الأقاليم التي يعتبرها بمثابة عمق استراتيجي لا يجب التفريط فيه بأي ثمن لصالح الولايات المتحدة ومعها الدول الأوروبية.
وهي القناعة التي أكدت عليها السلطات الروسية عندما أعلنت جمهورية شبه جزيرة القرم استقلالها وانضمامها الى روسيا، التي تمكنت من وضع قدمها في المياه الدافئة للبحر الأسود الذي يفتح لها المجال واسعا للإبحار في مياه البحار الأخرى ربحا للمسافات ودون عناء يذكر.
وظهرت الرغبة الروسية في عدم تضييع هذه الأقاليم عندما قدم الدعم السياسي للانفصاليين سواء بطريقة مباشرة أو من خلال ضغوط على السلطات الأوكرانية ووصلت مؤخرا إلى إرسال اكبر قافلة إغاثة إنسانية الى داخل العمق الأوكراني غير عابئ بالانتقادات الغربية ولا التحذيرات الأوكرانية قبل أن يقوم بإرسال خبراء عسكريين روس الى داخل الأراضي الأوكرانية لدعم المتمردين لمواجهة زحف الجيش النظامي الأوكراني ووصولا إلى طلبه أمس، بحتمية إنشاء دولة مستقلة للمتمردين في دونتسك ولوغانسك.
ودافع الرئيس الروسي عن موقفه  بمبرر إنساني وأخلاقي، وقال إنه لا يمكن البقاء في موقع المتفرج عندما يتم إطلاق النار على أناس بدم بارد في إشارة الى القوات الأوكرانية التي زحفت على أقاليم شرق البلاد المتمردة.
وأكدت تطورات الأوضاع أن أوكرانيا مرشحة لأن تعرف تصعيدا اكبر في ظل تزايد حدة الاتهامات والاتهامات المضادة بين موسكو وكييف ومعهما الدول الغربية التي دخلت على خط هذا التصعيد بمواقف ستزيد في تأجيج المواقف، في وقت كان الأمل معلقا على قمة عاصمة بيلوروسيا مينسك التي شهدت لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين والأوكراني بيترو بوروشينكو، الذي أكد أن العلاقة بين بلاده وروسيا هي اقرب الى المواجهة الحتمية بدل الانفراج المحتمل.         
وتبدد بذلك الأمل الذي علق على هذه القمة بعد أن انتهت اجتماعاتها دون نتيجة بل زادت في "كهربة" الأجواء بين البلدين في انتظار قمة دول حلف الناتو، التي سيكون الوضع في أوكرانيا وطبيعة التعامل مع روسيا في صلب النقاش العام.