تجويع وتهجير قسري ينفذه جيش الاحتلال شمال قطاع غزة

المرصد "الأوروـ متوسطي" يكشف جرائم صهيونية جديدة

المرصد "الأوروـ متوسطي" يكشف جرائم صهيونية جديدة
  • 374
ص. محمديوة ص. محمديوة

أعلن المرصد "الأورو ـ متوسطي" لحقوق الإنسان، أمس، توثيقه لعشرات جرائم القتل العمدي والإعدامات الميدانية الجديدة التي نفذتها قوات الاحتلال ضد عدد كبير من المدنيين في شمال قطاع غزة ضمن عدوانها المتصاعد.

أوضح المرصد الحقوقي أن "جيش الاحتلال يواصل منذ 43 يوما تنفيذ اقتحامه وهجومه العسكري الثالث ضد شمال القطاع وسكانه، مرتكبا فظائع شائنة تشمل قتل المدنيين وترويعهم وطردهم من منازلهم بالقوة وتهجيرهم". وشملت الجرائم الإسرائيلية أيضا قصف المنازل على رؤوس ساكنيها وقتلهم جماعيا وقتل النازحين في مراكز الإيواء واستهداف التجمّعات والمركبات دون أي مبرر.

ووثّق المرصد "الأورو ـ متوسطي" قتل جيش الاحتلال المدنيين، خالد الشافعي البالغ 58 عاما ونجله البكر إبراهيم صاحب 21 عاما، بعد إطلاق النار تجاههما داخل منزلهما أمام أفراد أسرتهما في بلدة بيت لاهيا الأربعاء الماضي.
وحذّر من أن آلاف الفلسطينيين المحاصرين في شمال قطاع غزة يعانون من الجوع والخوف ومن يصب منهم يتعذر غالبا نقله للعلاج ليتوفى عدد كبير منهم ببطء بسبب عدم توفر الرعاية الطبية المنقذة للحياة. ووثق أيضا وجود عشرات الشهداء ممن لقوا حتفهم تحت الأنقاض بعد قصف منازلهم ولم تتوفر طواقم طبية أو دفاع مدني لإنقاذهم في ظل منع الاحتلال الفرق الإنسانية في شمال غزة من العمل منذ 25 يوما.

وهو ما جعل المرصد الحقوقي يؤكد أن المنظومة الدولية وبسبب تلكؤها عن اتخاذ قرارات حاسمة تجاه مجازر إسرائيل في قطاع غزة وخاصة في شماله يجعلها شريكة في تلك الجرائم ويمثل ضوء أخضر للاحتلال للمضي قدما في تصعيد جريمة الإبادة الجماعية. وطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ مئات الآلاف من سكان شمالي غزة ووقف جريمة الإبادة الجماعية وفرض حظر أسلحة شامل على إسرائيل ومساءلتها ومعاقبتها على جرائمها.

ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني ما لا يقل عن ثلاث مجازر جديدة في قطاع غزة خلال 24 ساعة الاخيرة راح ضحيتها 35 شهيدا ممن وصلت جثامينهم إلى المستشفيات وما لا يقل عن عشرات الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.وترتفع بذلك الحصيلة المؤقتة لهذا العدوان الهمجي المتواصل منذ أكثر على عام على قطاع غزة إلى 43 ألف و799 شهيد و103 ألف و601 جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء العزل.وفي ظل استمرار هذه المآسي، وصف رئيس ومؤسّس صندوق إغاثة أطفال فلسطين، ستيف سوسيبى، ما يحدث في قطاع غزة بأنه "أمر كارثي ومخجل في حق المجتمع الدولي"، مشيرا إلى أن الدول المتطوّرة يجب عليها مناصرة الحقوق الإنسانية.

