بعد سبات دام سنوات حول الوضع في فلسطين المحتلة
اللجنة الرباعية تخرج عن صمتها بعد فوات الآوان؟
- 1096
أعرب أعضاء اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط، أمس، عن "انشغالهم الكبير" تجاه التطوّرات الخطيرة التي تشهدها مدينة القدس المحتلة وكل الأراضي الفلسطينية، على خلفية حملة المستوطنين اليهود الرامية إلى تهجير سكان حي الشيخ جراح في مدينة القدس ضمن أكبر عملية تطهير عرقية تشهدها فلسطين المحتلة.
وأبدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، أمس، مخاوف متزايدة من انزلاق الوضع باتجاه الأسوأ في ظل إصرار المستوطنين اليهود على طرد العائلات الفلسطينية من الحي المذكور ضمن مخطط استيطاني يحظى بدعم الحكومة الإسرائيلية وحماية قوات الشرطة وجيش الاحتلال. وإذا كان الهدوء الحذر ساد ساحات المسجد الأقصى وكل مدينة القدس، أمس، بعد ليلة حامية بالمواجهات بين السكان الفلسطينيين وتعزيزات قوات الجيش الاسرائيلي إلا أن مؤشرات الانفجار العام تبقى قائمة في ظل تمسك الفلسطينيين بحقهم التاريخي في منازلهم ورفضهم الخضوع لمنطق القوة الذي يريد المستوطنون فرضه عليهم.
وخلفت مواجهات ليلة السبت إلى الأحد اصابة قرابة 500 فلسطيني بجروح متفاوتة بعد لجوء قوات الاحتلال إلى إطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم بعد أن أبدوا رفضا قاطعا التفريط في حقوقهم التاريخية في مدينتهم المقدسة. وهو ما جعل اللجنة الرباعية التي بقيت طيلة سنوات على هامش الأحداث التي كابدها الفلسطينيون والمآسي المصاحبة للانتهاكات الاسرائيلية، تخرج عن صمتها وباحتشام، بعد أن فقدت دورها وجعل الحكومات الاسرائيلية تستبيح الشرف الفلسطيني وتفرض منطقها على السلطة الفلسطينية ومنها على الشعب الفلسطيني الرافض لكل خنوع حتى وإن تراجع الجميع عن دعمهم ومساندتهم.
ولكن ماذا يفيد خروج أعضاء اللجنة عن صمتهم وبهذه الطريقة المحتشمة بعد أن تم تحييد دورهم في تسوية النزاع في منطقة الشرق الأوسط على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، والذي فقد معناه في الوقت الحالي في ظل التطوّرات التي عرفتها القضية الفلسطينية بعد أن انفردت إسرائيل بالوضع وراحت تفرض منطقها الاستيطاني على الفلسطينيين.
وكانت الأربع سنوات التي شغل فيها الرئيس الأمريكي المغادر، دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، من أسوأ السنوات على القضية الفلسطينية، عندما تحوّل إلى أكبر حليف ومدافع عن الكيان الاسرائيلي ومشاريعه الاستيطانية ضمن ما عرف بـ"صفقة القرن" وبقي أعضاء اللجنة الآخرين في موقع المتفرج على وضع متفجر، غير قادرين على فعل أي شيء وهو ما خدم سياسة الأمر الواقع الاسرائيلية وجعلت الفلسطينيين يفقدون كل أمل في المجموعة الدولية وحتم عليهم ذلك الخروج بصدور عارية في مواجهة ترسانة الجيش الاسرائيلي للتعبير عن رفضهم لمنطق القوة المفروض عليهم.
وهو ما يجعل من تأكيد اللجنة الرباعية رفضها، تهجير العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح عديمة الجدوى كون العملية شارفت على نهايتها وأن المستوطنين تمكنوا من تمرير مشروعهم لتطهير القدس الشرقية من آخر سكانها العرب وفرض منطق تهويد المدينة الذي بقي حلمهم الذي عملوا على تحقيقه طلية سنوات، مستغلين في ذلك التواطؤ الدولي مع الكيان الإسرائيلي وصمت كل المجموعة الدولية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية.