ليبيا
السراج يطرح مبادرة جديدة لإنهاء الأزمة
- 802
كشف فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا عن مبادرة سياسية جديدة لتسوية الأزمة المستفحلة في بلاده من سبع نقاط تبدأ بتنظيم ندوة وطنية جامعة تشرف عليها الحكومة الليبية في العاصمة طرابلس بالتنسيق مع البعثة الأممية، تشارك فيها مختلف الأطراف المعنية بالأزمة متعدّدة الأوجه في هذا البلد وتنتهي بتنظيم انتخابات عامة ورئاسية.
وأضاف السراج أن الندوة تهدف إلى لمّ شمل جميع القوى الوطنية ومكوّنات الشعب الليبي من جميع المناطق الذين يؤمنون بخيار التوصل إلى حلّ سلمي وديمقراطي للأزمة الليبية بهدف وضع تصوّر عملي يسمح بإخراج ليبيا من النفق الذي دخلته قبل ثماني سنوات.
وقال رئيس الحكومة الليبية إن الندوة ستكون أيضا مناسبة لمناقشة مختلف الأفكار وصياغتها في أرضية توافقية يتم من خلالها وضع خارطة طريق للمرحلة القادمة، بالإضافة إلى صياغة مسودة دستور جديد يحدّد طبيعة النظام السياسي في ليبيا قبل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة قبل نهاية العام الجاري.
وأكد المسؤول الليبي أن خارطة طريق الخروج من حالة الاحتقان الحالية تمر أيضا عبر تشكيل لجنة قانونية مختصة مهمتها صياغة القانونين العضويين الخاصين بتنظيم مختلف المواعيد الانتخابية القادمة وتشكيل لجان تنفيذية وأمنية مشتركة مع الأمم المتحدة، تتكفل بتوفير الإمكانيات والموارد اللازمة للاستحقاقات الانتخابية بما في ذلك الترتيبات الأمنية الضرورية لإنجاحها في مختلف مناطق البلاد.
وتتضمن المبادرة، تفعيل الإدارة اللامركزية لاستخدام أمثل للموارد المالية وتوزيعها بالتساوي بين كل مناطق البلاد إلى جانب تشكيل "هيئة عليا للمصالحة تتكفل بإيجاد آلية لتفعيل قانون العدالة الانتقالية والعفو العام ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
ولم يفوّت السراج مناسبة الكشف عن هذه الخطة ليتطرق إلى الحرب الدائرة في محيط العاصمة طرابلس بين قواته وقوات غريمه المشير خليفة حفتر منذ الرابع أفريل الماضي، حيث أكد على ثقته "الكاملة" في قدرة قواته ومن وصفهم بـ«القوة المساندة" على دحر "العدوان" وإرجاعه من حيث أتى، متهما خليفة حفتر بمساعيه لتقويض المسار الديمقراطي والانقلاب عليه وفرض الحكم الشمولي وحكم الفرد والعائلة.
وأضاف أن قوات حكومته حققت نتائج "إيجابية" على الصعيدين الأمني والاقتصادي ومحاربة الإرهاب في تلميح ضمني إلى الحملة العسكرية لقوات الجيش الوطني الليبي على العاصمة طرابلس.
ولكن السؤال الذي يطرح في ليبيا ولدى المتتبعين هل يمكن لهذه الندوة أن تكون موعدا مفصليا في الأزمة التي تعصف بهذا البلد أم أنها ستكون مجرد مبادرة مآلها الفشل تماما كما وقع مع كل المبادرات المحلية والدولية التي سبقتها؟
ويطرح مثل هذا التساؤل في ظل الحساسية المفرطة التي يبديها خليفة حفتر لكل مبادرة تأتي من طرابلس ومن فائز السراج بشكل خاص بالنظر إلى العداء التي تكرست بينهما منذ عدة أشهر بسبب رغبة الأول في قيادة ليبيا ورفض الثاني لمثل هذا الطرح الذي رأى فيه بمثابة عودة إلى نظام الشخصية المتسلطة والتي تسببت في هجمات الرابع أفريل الماضي.
وكشف غسان سلامة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أول أمس، سقوط 676 قتيل وإصابة 3 آلاف شخص وأكثر من 91 ألف نازح منذ اندلاع هذه الهجمات التي فشلت المجموعة الدولية في احتوائها في ظل الانقسام القائم بين دولها الفاعلة بين مؤيد لخليفة حفتر وأخرى لفائز السراج.