غليان في الأراضي المحتلة وسط استمرار تدنيس الأقصى

الرئيس الفلسطيني يحذر من اندلاع انتفاضة جديدة

الرئيس الفلسطيني يحذر من اندلاع انتفاضة جديدة
  • 997
ص. محمديوة ص. محمديوة
حذر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أمس من احتمال اندلاع انتفاضة جديدة بالأراضي المحتلة في حال استمرت الاعتداءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف. وأكد عباس خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الفرنسي، فرانسوا هولاند بالعاصمة الفرنسية باريس أن "البديل سيكون فوضى وانتفاضة لا نقبلها ولا نريدها"، مطالبا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ«وضع حد للتصعيد الذي تشهده القدس ووقف الاستيطان الذي يعتبر غير شرعي بلغة جميع دول العالم حتى تتهيأ الظروف للمفاوضات التي نعتبرها الطريق الوحيد للسلام". وأضاف عباس "يدنا ممدودة دائما للسلام... ونعلم أن هذا هو الطريق الوحيد حتى نتمكن من الحصول على حقنا في إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب في أمن وسلام مع إسرائيل".
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إلى "التهدئة واحترام المبادئ" في ظل التصعيد الذي تشهده القدس المحتلة وقال "عبّرت لرئيس السلطة الفلسطينية عن تمسكنا بعدم تغيير شيء في المسجد الأقصى"، في إشارة إلى الوضع القائم في الحرم القدسي منذ عام 1967. وتأتي تصريحات الرئيسين الفلسطيني والفرنسي في وقت يتوقع أن تشهد فيه القدس المحتلة اليوم مزيدا من التصعيد الذي قد يؤدي إلى انفجار غير محمود العواقب بالأراضي المحتلة. وتعززت مؤشرات هذا الانفجار مع فرض قوات الاحتلال منذ ليلة الاثنين إلى الثلاثاء حصارا عسكريا محكما على القدس القديمة والمسجد الأقصى المبارك ومنعت الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما من دخوله لتأمين اقتحامات جديدة للمستوطنين المتطرفين عشية الاحتفالات بما يسمى بعيد "الغفران اليهودي".
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، أدى العشرات من الشبان الفلسطينيين صلاة الفجر أمس في شوارع وطرقات البلدة القديمة بعد منعهم من دخول الأقصى. كما منعت قوات الاحتلال طلاب المدرسة الشرعية من الالتحاق بمدرستهم داخل المسجد ووضعت متاريس حديدية على مقربة من بوابات المسجد وسط انتشار مئات العناصر الأمنية الإضافية في الشوارع والطرقات وعلى بوابات البلدة القديمة والأقصى وتسيير دوريات راجلة ومحمولة في الشوارع المتاخمة لأسوار القدس التاريخية وتحليق طائرة مروحية ومنطاد راداري استخباري في سماء القدس.
ولم تتوقف قوات الاحتلال عند هذا الحد، حيث أغلقت العديد من الشوارع والطرقات للسماح لحافلات نقل المستوطنين بالوصول إلى ساحة حائط البراق، الجدار الغربي للأقصى المبارك لإقامة طقوس وشعائر خاصة بما يسمى عيد "الغفران اليهودي" ونصبت حواجزها العسكرية في محيط القدس القديمة. وتوسعت مؤشرات التوتر لتشمل باقي الأراضي الفلسطينية حيث استشهد فلسطينيان من بينهما شابة فلسطينية توفيت متأثرة بالجراح التي أصبيت بها بعد تعرضها لإطلاق نار من قبل جنود الاحتلال.
وأصيبت الشابة الفلسطينية التي لا يتجاوز عمرها 18 عاما بطلقات نارية خطيرة على مستوى البطن أثناء عبورها حاجز عسكري للقوات الإسرائيلية وسط مدينة الخليل. وأطلقت قوات الاحتلال النار بشكل مباشر على الشابة الفلسطينية وتركتها تنزف قرابة نصف ساعة حيث منعت طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إليها لتقديم العلاج وإسعافها.  
ولتبرير جريمتها البشعة، ادعى الجيش الإسرائيلي أن الفتاة حاولت طعن جندي إسرائيلي في حاجز عسكري وتم إطلاق النار عليها مما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة.  
وجاءت هذه الحادثة ساعات بعد استشهاد شاب فلسطيني في 21 من عمره خلال اشتباك مع جنود إسرائيليين في بلدة دورا في الخليل، اندلعت على إثره مواجهات بين عشرات الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي وكعادتها أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت مما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق. وأمام استمرار التصعيد الإسرائيلي، طالب الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى المبارك المنظمات العالمية والهيئات الدولية بمساندة الفلسطينيين في تصدّيهم للتصعيد العنصري ضد وجودهم وثقافتهم.  