وأوضح سوسيبي، في تصريح صحفي، أمس، أن هناك مئات الأطنان من القنابل يستخدمها جيش الاحتلال الصهيوني في مواجهة مليوني مواطن أغلبيتهم من النساء والأطفال الأبرياء في غزة. وقال إن "ما يحدث في غزة مذبحة واضحة بحق هؤلاء.. كما أن هناك أفرادا يعانون بشكل كبير وخطير بسبب تلك التداعيات وعدم القدرة وإمكانية وصول المساعدات الإنسانية بسبب تلك الانتهاكات والحرب التي تشنّها قوات الاحتلال الصهيوني في كافة أنحاء القطاع".

لا يوجد منزل واحد في القطاع يمتلك أبسط مقوّمات الحياة

حذّر المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، محمود بصل، من الواقع المرير الذي يعانيه سكان القطاع ومن الأوضاع المتردية للصحة والأمن الغذائي وانعدام أبسط مقومات الحياة، مؤكد أنه لا يوجد منزل واحد في القطاع يتملك ابسط تلك المقومات.
وقال بصل إن قطاع غزة يتعرض منذ أكثر من 400 يوم لحرب إبادة حقيقية، مشيرا إلى أن علامات الجفاف بدأت تظهر على الأطفال بسبب عدم الحصول على الطعام والغذاء المطلوب.وبينما أكد أن مدينة غزة تتعرض لسياسة تجويع متعمدة، حيث يمنع الاحتلال عنها الخضار والفاكهة وغاز الطهي، حذر من أن الواقع يزداد صعوبة في قطاع غزة ويمكن القول إنه لا يوجد منزل في القطاع فيه أدنى متطلبات الحياة. كما أشار محمود بصل إلى أنه "كان بالإمكان إنقاذ آلاف الشهداء من الموت لو كنا نملك المعدات اللازمة للإنقاذ والإغاثة".

بلدية خانيونس تدق ناقوس الخطر بعد توقف إمدادات الوقود

أعلنت بلدية خانيونس الواقعة الى جنوب قطاع غزة، أمس، توقف إمداد الوقود اللازم لتشغيل مرافق ومضخات المياه والصرف الصحي وآليات جمع وترحيل النفايات وذلك منذ أسبوع تقريبا جراء تعنّت الجانب الإسرائيلي في إدخال الوقود للجهات والمؤسّسات الأممية العاملة في قطاع غزة.
وحذّرت البلدية في بيان لها من أن توقف إمداد الوقود سيؤدي إلى توقف خدماتها الأساسية في قطاعات المياه والصرف الصحي وجمع وترحيل النفايات عن العمل. وهو ما سيساهم في انتشار الكوارث البيئية والصحية الناجمة عن توقف محطات الصرف الصحي وما سينتج عنه من تدفق مياه المجاري في الشوارع وانتشار المزيد من الأمراض والأوبئة بين المواطنين.

وأشار البيان إلى تعذّر تشغيل آبار المياه ومحطات التحلية عن العمل وحرمان أكثر من مليون و200 ألف نسمة من المواطنين والنازحين من أبسط حقوقهم في الحصول على المياه النظيفة للشرب والصالحة للاستخدام، محذرة أيضا من توقف جمع وترحيل النفايات من الأحياء ومخيمات النزوح وما سينتج عنه من انتشار المكاره الصحية والأمراض الفتاكة بين المواطنين. وأمام هذه الأوضاع الكارثية طلبت بلدية خان يونس، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل وبشكل فوري لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دمرت كافة قطاعات الحياة.

وشدّدت على ضرورة قيام الجهات المانحة والمنظمات الأممية التي تُعنى بحياة الإنسان بالضغط على الجانب الإسرائيلي لاستئناف إمداد الهيئات المحلية في قطاع غزة بالوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات التحلية ومضخات الصرف الصحي وآليات جمع وترحيل النفايات. كما طالبت بالضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل السماح بإدخال الآليات وقطع الغيار والمعدات اللازمة للعمل لتجنيب انهيار منظومة الخدمات التي تضرّرت بشكل كبير جراء استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.