كيري مجددا في فلسطين المحتلة لإنقاذ عملية السلام
الفلسطينيون يرفضون الابتزازات الإسرائيلية بشأن الأسرى
- 854
رفض الفلسطينيون، أمس، الابتزازات الإسرائيلية بشأن قضية الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى القدامي التي كانت مقررة قبل يومين مقابل تمديد مفاوضات السلام التي تنتهي نهاية الشهر الجاري.
وقال قياديون فلسطينيون على صلة بملف المفاوضات إن “إسرائيل تنتهج سياسية ابتزازية بربطها لاتفاق الإفراج عن آخر دفعة من الأسرى القدامي بإعلاننا الموافقة على تمديد مفاوضات السلام”.
وزادت قضية الأسرى القدامي الذين ألغت إسرائيل إطلاق سراحهم في توتير الأجواء بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بما أصبح يرهن المساعي الأمريكية للتوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين.
وفي ظل هذه الأجواء المتوتر عاد، أمس، وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، إلى فلسطين المحتلة ضمن زيارة قصيرة دامت هذه المرة سوى يوم واحد فقط في إطار مساعيه الحثيثة لحلحلة مسار سلام يوشك على الانهيار في أية لحظة.
وبدا كيري وكأنه قد دخل في سباق ضد الساعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من جهود الوساطة التي يقودها منذ ثمانية أشهر مع استئناف مفاوضات السلام ولم يتبق أمامها سوى شهر للإعلان سواء عن نجاحها أو فشلها. وتأتي زيارة كيري إلى فلسطين المحتلة وقد تصاعدت حدة التوتر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في مؤشر مسبق على أن مفاوضات السلام الحالية سيكون مآلها الفشل لا محالة. فلا الطرف الإسرائيلي جاد في مفاوضاته ولا الفلسطينيون مستعدون لمواصلة المفاوضات مع حكومة احتلال لا تتوان لحظة في التملص من التزاماتها وماضية في فرض منطقها الاحتلالي الذي تأكد مع إلغائها لعملية الإفراج عن آخر دفعة من الأسرى القدامى كما اتفق عليها سابقا وكانت مقررة السبت الأخير.
وهو ما يجعل مهمة كيري أكثر صعوبة من سابقاتها إن لم تكن مستحيلة خاصة في ظل التصعيد الذي غذته التصريحات العنصرية لوزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت، التي زعم من خلالها أن مواصلة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل ما وصفه بالحق في مواصلة المفاوضات هي فكرة “مهلوسة”.
وأثارت تلك التصريحات حفيظة القيادة الفلسطينية التي طالبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو برد واضح ومسؤول حول تصريحات وزيره لاقتصاده. وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة، إن تصريحات بينيت وتهديداته “مرفوضة ومدانة”، محملا نتانياهو مسؤولية مثل هذه “التهديدات العلنية”. وأضاف أن الشعب الفلسطيني “لن تهزه هذه التصريحات غير المسؤولة”.
ويؤكد ذلك عدم جدية إسرائيل في مباشرة العملية السلمية التي تختلق لها الذرائع والحجج لتقويضها وإفشالها عندما تستشعر إمكانية تحقيق تقدم يحسب لصالح الفلسطينيين ولصالح إقامة دولتهم المستقلة.
وأمام هذا الموقف الإسرائيلي المتعنت، يطرح التساؤل حول الجدوى من زيارة كيري الجديدة إلى المنطقة وهو الذي فشل في كل جولاته السابقة حتى في إقناع إسرائيل على عدم التملص من تعهداتها التي التزمت بها وكان هو شاهد عليها.
ثم أن كيري الذي يدرك جيدا أن فشل أو نجاح مساعيه مرهون بمدى تجاوب إسرائيل مع متطلبات العملية السلمية وجد نفسه في مأزق حرج بعدما تأكد عجزه في إقناع إسرائيل في العدول عن مواقفها المتعنتة. بل أن إدارة الاحتلال استبقت زيارته بإقدامها على مصادرة مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية في قرية جالود جنوب محافظة نابلس بهدف إقامة مشروع استيطاني جديد.
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية إن الاحتلال الإسرائيلي ينوي إقامة مجمع تربوي ومزرعة ومقبرة على الأراضي المصادرة. وهو ما يشكل ضربة موجعة لكل عملية السلام وللجهود الأمريكية الرامية إلى التوصل إلى تسوية للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي في اجل أقصاه الـ29 أفريل الجاري.