مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي يؤكد:
القاعدة في المغرب الإسلامي تشكل تهديدا كبيرا للمصالح الأمريكية
- 1371
أكد جيمس كومي، المدير الجديد لمكتب التحقيقات الفيدرالي، أمام نواب مجلس الشيوخ الامريكي، أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يشكل "تهديدا كبيرا" للمصالح الأمريكية والغربية في منطقة شمال إفريقيا ومنطقة الساحل بعد أن أثبتت قدرتها في استهداف المصالح الأمريكية من خلال عمليات الاختطاف والأموال التي حصلت عليها مقابل الإفراج عن رهائنها.
ودافع مدير مكتب "أف.بي.أي" عن مقاربته بتمكن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي من "توسيع أنشطته العملياتية إلى ليبيا ومالي مما جعل منه مصدر تهديد للمصالح الأمريكية والغربية بالمنطقة بصفة عامة".
واستمع أعضاء لجنة مجلس الشيوخ إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي خلال جلسة خصصت للتهديدات الأمنية المحدقة بالولايات المتحدة بحضور مدير المركز الامريكي لمكافحة الإرهاب الذي تعمل مصالحه تحت أوامر مدير الاستعلامات القومي.
وأضاف جيمس كومي أن هذا التنظيم إذا كان لا يشكل تهديدا كبيرا داخل التراب الامريكي على المديين القصير والمتوسط فإنه يشكل "خطرا كبيرا على المصالح الأمريكية خاصة على ممثلياتها الدبلوماسية في تونس وليبيا وكذا المصالح الاقتصادية للبلدان الغربية.
وعزز تقريره بكون هذا التنظيم الإرهابي أظهر منذ سنة 2009 قدرة في استهداف مصالح الدول الغربية خاصة من خلال اختطاف رعاياها مقابل الحصول على أموال طائلة مقابل الإفراج عنهم.
وأضاف أنه منذ 2011 أثبتت المجموعات المنشقة عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وخاصة تلك التي تنشط في ليبيا وتونس مثل الجماعة الإرهابية التونسية والليبية "أنصار الشريعة" أكدت على عقيدة معادية للغرب وجسدتها من خلال تنفيذ عمليات نوعية أهمها الهجوم على منشأة تيقنتورين النفطية بإيليزي شهر جانفي الماضي وكذا العملية التي استهدفت القنصلية الأمريكية بمدينة بنغازي وعملية الهجوم على منجم اليورانيوم الذي تستغله شركة "أريفا" الفرنسية بمنطقة ارليت شمال دولة النيجر.
وبسبب "فعالية" هذا التنظيم الإرهابي لم يستبعد جيمس كومي وقوع اعتداءات قادمة على المصالح الأمريكية ومصالح البلدان الغربية الأخرى في المنطقة.
وفي نفس جلسة الاستماع قال ماتيو اولسن، مدير المركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب، أن عملية التدخل التي نفذها الجيش الفرنسي في مالي مكنت من طرد عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي من المدن التي كانت تسيطر عليها فإن هذه المجموعات اتخذت المناطق الأقل كثافة سكانية معاقل لها لتواصل اعتداءاتها وعملياتها الانتقامية.
وأكد في هذا الإطار عن وجود تنسيق عملياتي بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة "أنصار الشريعة" في ليبيا وتونس و«بوكو حرام" في نيجيريا التي يبقى ضرب المصالح الأمريكية من أهم أهدافها.
وهو التنسيق الذي حذر منه المسؤول الأمني الامريكي الذي أكد من جهة أخرى أن انضمام جماعة مختار بلمختار المكنى بـ«الاعور" إلى حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا لتكوين تنظيم "المرابطون" يهدف دون شك إلى القيام بعمليات "واسعة النطاق" ضد المصالح الغربية في المنطقة.
ولم يفوت أولسن هذه المناسبة للتعبير عن أسفه لوجود بلدان أوروبية مازالت تدفع الفدية لهذه التنظيمات التي استقوى عودها وأصبحت تهدد الأمن القومي للعديد من دول المنطقة بسبب تلك الأموال إلى تحولت إلى ترسانة من الأسلحة الفتاكة.
وأشار في هذا السياق الى عملية دفع الفدية الأخيرة المقدرة ما بين 20 مليون إلى 25 مليون أورو التي سددتها جهات فرنسية لمختطفي الرهائن الفرنسيين الذين اختطفوا بالنيجر منذ ثلاث سنوات وأطلق سراحهم مؤخرا.