"النار والغضب في البيت الأبيض"
الكتاب الذي أحدث زلزالا في أمريكا
- 887
لم يستطع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، التزام الصمت لأطول مدة وكتم غيضه إزاء اتهامه بـ"الجنون" وراح يدافع عن نفسه بكونه عبقريا ومستقرا نفسيا وعقليا، في رد على مضمون كتاب نشر في الولايات المتحدة شكك صاحبه في صحته العقلية وقدرته في إدارة شؤون دولة بقوة أمريكا.
وقال ترامب في "تغريدة" صباحية مفندة لمضمون هذا "الكتاب ـ الزلزال"، لقد تميزت طيلة حياتي باستقرار نفسي وذكاء خارق" بدليل أنني "كنت رجل أعمال ناجح ونجم تلفزيوني كبير وأصبحت رئيسا للولايات المتحدة في أول تجربة سياسية أخوضها وهي كلها حقائق تجعلني أوصف بأنني حذق بل وعبقري ومستقر جدا.
وعكس هذا الرد السريع فإن وقع الصدمة التي خلّفها مضمون الكتاب الذي ألفه الصحفي الامريكي مايكل وولف، واختار له عنوان "النار والغضب في البيت الأبيض" كان قويا على نفسية الرئيس ترامب، الذي يكون قد استشعر خطر ما يروج حول حقيقة شخصيته وصحته العقلية، بعد أن تقاطعت مضامين عدة كتب سعى الى منع إصدارها، في تأكيد هذه الحقائق والتي أيدتها أيضا تحركات 57 نائبا ديمقراطيا ونائب جمهوري واحد من أجل عرض الرئيس على خبرة عقلية للتأكد من قدرته في إدارة شؤون بلاده.
وهو ما حتم على ريكس تليروسن وزير الخارجية الامريكي الحالي، الدفاع عن رئيسه والقول إنه لم يشك أبدا في قدراته العقلية وهو الأمر الذي أثارته أيضا، نيكي هالي السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة التي دافعت عنه وقالت لو كان محدودا لما تمكن من الوصول الى البيت الأبيض وإدارة الشؤون الأمريكية طيلة عام ."
إلا أن تليرسون الذي دخل في خلافات حادة مع ترامب الصيف الماضي، بخصوص الأزمة القطرية ـ السعودية لم يشأ تكذيب تصريحات أدلى بها في نطاق محدود بأنه وصف رئيسه بـ "المعتوه".
ولكنه دفاع لم يمنع من اتساع دائرة المشككين ضمن مواقف أكدت أن قائمة المعارضين لطريقة تسيير ترامب، لشؤون البيت الأبيض وقراراته سواء ما تعلق بالشأن الداخلي أو الدولي ما انفكت تتسع بمثل كرة الثلج وقد تؤدي به في النهاية الى التنحي في تكرار لفضيحة "ووتر غايت" التي عصفت بالرئيس ريتشارد نيكسون سنة 1974.
وهو احتمال وارد جدا إذا أخذنا بحملة الاتهامات التي وجهتها له عدة سيدات أمريكيات اتهمنه بالتحرش الجنسي، وهي حملة وإن خبت بعض الشيء إلا أنها عادت لتطرح بحدة خلال الأسابيع الأخيرة وخاصة بعد تداول فضائح نجوم السينما في هوليوود وعالم صناعة السينما الأمريكية والتي افتخر الرئيس ترامب في تغريدته أمس، أنه كان أحد نجومها.
ولا يستبعد أن يعيد كتاب "النار والغضب في البيت الأبيض" الذي نشره الصحفي مايكل وولف، تكرار نفس الزوبعة التي أحدثها كتاب الصحفي بوب وود ورد، الذي فجر فضيحة التنصت على المكالمات الهاتفية التي قام بها الرئيس ريتشارد نيكسون، وكانت سببا في رحيله من البيت الأبيض.
وكسب كتاب " النار والغضب " مصداقيته ليس فقط لأن الرئيس ترامب، حاول منع نشره في تعد صارخ على مبدأ حرية التعبير التي طالب بتمكين المتظاهرين الإيرانيين منها، ولكن لأنه أعطى حقائق بأن أقرب مساعدي الرئيس الامريكي بدأوا يشكون هم أيضا في قدرته على حكم أمريكا بعد أن نعتوه بالصبي المدلل الذي يطالب دائما بإرضائه، ويريد أن ينحصر الاهتمام به دون سواه وبكونه يعيد نفس حكاياته ثلاث مرات متتالية في فترة زمنية لا تتعدى عشر دقائق". ليؤكد صاحب "الكتاب ـ الزلزال" أن ملانيا ترامب سيدة أمريكا الأولى كانت تأمل في أن يخسر زوجها السباق الى البيت الأبيض أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، حيث ذرفت دموعا لما علمت بفوزه ليس ابتهاجا ولكن حسرة على ذلك.