تقارير حقوقية وأممية تؤكد:

العدوان الصهيوني على غزة إبادة جماعية

العدوان الصهيوني على غزة إبادة جماعية
  • 66
ص. محمديوة ص. محمديوة

يضيق الخناق أكثر فأكثر من حول كيان صهيوني هو اليوم في مواجهة اتهامات من جهات عديدة حقوقية وأممية، بارتكابه جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وضد الإنسانية في قطاع غزّة، بما يضعه في قفص الاتهام وسط تصاعد الأصوات المطالبة بمحاسبة ومعاقبة المسؤولين عن تلك الجرائم المروّعة في حق الفلسطينيين.

فمن منظمة "هيون رايتس ووتش" الدولية الحقوقية، إلى اللجنة الأممية الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الصهيونية التي تمس الحقوق الإنسانية للفلسطينيين في الأراضي المحتلّة وعشرات المنظمات غير الحكومية، لم يعد يختلف اثنان على أن اسرائيل ترتكب منذ أكثر من عام جرائم إبادة جماعية في حق الفلسطينيين في قطاع غزّة.
وهي الحقيقة المريرة التي كشفتها "هيومن رايتس ووتش" في تقرير نشرته أول أمس، من 154 صفحة أكدت فيه أن إسرائيل أشرفت على النزوح الجماعي القسري للفلسطينيين في غزّة، وقالت المنظمة، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، إن نظام الإخلاء الإسرائيلي لم يفشل في الحفاظ على سلامة الفلسطينيين فحسب، بل إنه يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ووصف التقرير أوامر الإخلاء الإسرائيلية بأنها غير متسقة وغير دقيقة، وغالبا ما لا يتم إبلاغ المدنيين بها بوقت كافٍ للسماح بالإخلاء، ويقول إن طرق الإخلاء المحددة والمناطق الآمنة تعرضت لهجمات متكررة من قبل الجيش الإسرائيلي.
من جانبها قالت الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، ناديا هاردمان، إن "الطرق التي قيل لهم (سكان غزّة) أن يسلكوها للوصول إلى ما يسمى بالمناطق الآمنة تتعرض للقصف في نفس الوقت.. وبعد أن وصلوا إلى تلك المناطق الآمنة لم تكن آمنة"، مضيفة أن "الهجمات التي تأكدنا من وقوعها حدثت في تلك المناطق الآمنة المزعومة".

وينسجم هذا التقرير الحقوقي مع ما خلصت إليه اللجنة الأممية الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الصهيونية التي تمس الحقوق الإنسانية للفلسطينيين في الأراضي المحتلّة، والتي أكدت بما لا يدعو مجالا للشك بأن العدوان على غزّة "ينطبق عليه تعريف الإبادة الجماعية"
وأوضحت اللجنة في تقرير لها أصدرته أول أمس، أن العدوان الصهيوني على غزّة يتوافق مع خصائص الإبادة الجماعية بما في ذلك استخدام التجويع كسلاح للحرب. ولفت التقرير إلى أنه بالنظر إلى الظروف المعنية فإن الهجمات الصهيونية على غزّة "ينطبق عليها تعريف الإبادة الجماعية"، مضيفا أن الاحتلال "يدعم علنا السياسات التي تحرم الفلسطينيين من حاجاتهم الحيوية مثل الغذاء والماء".

وجاء في التقرير، أن المنع المنهجي وغير القانوني للمساعدات الإنسانية يكشف "بوضوح" عن نية الكيان الصهيوني في استغلال المساعدات لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، مضيفا أن الاحتلال "يتسبب عمدا في الموت والجوع ويستخدم الجوع وسيلة" للعدوان. وفي نفس السياق، اتهمت 29 منظمة غير حكومية، في تقرير مشترك أمس، جيش الاحتلال الصهيوني بتأييده لعمليات نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزّة، خاصة من خلال مهاجمته لقوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول تأمين ايصال هذه المساعدات إلى مستحقيها من سكان القطاع المنكوب.

وقالت هذه المنظمات ومن ضمنها أطباء العالم و"اوكسفام" و"روفيج كونسيل" النرويجية، بأنها "تعتبر عمليات النهب مشكلة متكررة نتيجة لاستهداف إسرائيل لما تبقى من قوات الشرطة في غزّة، ونقص السلع الأساسية وانعدام الطرق وإغلاق معظم نقاط العبور ويأس السكان الذي يؤدي إلى هذه الظروف الكارثية".
واتهمت هذه المنظمات جيش الاحتلال بالفشل في "منع نهب شاحنات المساعدات والعصابات المسلّحة وابتزاز الأموال من المنظمات الإنسانية لحمايتها"، مستشهدة على وجه الخصوص بمقال نشرته شهر سبتمبر الماضي، صحيفة "هآرتس" العبرية تحت عنوان "الجيش الإسرائيلي يسمح لعصابات غزّة بنهب شاحنات المساعدات وابتزاز رسوم الحماية من السائقين". وأدان البيان المشترك بشدة التقليص غير المسبوق للمساعدات الإنسانية لأدنى المستويات الذي يفرضه جيش الاحتلال على سكان غزّة بما رمى بهم على حافة المجاعة.


"حماس".. تصريحات الخارجية الأمريكية ترجمة عملية للسلوك الأمريكي العدائي

قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأن التصريحات الصادرة عن الخارجية الأمريكية، والتي تدّعي فيها أنها لم تر عمليات تهجير قسري في غزّة، ترقى لجرائم حرب أو ضد الإنسانية وأن تقرير اللجنة الأممية حول حدوث إبادة في غزّة هو تهم بلا دليل، هي ترجمة عملية لسلوكٍ أمريكي عدائي ومتماه مع جرائم غير مسبوقة في التاريخ الحديث تُرتكب برعاية أمريكية في قطاع غزّة.

وأضافت بأن "السياسة الإجرامية التي تتبنّاها الإدارة الأمريكية، بإنكار المحرقة الجارية في قطاع غزّة، وما يواجهه شعبنا الأعزل من إبادة وتطهير عرقي وتهجير قسري وحرب تجويع، في الوقت الذي تواصل فيه منح حكومة الاحتلال الفاشي الغطاء السياسي والعسكري اللازم للاستمرار فيها، تؤكد مسؤولية هذه الإدارة عن جرائم الحرب البشعة التي لا زالت تُرتَكَب في غزّة منذ أكثر من أربعمائة يوم".
ووجهت رسالة إلى كاتب الدولة الأمريكية أنطوني بلينكن، ومجرمي الحرب الصهيونية بأنهم يتوهمون بإمكانية إخضاع الشعب الفلسطيني ومقاومته وفرض مشاريع لما يسمى "اليوم التالي للحرب" تنقص من حقوقهم الوطنية، مؤكدة مجددا أنه "لا مستقبل لهذا الاحتلال الفاشي على أرضنا، وأن شعبنا سيواصل ثباته ومقاومته حتى كسر العدوان وتطهير أرضنا ومقدّساتنا من دنس المحتلّين الفاشيين".