سرايا السلام لمواجهة عناصر تنظيم "داعش"
الشيعة والسنة وجها لوجه في العراق
- 1946
بدأت أولى طلائع سرايا السلام الشيعية المنحدر عناصرها من جيش المهدي الذي كان يتزعمه مقتدى الصدر في التشكل تجسيدا لنداء المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني بغرض مواجهة المتمردين السنة المنتمين إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
ونظمت أولى هذه التشكيلات استعراضات عسكرية في العاصمة بغداد ببذلات عسكرية وهم يحملون بنادق كلاشنيكوف وقذائف "أر. بي. جي" قبل التوجه إلى جبهات القتال لمواجهة عناصر تنظيم "داعش" الذين بسطوا سيطرتهم على عدة محافظات ومناطق سنية وشيعية ومدن على مقربة من العاصمة بغداد.
وكانت دعوة السيستاني باتجاه الشباب الشيعة لحمل السلاح ضد تنظيم "داعش" بهدف ملء الفراغ الأمني الذي تركه فرار عناصر الجيش النظامي أمام زحف هذا التنظيم الذي أوشك على الوصول إلى العاصمة بغداد وهدد أكبر المصافي النفطية في العراق بمنطقة بيجي بمثابة نداء حمل في طياته نذر حرب أهلية.
وإذا كان ظاهر عملية تسليح الشباب الشيعة لوقف زحف هذا التنظيم المسلح إلا أن المسعى كرس في طياته الصراع الشيعي ـ السني في معركة تحمل بذور فتنة طائفية لا أحد من العراقيين بإمكانه التكهن بنهايتها.
وتكون هذه المخاوف هي التي جعلت المجموعة الدولية تطالب السلطات العراقية بتفادي الوقوع في فخ نار الفتنة الطائفية بسبب تبعاتها الكارثية على تجانس كل دول المنطقة التي يقطنها الشيعة والسنة على السواء وإن كانت نسبها متفاوتة من بلد إلى آخر.
واعتبرت مختلف البلدان التي دقت ناقوس الخطر المتأتي من العراق أن تشكيل حكومة وحدة وطنية يبقى السبيل الوحيد للخروج من عنق زجاجة أزمة أمنية وسياسية متشابكة خيطوها ومتعددة أطرافها.
وذهب الرئيس الامريكي، باراك اوباما، الذي استنجد به الوزير الأول العراقي نوري المالكي لإخراجه من المأزق الذي وقع فيه إلى ربط مسألة إرسال خبراء عسكريين أمريكيين إلى العراق بمدى تجاوب المالكي مع فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تنهي تهميش السكان السنة.
وقال الرئيس الأمريكي إن القيام بعمليات عسكرية أمريكية لن يغير في الوضع الميداني شيئا ما لم تتحرك السلطات العراقية من أجل تشكيل حكومة وطنية تمنع تقسيم البلاد.
وأكد البيت الأبيض الامريكي تحرك القيادات العراقية من مختلف الطوائف من أجل إقامة نظام سياسي متفتح على كل الطوائف هو الكفيل الذي يسمح للعراق بمواجهة تهديدات تنظيم "داعش".