اعتبر استمرار عمل الأونروا لـ75 عاما دليلا على ذلك.. لازاريني:
المجتمع الدولي فشل في حلّ القضية الفلسطينية
- 321
أكد المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، أن استمرار عمل هذه الأخيرة التي تأسّست بصفة مؤقتة لثلاثة أعوام واستمر عملها حتى اليوم 75 عاما، يعد تعبيرا عن فشل المجتمع الدولي في التوصل لحلّ سلمي ومستدام للقضية الفلسطينية.
قال لازاريني في كلمة ألقاها خلال منتدى الدوحة 2024 الذي اختتم، أول أمس، إن "الأونروا تواجه محاولات لتفكيكها وتحقيق أهداف سياسية جراء ذلك تكمن في مجملها في نزع صفة اللجوء عن الفلسطينيين".
وأضاف أن الأونروا "تنبثق أهميتها من كونها الوكالة الوحيدة من منظومة وكالات الأمم المتحدة التي تم تكليفها بتقديم الخدمات العامة لأكثر المجتمعات هشاشة وضعفا وهم اللاجئون الفلسطينيون"، لافتا إلى أن الوكالة كمنظمة تنموية إنسانية قامت طيلة الأعوام الماضية بتقديم وتوفير التعليم للملايين من الذكور والإناث والذين ساهموا فيما بعد بازدهار المنطقة برمتها.
وبين أنها وفّرت على صعيد الصحة العامة اللقاحات والأدوية وكانت خدمات الرعاية الصحية الأولية تتجاوز معدلات نجاحها أحيانا بعض المناطق في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، علاوة عن أهميتها في كونها تعتبر وصية على هوية اللاجئين الفلسطينيين وتاريخهم، حيث يضم أرشيفها الرقمي كل البيانات والسجلات المتعلقة بهم ويحوي أكثر من 30 مليون وثيقة.
واستعرض المفوّض العام للأونروا في كلمته معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة جراء حرب الإبادة والتجويع التي يتعرضون لها على يد الاحتلال الصهيوني في ظل عدم قيام المجتمع الدولي بأي شيء حيالهم، معبرا عن بالغ ألمه للقصص المروعة التي يرويها زملاؤه له يوميا.
وأوضح أن ما يحدث في القطاع يعد "أمرا محبطا للغاية لأننا نشهد بأم أعيننا أزمة شاملة وكبيرة لا يوجد فيها أي احترام للقانون الدولي الإنساني ولا لمعاهدات جنيف"، لافتا إلى أنه حتى مبدأ عدم التكافؤ لم يعد له أي معنى في غزة.
وبين لازاريني أن آخر مرة زار فيها غزة كانت في شهر جانفي الماضي إلا أن التقارير التي تصله يوميا من هناك لا توجد مفردات لوصفها قائلا إن "الكل هناك يشعر بالجوع ويأكل الناس أعلاف الحيوانات في حال وجدوها فضلا عن عدم وجود الملابس التي تقي حرّ الصيف وبرد الشتاء واستمرار المعاناة جراء الانتقال من حطام إلى حطام آخر".
ولفت إلى أنه جرى استهداف وتدمير عديد منشآت الأونروا منذ بداية الحرب ومئات الناس الذين احتموا في منشآت الأونروا لقوا حتفهم نتيجة هذه الاستهدافات المتواصلة.
ودعا المجتمع الدولي إلى دعم الأونروا ومساعدتها لتمكينها من القيام بواجباتها التي تتزايد يوما بعد يوم وتوفير الحماية لمنشآتها وكوادرها العاملة في الميدان وعزلها عن أي مسارات سياسية لا تفضي إلى تحقيق حلّ الدولتين.
من جهة أخرى، أكد لازاريني أن فرقه تحاول من خلال تقديم خدمات التعليم "ضمان عدم تحوّل أطفال غزة إلى جيل ضائع"، حيث كتب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أنه "في غزة، وسط الكارثة الإنسانية، قدمت فرقنا خلال الأشهر الأربعة الماضية جلسات العودة إلى التعلم لآلاف الأطفال النازحين الذين توقف تعليمهم الرسمي في أكتوبر 2023". وأضاف أنه "من خلال الأنشطة الترفيهية والدعم النفسي وتمارين القراءة والكتابة والحساب الأساسية، نحاول في أكثر الظروف يأسا أن نفعل ما بوسعنا لضمان عدم تحوّل هؤلاء الأطفال إلى جيل ضائع"، مشدّدا على أن "وقف إطلاق النار في غزة سيكون الخطوة الأولى الحاسمة لإعادة الأطفال إلى مسار التعليم".
وتواجه الوكالة الأممية لغوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين حملة صهيونية شرسة حلّها ضمن مخطط مفضوح للقضاء على حقّ اللاجئين في العودة وبالتالي بلوغ مبتغى الاحتلال الرئيسي في تصفية القضية الفلسطينية.