سفير فلسطين بالجزائر يدق ناقوس الخطر: المسجد الأقصى المبارك معرض للهدم

دق السفير الفلسطيني بالجزائر، لؤي عيسى، أمس ناقوس الخطر من الهجمة الصهيونية الشرسة التي تستهدف القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك والتي تصاعدت حدتها بما أصبح يهدد كل الأمة الإسلامية. وقال في ندوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني تخليدا لشهداء الأقصى، نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمنتدى جريدة "المجاهد" إن ما يتعرض له الأقصى هو هجمة صهيونية وليست يهودية، كما تحاول بعض الأطراف الترويج له ضمن مسعى لجر المنطقة إلى حرب دينية.
وهو ما جعله يحذر من أن المرحلة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية المحتلة في الوقت الراهن مرحلة جد حساسة وتستدعي طرح التساؤل حول موقع الأمة العربية والإسلامية من هذه المعركة الشرسة التي تقودها حركة صهيونية وفقا لمخطط تراكمي تنفذه تدريجيا للاستيلاء على القدس وفلسطين التاريخية. وأكد في هذا السياق بضرورة التوجه نحو الفعل وعدم الاكتفاء برد الفعل في كل مرة تصعد فيها إسرائيل من اعتداءاتها ضد الفلسطينيين. وقال إن الأقصى الذي يبقى أحد أهم المقدسات الإسلامية لا يتعرض فقط إلى مخطط لتقسيمه زمانيا ومكانيا وعمريا بمنع المصلين الفلسطينيين ما دون الـ40 سنة من دخول أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولكن مهدد بالانهيار في ظل ابتكار إسرائيل لهزات أرضية اصطناعية تهدد أساس الحرم القدسي.
وتوقع السفير الفلسطيني تصاعد حدة التوتر بالقدس المحتلة اليوم مع نهاية احتفالات ما يسمى عند اليهود بعيد "الغفران"، حيث تواصل قوات الاحتلال توفير الحماية للمتطرفين اليهود لاقتحام وتدنيس باحات المسجد يقابله تصعيد عسكري وقمع الفلسطينيين وخاصة المرابطين والمرابطات الذين يدافعون بالنفس والنفيس عن أحد أهم المقدسات الإسلامية لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم عبر العالم.
وفي هذا السياق، جدد لؤي عيسى نداءه باتجاه الأمة العربية والإسلامية من رسمييها وحكوماتها وأحزابها ومؤسساتها المدنية إلى التدخل لإنقاذ الأقصى ودعاها إلى توجيه مساعيها لإنهاء الصراعات التي وصفها بالعبثية التي تتخبط فيها المنطقة العربية. وقال إن ذلك لا يقود لا إلى إحلال الديمقراطية ولا إلى محاربة الفساد ولا الإطاحة بأي نظام وإنما فقط تغذية الفتنة التي يدفع ثمنها الأبرياء من أبناء شعوب المنطقة.
واعتبر أنه لو تم صرف هذا المجهود في فلسطين لأمكن تغيير الأوضاع نحو الأفضل في الأراضي المحتلة لكن صرفه في مناطق عربية أخرى لا يقود إلّا لاشتعال الفتنة وتأجيج نيرانها. لكن السفير الفلسطيني أكد أن أبناء شعبه سيواصلون الصمود والدفاع عن القدس ومقدساتها في موقف لاقى دعما وتأييدا من باقي المتدخلين من ممثلي الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني الجزائري الذين تقاطعت تصريحاتهم حول ضرورة تحرك الأنظمة العربية والإسلامية لنصرة الأقصى بالفعل الملموس وليس بمجرد بيانات إدانة لا تفيد في شيء.
و جدد السفير الفلسطيني في الأخير شكره للجزائر شعبا وحكومة على دعمها المادي والمعنوي المتواصل للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.