مع اقتراب موعد الرئاسيات الأمريكية
الغموض سيّد الموقف بين ترامب وهاريس
- 430
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة هذا الثلاثاء، تهيمن تحليلات الكتاب والسياسيين على عناوين الصحف الأمريكية، في وقت لا يزال الغموض سيّد الموقف بشأن المرشح الأوفر حظا للفوز بهذه الانتخابات إن كان الجمهوري دونالد ترامب أم الديمقراطية كمالا هاريس.
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن "من يظن أنه يعرف ما سيحدث يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، إما أنه مخدوع أو بالغ الذكاء، وذلك لأن متوسطات استطلاعات الرأي لديها تظهر أن جميع الولايات السبع المتأرجحة تفصل بينها نقطتان أو أقل". وهو ما يعني ـ حسب الصحيفة ـ أن "الأمور إذا تحركت بنقطتين فقط من حيث يعتقد أنها تقف، فقد تشهد اكتساحا لأحد المرشحين وانتخابات حاسمة إلى حد كبير".
ونشرت الصحيفة مقالا بعنوان "الناخبون يواجهون أسوأ اختيار رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة"، بقلم الكاتب جورج ويل، الذي يرى بأن المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، معروف بتجسيده "انفجارا من الأفكار المتناثرة والنوبات الانفعالية"، بينما قد تتخلى المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، عن "مبادئها الجديدة بنفس السهولة التي تبنّت بها مبادئها السابقة" على حد تعبيره.وفي ظل هذين الموقفين يقارن الكاتب، بين المرشحين في الانتخابات الرئاسية الـ59 الماضية، التي شهدتها الولايات المتحدة وبين عام 2024، معتبرا أن خيار المرشحين هذا العام هو "الأسوأ على الإطلاق".
وحسب كاتب المقال فإن ترامب وهاريس، على صعيد السياسة الخارجية يتبنّيان أساليب مختلفة من "الغموض"، مشيرا إلى أن ترامب يعد أسلوبه مختصرا إذ "وعد بحل حرب روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة"، بينما تتحدث هاريس بـ "استفاضة" كما فعلت عند شرح الوضع في الشرق الأوسط، مقتبسا تصريحات لهاريس قالت فيها إنه "لن نتوقف عن السعي لما هو ضروري لتكون الولايات المتحدة واضحة بشأن موقفها من الحاجة لإنهاء هذه الحرب". كما يرى الكاتب أن ترامب وهاريس "يتفقان تماما" بشأن الدين الوطني "الذي ارتفع بمقدار 1.8 تريليون دولار في السنة المالية التي انتهت في 30 سبتمبر".
ويشير إلى أن كليهما يعد "بعدم" اتخاذ أي إجراء لمعالجة المشكلة الرئيسية وهي إنفاق برامج الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.ويضيف ويل، أن ترامب وهاريس يتفقان أيضا على أن الديمقراطية الأمريكية في حالة من "الفوضى"، حيث يقول ترامب إن الانتخابات "مزوّرة"، بينما تقول هاريس، إن "الدستور والكونغرس والشعب ضعفاء للغاية لدرجة أن لا أحد سواها يمكنه منع ترامب من تدمير ما أسسه جورج واشنطن وحافظ عليه أبراهام لينكولن". ويختتم الكاتب، مقاله بأنه "أيا كان الفائز يجب على كلا الحزبين أن يشعرا بالندم لما ألحقاه بالبلاد". ودعا الحزبين للبدء في التخطيط لترشيحات عام 2028، لـ "تجنب اختيار سيكون سيئا" كما حدث هذا العام.